متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    30 ألف سيارة خلال عام.. تفاصيل عودة إنتاج «لادا» بالسوق المصرية    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    أول تعليق من شعبة الأسماك بغرفة الصناعات على حملات المقاطعة    حزب الله يعلن استهداف إسرائيل بمسيرات انقضاضية وصواريخ موجهة ردا على قصف منازل مدنية    أهالي الأسرى يُطالبون "نتنياهو" بوقف الحرب على غزة    عاجل.. إسرائيل تشتعل.. غضب شعبي ضد نتنياهو وإطلاق 50 صاروخا من لبنان    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    مصدر أمني إسرائيلي: تأجيل عملية رفح حال إبرام صفقة تبادل    التتويج يتأجل.. سان جيرمان يسقط في فخ التعادل مع لوهافر بالدوري الفرنسي    حسام غالي: كوبر كان بيقول لنا الأهلي بيكسب بالحكام    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    ملف يلا كورة.. أزمة صلاح وكلوب.. رسالة محمد عبدالمنعم.. واستبعاد شيكابالا    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    لا نحتفل إلا بالبطولات.. تعليق حسام غالي على تأهل الأهلي للنهائي الأفريقي    مصرع عروسين والمصور في سقوط "سيارة الزفة" بترعة دندرة بقنا    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    ضبط مهندس لإدارته شبكة لتوزيع الإنترنت    تعرف على قصة المنديل الملفوف المقدس بقبر المسيح    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    تملي معاك.. أفضل أغنية في القرن ال21 بشمال أفريقيا والوطن العربي    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    كيف تختارين النظارات الشمسية هذا الصيف؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لواء دكتور محمد حجاج عضو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن:
القضاء العسكري أقوي سلاح لردع الإخوان
نشر في الوفد يوم 12 - 11 - 2014

ما الذي ستشهده الأيام والشهور والسنين القادمة؟ هذا هو السؤال الأكثر إلحاحا علي رأس كل مصري وعربي..
وإجابة السؤال لن تجدها مع «منجم» أو «قارئ طائع» وإنما ستجدها بدقة مع خبير يمتلك معلومات دقيقة عما حدث وما يحدث في مصر والمنطقة العربية. ويرصد ما يجري في كواليس المنطقة ويعرف بدقة ما تشهده تلك الكواليس.
ولهذا حملت «الوفد» السؤال الكبير وطرحته علي اللواء الدكتور محمد فريد حجاج خبير شئون الشرق الأوسط وعضو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن.
الدكتور حجاج يؤكد أن المنفذين للعملية الإرهابية الأخيرة في سيناء جاءوا من «غزة» برعاية تركية قطرية أمريكية، في محاولات مستميتة للضغط علي النظام المصري لدمج الإخوان في الحياة السياسية مرة أخري بعد أن لفظهم الشعب، وقال ان الإرهاب لن ينتهي في يوم وليلة خاصة بعد ان تحولت جماعة الإخوان إلي خميرة للإرهاب، وربوا مجموعات من الإرهابيين جمعوهم من أفغانستان وسوريا وغزة والعراق لتخريب الحضارة الإسلامية والدينية وإسقاط مصر في براثن التنظيم الدولي للإخوان مرة أخري، مؤكداً ان إحالة الإرهابيين للقضاء العسكري أقوي سلاح لردع أنصار الجماعة ولمن يريدون تحول الجامعات إلي بؤر سرطانية للعنف وتخريب الحضارة الإنسانية والدينية، ولمن يحاولون بشتي الطرق إخضاع مصر وإسقاطها في قبضة التنظيم الدولي الإرهابي.
كيف تنظر إلي الحادث الإرهابي الأخير في سيناء وهل تنتظر حوادث أخري؟
- الإرهاب لن ينتهي في يوم وليلة .. والغضب والحزن والمطالبة بالقصاص أمر طبيعي، لكن علينا ألا نخاف، فالحادث رغم مرارته ورغم الخسائر البشرية من الشرفاء الذين استشهدوا، كان نتيجة للنجاحات التي حققتها مصر، والغرب يستهدف مصر لتحطيمها بيد الإرهاب.
وقال كيسنجر: نريد مصر ألا تغرق وألا تبقي قوية، وهذا المخطط كان يتم تنفيذه بنجاح وفجأة قامت ثورة 30 يونية فأوقفته، ولكن رغم هذا نجد أن الجيش المصري هو الجيش الوحيد الباقي في المنطقة، وحاولوا ان يجرجروه في العراق وليبيا ولكن الرئيس «السيسي» رفض وقال: «لدينا مشاكل داخلية نريد حلها» والإخوان يريدون عمل أشياء لها صدي في الخارج ولهذا جاءت هذه العملية التي كشف الرئيس انها تمت بدعم خارجي.
وما الرسالة التي يحملها هذا الحادث الإرهابي؟
- كل ما يريدون هو إرسال رسالة للخارج مفادها أن مصر غير مستقرة، ويريد الإخوان مكاناً تحت المظلة السياسية خاصة ان الانتخابات البرلمانية قادمة وبالتالي يريدون زيادة الضغط الغربي علي الدولة حتي يتم السماح للإخوان بدخول الانتخابات البرلمانية ولهذا لابد من الربط بين هذه الحادثة وبين ما يحدث من مظاهرات لطلبة الإخوان داخل الجامعات ثم يخرج علينا بعضهم ويطرح فكرة المصالحات لمن لم تلوث أيديهم بالدماء، مع ان هؤلاء لو واتتهم فرصة لقتل معارضيهم لقتلوهم فورا.
وما تفسيرك للعداء الإخواني لمؤسسات الدولة؟
- جماعة الإخوان عاشت «80» سنة يسعون إلي السلطة والسيطرة علي البلاد وهم لا يؤمنون بالوطن، والجيش أضاع حلمهم بعد أن ثار عليهم الشعب بسبب توحشهم وتدهور الدولة فحمي الجيش الشعب، وهم يعملون علي هدم أركان الدولة المتمثلة في الجيش والشرطة والقضاء ولو دمروا هذه الإركان ستنهار الدولة وتقوم الحروب الأهلية ثم يأتونهم ويسيطرون، والعراق نموذج لما فعله الأمريكان به، عندما دخلوه حلوا الجيش والشرطة والقضاء والمخابرات والنتيجة أننا رأينا الجيش العراقي يجري أمام (10) آلاف من «داعش» دون الخوض في معارك وأيضا الجيش اليمني هرب أمام الحوثيين.
خميرة للإرهاب
مصر خاضت العديد من الحروب ضد الإرهاب لكن ما الذي يميز هذه الحرب عن سابقيها؟
- عادة ما تكون الحروب ضد الإرهاب نوعية واحدة، وقد حاربنا الجماعة الإسلامية بذات الطريقة، لكن الحرب الحالية بها تكنولوجيا ودعم خارجي، وجماعة الإخوان ربوا مجموعة من المقاتلين في سيناء بعد أن جمعوهم من أفغانستان وسوريا مع المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام والإشغال الشاقة الذين أخرجهم «مرسي» من السجون وعفا عنهم مع السلفية الجهادية ومجموعات حماس، وعناصر من جيش «داعش» فأصبحوا خميرة للإرهاب في سيناء وجماعة الإخوان اعتبرتهم الجيش الذي سوف تستعين به مستقبلا، ولكن 30 يونية قطعت عليهم كل هذه التخطيطات، وهم يستغلون الآن مظاهرات طلبة الإخوان، بعد فشلهم في حشد الشعب في مظاهراتهم، مستغلين ان البعض يرفض دخول الشرطة إلي الجامعات، رغم ان فرنسا مثلا تدخل فيها الشرطة الجامعات ولا يعترض أحد لأن الطالب ذهب ليتعلم لا ان يضرب بالمولوتوف.
الرئيس أعلن عن مخطط أجنبي في الحادث الإرهابي الأخير برأيك من وراء هذا المخطط؟
- التنظيم الدولي للإخوان، وتركيا وقطر والمشرف العام للعملية أمريكا الإرهابيون الذين قاموا بهذه العملية الإرهابية جاءوا من «غزة» وأمدوهم بالتمويل المالي والسلاح من ليبيا والسودان وحماس.. ولهذا لن يتوقف الإرهاب إلا بعد أن يتم غلق الانفاق بين مصر وغزة نهائيا لان الهروب من الانفاق سهل وبالتالي يتسلل منها الإرهابيون وينفذون جرائمهم في مصر يعودون إلي غزة عبر الإنفاق فوراً.
وأين دور إسرائيل في ما يحدث؟
- إسرائيل بعيدة تماماً عن هذه العمليات وتجلس الآن في مقاعد المتفرجين لتستمتع بما يحدث في سيناء، والكل يلعب لصالحها وتنتظر الحصول علي المكاسب في النهاية لانها مخترقة الفلسطينيين وتعتقد ان الضغط المستمر علي مصر سيجعلها تقبل بمشروع تبادل الأراضي الذي تم الانفاق عليه مع جماعة الإخوان بالرعاية الأمريكية وهو مشروع قديم وضعه الجنرال «إيجورا أيلند» الباحث في مركز دراسات «بيجن» وملامح هذا المخطط يتضمن أن يحصل قطاع غزة علي 750 كيلو متر مربع من سيناء وهي المنطقة بين رفح والشيخ «زويد» ولهذا نري ان هذه المنطقة الوحيدة في سيناء المشتعلة والتي بها هياج وقلاقل وإرهاب ثم تعطي إسرائيل مساحة مماثلة بديلة لمصر في منطقة «النقب» الجبلية، وفي مقابل هذا تحصل إسرائيل علي نصف الضفة الغربية، وجماعة الإخوان وافقت علي هذا الاتفاق وكانت تسعي إلي تطبيقه خلال حكم «مرسي».
بداية جيدة
وماذا عن القرارات التي اتخذها مجلس الدفاع الوطني بعد الحادث؟
- القرارات بداية جيدة، والمهم التفاصيل لانها لابد ان تنتج إجلاء أو إبعاد المدنيين عن خط الحدود، وحينها سيبتعدوا عن التهريب وتستطيع القوات المصرية، ان تسيطر بعد ان يكون لديها حرية العمل دون خوف علي المدنيين، ولابد أن تفكر الدولة في التنمية لان المبعدين سيفقدون دخلا كبيرا جدا نتيجة لهدم الانفاق، ولابد ان يؤمنوا ويوفر لهم كل سبل العيش، ثم يتم تدمير الانفاق بالكامل. ويجب ثالثا التعامل بمنتهي الحسم ضد جرائم الإرهاب بأحكام القضاء السريعة الناجزة، وقد قال المستشار «أحمد الزند» رئيس نادي القضاة إذا كان الإجراءات القضائية تحتاج إلي تعديلات فلتتم حتي لا يتم قبول رد القاضي في جميع القضايا، ومن يقوم بعمليات إرهابية ضد أفراد أو منشآت القوات المسلحة يقدم إلي المحاكم العسكرية، لان الردع مهم جداً، ومن المهم أيضا ألا تكتفي الدولة بمتابعة ما يحدث في سيناء فقط بل عليها الاهتمام بما يحدث في الجامعات لانها بؤر سرطانية للإرهاب ولابد من إبعاد المسئولين المتأخونين في الوزارات حتي لا تحدث كوارث كما كانت تحدث في وزارة الكهرباء.
هل يد الأمن مغلولة في التعامل مع جماعة الإخوان؟
- لا.. لكن منظومة الأمن تحتاج إلي دعم جيد ووسائل حديثة يتدرج بها الأمن عدا ضرب النار إلا مع من يحمل السلاح ويستخدمه ضد الشرطة أو المواطنين الأبرياء، والشرطة تحتاج إلي أن تكون صاحبة المبادرة في مواجهة العنف.. مثلا في الخارج نري الشرطي يلقي بشباك علي المتظاهر العنيف ويقبض عليه، وتوجد أيضا البوية صعبة الإزالة التي يرشها الشرطي علي المتظاهر ثم يذهب ليقبض عليه في منزله متلبس بجريمة التظاهر.
هل الحكومة تخشي مراكز حقوق الإنسان؟
- لا.. للأسف الحكومة تخشي أمريكا ولا تخشي مراكز حقوق الإنسان، مع أن أمريكا فعلت في سجن «أبوغريب»، ومعسكر «جونتانامو» كل ما تريده من جرائم وليت الرافضين لقانون التظاهر في مصر يقرأون قانون التظاهر الأمريكي، وأطالب وزارة التضامن بأن تعلن للشعب المصري كم عدد جمعيات حقوق الإنسان في مصر وعليها أن تعيد بحث مدي قانونية هذه الجمعيات خاصة وانهم يصمتون صمت القبور عند كل حادث إرهابي ضد الجيش أو الشرطة وكأن استشهاد رجال الجيش والشرطة لا يعنيهم أو أنهم غير مصريين، اتساءل هل عادت منظمة «فريدم هاوس» للعمل مرة أخري في مصر أم لا؟.. لان مصر كانت مخترقة بواسطة هذه الجمعيات، ولتكشف لنا وزارة التضامن حجم مصروفات جمعيات حقوق الإنسان التي لا تري مشاكل في مصر إلا في قانون التظاهر فقط.
ما هي العلاقة الوطيدة بين جمعيات حقوق الإنسان وبين المخابرات الأمريكية؟
- هناك منظمات تتبع أجهزة المخابرات الأمريكية مثل «فريدم هاوس» برئاسة «جورج سوري» والمعهد الديمقراطي يتبع الحزب الديمقراطي والمعهد الجمهوري تابع للحزب الجمهوري، ومؤسسة «راند» تتبع البنتاجون ومنذ سنوات بدأت السياسة الأمريكية الاتصال بالمنظمات الأهلية في الوطن العربي وخاصة في مصر، وانصبت سياسة هذه المنظمات علي حقوق الإنسان فقط ولم نر جمعيات تتناول القضاء علي الفقر أو الأمية، وبدأ سيل المعونات الأجنبية يتدفق علي هذه الجمعيات وأصبحت وسيلة لتنفيذ سياساتهم.
الشرف والوطنية
من هم الطابور الخامس؟
- كل ما سمعناه في برنامج الصندوق الأسود وما قدمه الإعلامي «أحمد موسي» من تسجيلات يؤكد وجود طابور خامس، ولكن ما يحير ان الدولة وأجهزة الأمن لديها كل هذه المعلومات المسجلة بالصوت، وبعضها صوت وصورة علي «اليويتوب» فلماذا لا تتحرك النيابة ضد هؤلاء الذين يدعون الشرف والوطنية ونفاجئ أنهم سائرون وتدربوا في الخارج ضد مصر. ولهذا ننتظر صدور قانون مكافحة الإرهاب وتطبيقه لان الجرائم التي ترتكب ضد مصر وليست ضد «السيسي» أو «محلب».
لدينا تحديات في اتجاه الشمال الشرقي الذي يمثله قطاع «غزة» والذي تتحكم فيه حماس وهي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان. ودورها المشبوه في 25 يناير ونشر الإرهاب في سيناء باستخدام الانفاق.. وبتغيير موازين القوي في المنطقة تحاول حماس الآن فتح باب المصالحة مع مصر.. وفي الشرق توجد قناة السويس وأهمية تأمينها وغرباً دول الخليج والخطر عليها من الإرهاب الإخواني وأطماع إيران، أما الجنوب فنجد مشكلة سد النهضة التي تمثل حياة أو موتاً لمصر، وعلينا الاتجاه نحو جنوب السودان وإريتريا لاستكمال قناتي «جونجلي» التي ستمدنا ب «4٫5» مليار متر مكعب من المياه وأيضا قناة بحر الغزال التي ستمنحنا «15» مليار متر مكعب، وأتمني أن تكون الزيارة الأخيرة للرئيس «البشير» إلي مصر قد أزالت الغيوم بين الدولتين.
وفي الجانب الليبي فإن أهم المخاطر هي كمية السلاح الذي يتم تهريبه من هناك وهروب الإخوان وبعض الجماعة الإسلامية الي هناك ومحاولة تصدير الإرهاب من هناك إلي ربوع مصر.. لكننا لن نتدخل في الشأن الليبي لانه مستنقع مثل مستنقع اليمن وعلينا ان نساعد المؤسسات الليبية المتمثلة في البرلمان والحكومة.. واللواء «حفتر» استولي علي «بنغازي» تقريبا.
وماذا عن خطر الحوثيين علي باب المندب وماذا عن البحر الأبيض أليس به مشاكل؟
- الحوثيون لن يستطيعوا غلق باب المندب لوجود قاعدة أمريكية في جيبوتي، وأخري فرنسية وأمريكا وفرنسا لن يسمحا لهم بغلق باب المندب للتأكيد علي تدفق البترول.. ومنطقة البحر المتوسط في الاتجاه الشمالي هادئة حتي الآن لكن قريبا سيكون هناك وضع آخر مختلف حيث حقول الغاز البحري الذي سينشأ صراع بين إسرائيل وقبرص ومصر وتركيا علي حدود كل منها علي هذه الحقول.
كيف نواجه التحديات الخارجية؟
- يجب ان يكون هدف القوة العربية هو التعاون العربي الكامل، لان شعار الوحدة العربية تخطاه الزمن، والمهم هو إيجاد وسيلة لتطبيق التعاون العربي سياسياً واقتصادياً وإعلاميا ودينياً بمعني إعادة وجه الإسلام الحقيقي بجوهره الوسطي. والتعاون الاقتصادي أساسه الاستثمار بين الدول بمزج رأس المال بالعمالة المدربة والموارد الطبيعية والعقول المستنيرة وإنشاء الكيانات الاقتصادية العالمية بواسطة كيانات بنكية قوية.. والتعاون الإعلامي بوضع ميثاق شرف إعلامي بعدم استخدام الإعلام العربي في إحداث الأزمات بين الدول وإقامة صرح إعلامي عالمي يخاطب العالم الخارجي لشرح سياستنا وشرح الدين الإسلامي الوسطي.
وماذا عن التعاون العسكري؟
- للأسف القوي العسكرية الوحيدة الآن في المنطقة هو الجيش المصري ولهذا يجب العمل علي سرعة إعادة بناء باقي الجيوش العربية، والأهم هو قيام صناعة عسكرية عربية تنتج احتياجات العرب من التسليح الاستراتيجي لضرورة تكوين قوي استراتيجية عربية تشمل الأقمار الصناعية والصواريخ المتطورة الدقيقة المضادة للصواريخ والطائرات الحديثة ذات المدي البعيد.
وهل حرب الجيل الرابع مازالت مستمرة؟
- نعم.. وقد توصلت دراسات المعاهد الأمريكية المتخصصة إلي فكرة حروب الجيل الرابع من الحروب وهي الحرب من الداخل أي التدمير الذاتي للدولة من الداخل بعد أن نجحت سياسة اللاعنف والمظاهرات بألوانها المتعددة في شرق أوربا وقضائها علي الأنظمة القائمة فتأكد للأمريكان أن أفضل استراتيجية لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط هي إيجاد تيار جديد يمكن قبوله في تلك البلاد ورأي الأمريكان أن الإسلام المعتدل هو الهدف لتجزئة الدول علي أساس ديني عرقي وقد صرحت «هيلاري كلينتون» بأنهم لن يضطروا إلي قتال العرب لأنهم سوف يقتلون بعضهم البعض، وبهذا وضعوا أعينهم علي مصر لأنها القلب وإذا انكسرت انكسر العالم العربي كله.
وماذا عن دور الإخوان في هذا المخطط؟
- جماعة الإخوان رأت إنها الفرصة فعرضوا أنفسهم من خلالها علي القيادة الأمريكية كتيار إسلامي معتدل منتشر في سبعين دولة يمكن ان ينفذ سياستهم للسيطرة علي مقاليد الحكم وتنفيذ طلباتهم التي تحدد ضمان أمن إسرائيل والتحكم في التيار الإرهابي، وتم هذا بعد أن أشارت المعلومات إلي ان نظام «مبارك» في طريقه إلي النهاية وبدأ تدريب المجموعات في صربيا وأكاديمية التغيير في قطر وكان الهدف هو تغيير الأنظمة عن طريق المظاهرات واللاعنف تحت إشراف الصربي «يوبوفيتش» حتي انفجرت الانتفاضات في 2011 بدءًا من تونس إلي مصر ثم اليمن ثم ليبيا واستغلت الإخوان هذه الأجواء وخطفت ثورة 25 يناير.
السيف البتار
وما أثر ثورة 30 يونية علي هذه المخططات؟
- ثورة الشعب المصري في 30 يونية أوقفت المخطط المدمر للدول العربية الذي سعي إلي تجزئتها، وكانت كالسيف البتار الذي قطع تسلسل التخطيط الأمريكي لإنشاء شرق أوسط جديد، ولهذا قابلت الولايات المتحدة وتوابعها في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ثورة 30 يونية بهجمة شرسة علي مصر بإدعاء أنه انقلاب عسكري ثم المحاولات المستميتة لدمج جماع الإخوان في الحياة السياسية ومنع المساعدات الاقتصادية والعسكرية. ولكن ثبات الشعب المصري تحت حماية قواته المسلحة أفشل ذلك الأمر فأشعلوا حرب الإرهاب من الداخل لعلها ينجح في تغيير النظام وإحلال الإخوان مرة أخري، ولكن تمسك مصر باستكمال خارطة الطريق وتصدي القوات المسلحة والشرطة للإرهاب واجه هذا المخطط.
معني كلامك ان الغرب وأمريكا ساندوا الإخوان للوصول إلي حكم مصر؟
- الغرب تأكد توافر الشروط في جماعة الإخوان لتنفيذ مخططهم بتفتيت الوطن العربي ولهذا ساعدوا وخططوا لكي تصل الإخوان إلي الحكم في معظم الدول الإسلامية العربية في الشرق الأوسط، وبعد استيلائها علي حكم مصر بدأ الإخوان في تفكيك مفاصل الدولة، وأصبحت مصر في مواجهة خطر الانقسام أو الحرب الأهلية بعد تمكين المجموعة الإرهابية من شبه جزيرة سيناء باستحضار مجموعة من القاعدة، ثم العفو الرئاسي من «محمد مرسي» لمجموعة من المحكوم عليهم قضائياً ولولا عناية الله بمصر وشعبها، ولولا يقظة شعب وجيش مصر وقيام ثورة 30 يونية ضد حكم الإخوان وما تلاها من وقوف الشعب وراء قواته المسلحة لكان مصير مصر مثل باقي أشقائها العرب التي تعاني حاليا من الانقسام وضياع جيوشها.
وما هو مشروع «برنارد لويس» الذي اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها تجاه الشرق الأوسط؟
- هذا المشروع يعتمد علي تفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الأفريقي، وتفتيت كل دولة إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية. حتي تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود «سايكس - بيكو» وقد سبق ووافق البنتاجون علي هذا المشروع بالإجماع خلال جلسة سرية وتم إدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية وقد حان وقت تنفيذه.
النفوذ اليهودي
وما هو الجزء الخاص بمصر في هذا المخطط؟
- يشير هذا المشروع إلي تقسيم مصر إلي «4» دويلات أولها سيناء وشرق الدلتا وتكون تحت النفوذ اليهودي لتحقيق الحلم المزعوم من النيل إلي الفرات، ثانياً: الدولة النصرانية عاصمتها الإسكندرية وتمتد حتي جنوب أسيوط وتتسع غربا لتضم الفيوم ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية، وقد اتسعت لتضم أجزاء من المنطقة الساحلية الممتدة حتي مرسي مطروح، ثالثاً: دولة النوبة المتكاملة علي الأراضي الشمالية السودانية وعاصمتها «أسوان» وتربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتي شمال السودان باسم بلاد «النوبة» بمنطقة الصحراء الكبري لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتي البحر الأحمر. ثم الدولية الرابعة مصر الإسلامية «السنية» وهي الجزء المتبقي من مصر، ويراد لها أن تكون أيضاً تحت النفوذ الإسرائيلي، حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبري التي يطمع اليهود في إنشائها.
وما هي حججه وبراهينه التي يسوقها حتي أقنع الإدارة الأمريكية بقبول مشروعه؟
- هو يقول إن العرب والمسلمين مفسدون وفوضويون ولا يمكن تحضرهم، وإذا تركوا لأنفسهم سوف يفاجئون العالم بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولهذا طالب بإعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية وأشار علي أمريكا القيام بهذا الدور بشرط أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة في القرن الماضي وتفادي الأخطاء التي وقعت فيها الدولتان، حتى يتم تقسيم الأقطار العربية إلى وحدات عشائرية طائفية، والهدف هو وضع تلك الدول تحت السيطرة الأمريكية ولا مانع من احتلال اجزاء منها بشرط أن تكون المهمة المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية.. والأهم من ذلك هو الضغط على القيادات الإسلامية دون لين أو هوادة لتخليص شعوبها من المعتقدات الاسلامية الفاسدة!! ولذلك يجب التضييق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات والقبلية والطائفية فيها قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا هذه الدول لتدمير الحضارة فيها.
وما أهم التحديات الداخلية في مصر؟
- أول تحدٍ في الداخل هو الأمن لأنه يرتبط بكل نواحي الحياة من استثمار وسياحة ودوران عجلة الاقتصاد واكمال العملية التعليمية ويجب مراجعة المنظومة التشريعية التي كثيراً ما تسبب ازمات مع المستثمرين، والعمل على التنمية للقضاء على الفقر لأننا نهدف الى الحريات ولا توجد حريات ولا ديمقراطيات مع الفقر والجهل وحينها لن ينتظر الشعب أموال الاخوان ولا غيرها التي يتم توزيعها في فترات الانتخاب وسيرفضها ولابد من اصلاح منظومة الصحة لأن الفرد قد يتحمل آلام الجوع ولكنه لا يتحمل آلام المرض.
سماحة واعتدال
وماذا عن باقي مؤسسات الدولة؟
- الأهمية الكبري ترجع الى دور الأزهر، عليه انشاء قناة دينية تتبع الأزهر لنشر الاسلام الوسطى المعتدل ويخبر الشعب ماذا فعل هؤلاء المتأسلمون بالدين الاسلامي من أضرار وتخلف لأن الاسلام حضارة والحضارة الاسلامية استمرت 800 عام حينما كان يوجد من يفهم الاسلام أنه دين سماحة واعتدال ولكن اليوم هؤلاء المتأسلمون يخربون الحضارة الإنسانية والدينية بما نراه من أهوال يقومون بها وهي ضد الدين مع أني دخلت 4 حروب ورأيت الموت بجميع أشكاله ولم يعد يؤثر في مشهد الموت إلا أني عندما أشاهد فرداً يذبح بسكين علي شاشات التليفزيون يقشعر جسدي والمدهش أن الذابح يهتف الله أكبر، ثم يخرج علينا بعض السلفيين ويتقولون أن ما تفعله «داعش» حلال فأى حلال هذا، هذه مسخرة ليس لها علاقة بالدين فأين الرحمة التي لا يعرفونها حتي في الخطب الدينية لأنهم لا يتحدثون في خطبهم إلا عن العذاب وجهنم والثعبان الأقرع.. فهل هذه فقط هي ثوابت الدين.
لكن أعضاء الإخوان لن يستمعوا الي الأزهر ولا غيره لأن لهم جماعتهم التي يعتبرونها دولتهم؟
- لا.. لأن جماعة الإخوان تتدمر الآن وأصبحت بدون مستقبل والشعب ملّ منهم و«قرف» من إرهابهم وتجارتهم بالدين بعد أن كانوا يكتسبون تعاطف الشعب، ومع أن المنضمين للإخوان لا أمل في عودتهم الي رشدهم مرة أخري ولن يتغيروا لكن ما يهمنا هو منع التغريز بالشباب ومنع انضمامهم الي تلك الجماعات الإرهابية وهذا يتم بتنوير الشباب بالفهم الديني الصحيح والتثقيف والتعليم والوعي حتي لا يتم عمل غسيل عقولهم، وينضم الي هذه الجماعات الظلامية الإرهابية ليجد نفسه يقف ضد دولته يريد هدمها أو تقسيمها بسبب فهمه الخطأ للدين.
سيرة ذاتية

لواء دكتور محمد فريد حجاج
تخرج في الكلية الحربية ضابط مدفعية
تولي جميع المناصب القيادية
عمل في مكتب الاتصال بالصومال
بكالوريوس علوم عسكرية
ماچستير علوم عسكرية
ليسانس تاريخ من كلية الآداب جامعة القاهرة
درجة الزمالة من كلية الحرب العليا
دكتوراه في الفلسفة في العلوم العسكرية والاستراتيچية
حاصل علي نوط الشجاعة من الدرجة الأولي في حرب أكتوبر
نوط الواجب العسكري
نوط الخدمة الطويلة
نوط الخدمة الممتازة
وسام الجمهورية من الطبقة الثانية.
حاصل علي وسام الرياضة من الطبقة الأولي
خاض حروب اليمن وحرب يونية والاستنزاف وأكتوبر.
صدرت له كتب: «صفحات من تاريخ الصومال، مذكرات أحمد عرابي، حرب 67 لماذا، الفرص الضائعة في الصراع العربي الإسرائيلي».
عضو بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيچية بلندن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.