أعطنى شيئاً واحداً بدون مقابل، أعطك كل الحق.. الحياة مقابل الموت الخير ضد الشر الايمان مقابل الالحاد، لا حب الا يجب مقابل وإلا كان عذاب كذلك الكره، لاعمل بدون أجر والعكس صحيح، تأمل حياتك أخذ وعطاء، معاناة وسعادة، اذا أدنت تدان ولا ظلم بدون حق، والمقابل هنا لا حدود له لأنه الحياة لها مقابل مادى أو معنوى، نفسى أو أسري، أخلاقى أو تربوي سياسي أو مالي أو اقتصادي، أو استثماري دائما يحمل المقابل الثنائية الأبدية فلا أحادية إلا بالله. وتحضرنى حاليا المعادلتان، لا طاقة بدون حرب ولا مال بدون نفوذ ولا نفوذ بدون مال وتجرنى المجادلة الى الثغرات الإرهابية القاتلة التى تمارسها الآن بعد أن غيرت السلم التفاضلى التنفيذي بعد ثورة 30 يونيو، فأصبح الاقتصاد المصري أول هذا السلم يليه الأمن ثم الجامعات فالإعلام يليه القضاء ثم الإشاعات الخاصة بالانتخابات البرلمانية، كل هذا التخطيط الجيش وتقسيم مصر كما هو جارى فى المنطقة. ولن أخوض فى تفاصيل هذه الممارسات وأبعادها الارهابية ولكن سأتناول ما يستحق الذكر حاليا والنظر إليه بعين الاعتبار. إن انهيار الاقتصاد يقصد الدولة المدنية وعدم تكاملها، ولما كانت السياحة أحد أعمدة الاقتصاد فالرعب وزعزعة الأمن من أهم العناصر للهبوط بمعدلات التوقف السياحى الى أدنى حد، ولعل المشاغبات والمولوتوفات التى تخترق أجواء التعليم والجامعات هو أساسا اشاعة الفوضى والتخويف وأن الدولة عاجزة عن الحفاظ على الأمن، هى كما ترى سلسلة مترابطة من العمل الارهابى لهدم مصر هذا بالإضافة الى طول اجراءات الأحكام فى القضايا الهامة المتطورة اليوم يحمل ويجهل الأمن فى حالة عدم استقرار، لهذا كان الإسراع فى اصدار الاحكام عامل مساعد لاستقرار الأمور هذا بالاضافة الى الشائعات التى تتناول موعد الانتخابات هى عامل مساعد لعدم رسوخ الدولة المدنية فى صورتها النهائية ... كل هذا والاعلام المصرى قصة محزنة كئيبة فلعل بعض الممارسات الإعلامية بأسلوبها الحالى قد تصل الى أن تكون فى مجال الطابور الخامس. لهذا فعندما نقول اننا في حالة حرب عن طريق الجيلين الرابع والخامس قادم على الطريق لا نكون قد بعدنا عن الصواب. إن الخيط المتبقى لنا هو صمودنا وثقتنا فى أنفسنا في حبنا لوطننا في عشقنا لمصرنا واعترافنا بأن جيش وأمن مصر هما الحماية وأن انهيارهما هو ضياع مصر وتقسيم الشرق إلى شوارع وحوارى تسمى بالدويلات لا حول لها ولا قوة وبالتالى يمكن السيطرة عليها بدون حرب أو غزو أو احتلال . أرجو أن أكون وباختصار قد يكون مخلا بالموضوع أن أوضح الصورة الحربية التى نواجهها، إن حالة الحرب لها محاذيرها وظروفها وأبعادها التى يجب أن نتفهمها ونحترمها ونصبر عليها حتى يوم النصر وهو قريب إن شاء الله. عضو الهيئة العليا