أكدت دراسة أعدتها سماح حسن، الباحثة في جمعية "تنمية جنوب مصر" بمحافظة قنا، أن 12.6% فقط من الإناث اللاتي أجريت عليهن الدراسة يدركن أشكال وأنواع التحرش. وبينت الدراسة وجود علاقة طردية بين التحرش كظاهرة ومستوى التعليم، فكلما ارتفع مستوى التعليم يزيد الإدراك لمفهوم ومظاهر التحرش، وأقرت 77% ممن أجريت عليهن الدراسة أن التحرش زاد في الآونة الأخيرة، وأن 63.5% منهن تعرضن للتحرش، وبلغت نسبة التحرش اللفظي 27.3%، والتحرش بالإشارة والنظر وعبر الهاتف 22.1%، ثم التحرش الجسدي بنسبة 20.9%. وذكرت الدراسة أن ظاهرة التحرش في المحافظة تقابل بردود أفعال سلبية ممن يتعرضن لها، مما يعد معوقًا في التصدي للظاهرة، وبلغت نسبة من يخشن الإبلاغ عنها بسبب العادات والتقاليد 20%، و13% يلجئن للهرب من وجه المتحرش، 12% يصبهن الارتباك، وكشفت نتائج الدراسة أن السيدات العاملات أكثر إيجابية في التعامل مع المتحرشين. وقالت الدراسة إن ظاهرة التحرش لها تداعياتها الخطيرة على سلوك الإناث اللاتي تعرضن له، مبرزة نسبًا مختلفة لاتجاهات الإناث بعد تعرضهن للتحرش، منها أن 34% يصبن بحالة من الخوف، و29.9% يسخطن على الرجال، 28.1% يصبن بالخجل والارتباك. وذهبت العينات العشوائية من الإناث اللاتي أجريت عليهم الدراسة أن الفتاة المحتشمة" المحجبة" تكون أقل عرضة للتحرش، عكس الفتاة المتبرجة، وفسرت الدراسة ذلك بعدم وعي من أجريت عليهن الدراسة بثقافة حقوق المرأة؛ التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان. وأبرزت الدراسة أسباب زيادة الظاهرة بضعف الوازع الديني بنسبة 84%، وارتداء الملابس الفاضحة بنسبة 74%، والتنشئة الأسرية بنسبة 70%، وأن وسائل المواصلات هي المركز الأول لوقوع حالات التحرش بنسبة 84%، والأسواق 82%، والشارع 78%. واعتبرت 22% فقط ممن أجريت عليهن الدراسة أن قانون مكافحة التحرش رادع لمواجهة التحرش.