رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، أن روسيا تمثل في حقيقة الأمر تحدياً أكبر من التحديات والتهديدات التي يشكلها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما. استهلت الصحيفة تقريراً لها - بثته على موقعها الإلكتروني- بذكر أنه بينما قررت الولاياتالمتحدة نهاية الأسبوع إرسال المزيد من القوات إلى العراق، يُقال إن روسيا أرسلت المزيد من القوات إلى أوكرانيا، فيما بدأ أوباما رحلته إلى بكين. وقالت: "إن توافق الآراء في واشنطن بشكل عام، اتجه نحو حقيقة أن الأزمة في الشرق الأوسط أكثر إلحاحا من مثيلتها في أوكرانيا.. موضحة أن سبب إدراج الوضع في الشرق الأوسط على رأس أولويات واشنطن يعود إلى 3 نقاط، أولاها: أن هناك حربا فعلية تدور رحاها بالشرق الأوسط؛ وتشترك فيها الولاياتالمتحدة. وثانياً: في حال اعتبرت واشنطن أن مسألة حماية السكان المدنيين من الأذى مسألة أمن قومي، فإنها تدرك بالفعل أن هناك تهديدا شديدا وأكثر إلحاحا يشكله إرهاب الجهاديين في الشرق الأوسط عما تشكله روسيا، وثالثا: يعتقد الأمريكيون أن النظام الإقليمي بالشرق الأوسط برمته يتفكك الآن وأن إعادة ترتيبه من جديد تستغرق عقودا وعلى النقيض من ذلك، يبدو النظام في أوروبا مهترئا فقط على الحواف. ونسبت الصحيفة إلى بعض المحللين قولهم: "إن الولاياتالمتحدة لم تدرك بعد أهمية التحدي الذي تشكله روسيا فضم جزيرة القرم والتوغل داخل شرق أوكرانيا من القوات الروسية تعد مجرد بداية، ومن المحتمل أن تقوم روسيا بتهديد استقرار عموم أوكرانيا، أو حتى دول البلطيق، ويمكن القول بإن استبعاد واشنطن القيام بأي عمل عسكري في أوكرانيا – مما أظهر أن الأزمة الأوكرانية تبدو أقل إلحاحا في واشنطن- تسبب دون قصد في ظهور المخاطر. أشارت إلى أن أحلك السيناريوهات المحتملة، والتي تم مناقشتها خلف الأبواب المغلقة، تتضمن أن روسيا ربما تصعد الأمور إلى أكثر مما هي عليه وربما يشمل ذلك استخدام أسلحة نووية تكتيكية، الأمر الذي – في حال وقوعه- سيعد أكبر أزمة أمنية دولية منذ عقود وأكثر خطورة وأهمية من أي أزمة أخرى تدور حول ال25 عاما من عمر القتال في العراق. واستبعد أغلب الخبراء إمكان حدوث سيناريو الأسلحة النووية، لكنهم أعربوا عن مخاوفهم من أن بوتين قد يشن حربا تقليدية شاملة في أوكرانيا- أو على الأقل يشجع على التمرد في داخل دول البلطيق الناطقة بالروسية والتي تعد من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي حال تدخل روسيا في دول البلطيق ولم يرد الناتو، فإن الكرملين الروسي سيؤكد حينئذ أن التحالف العسكري الغربي ما هو إلا حبر على ورق. وقالت الصحيفة البريطانية: "إن البعض يأمل فى أن يؤدي الضغط المتنامي على الاقتصاد الروسي وعملة الروبل إلى إثناء الكرملين عن التصعيد، ولكن حدوث أزمة اقتصادية بالإمكان أيضا أن تجعل السلوك الروسي أكثر تهورا وأبعد من إمكان التنبؤ به".