في مستشفى الإسماعيلية العام مسلسل متواصل من الإهمال لا يتوقف.. الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ ونقص عدد الأطباء والتمريض وضعف الإمكانيات وتعطل أجهزة الأشعة المقطعية وتدني مستوى النظافة وانتشار القطط والحشرات داخل عنابر المرضى هم عناوين الوضع داخل المستشفى العام الوحيد الذي يخدم المحافظة بأكملها. داخل قسم الطوارئ يعاني المستشفى من تعطل جهاز الأشعة المقطعية الوحيد، مما يضطر أهالي المرضي في الطوارئ والحوادث إلى نقلهم إلى أقرب مركز أشعة خاص بسيارة إسعاف على نفقتهم الخاصة ليقوموا بعمل الإشاعات اللازمة لذويهم وإعادتهم مرة أخرى لتشخيص الحالة وتلقي العلاج. تقول سمية عوض 34 سنة جاء شقيقي إلى المستشفى مصاباً بكسور وارتجاج بالمخ في أنحاء متفرقة بالجسم لتعرضه لحادث موتوسيكل وفور علمنا بالخبر ذهبنا للمستشفى وهناك أخبرنا الأطباء أن جهاز الأشعة المقطعية معطل وأنه يستلزم نقله لمركز أشعة خارجي لعمل أشعة له ليتمكنوا من تشخيص حالته وقمنا بجلب سيارة إسعاف على نفقتنا الخاصة بتكلفة 150 جنيهاً، بالإضافة لثمن الإشاعات الذي تجاوز ال400 جنيه. وأضافت أن «والدي كان لديه الأموال لدفع تكلفة الأشعة وسيارة الإسعاف فما بالك بمن جاء في حادث مجهول ولا أهل له أو من كان فقيراً. هل سيتم تركهم حتى يموتوا. وقال محمد أهودي 62 سنة، موظف على المعاش، إن مستوى النظافة داخل المستشفى متدن للغاية حتى إن الحشرات والقطط تنتشر داخل عنابر المرضى وأيضا عدد عمال النظافة المتواجدين لا يكفي ولا يتناسب مع حجم الإقبال اليومي والمترددين يومياً عليها. وكان الأطباء بالمستشفى تقدموا في يونيو الماضي بمذكرة لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أكدوا فيها أن هناك قصوراً في عدد التمريض بالاقسام الحساسة مثل الاستقبال والحضانات والأقسام الأخرى وعدم وجود دور رقابي رادع من جانب الإدارة. وعدم تنفيذ الجزاءات التى توقع عليهم نتيجة لوجود قصور شديد وتلاعب بالحسابات والتحجج بقلة عدد التمريض وعدم استجابة الإدارة فى توفير العدد الكافى، رغم وجود أكثر من 300 ممرضة غير المتعاقدات على قوة المستشفى والمحاباة فى توزيعهن كما أن عدداً كبيراً منهن غير مسجل بالأساس فى نوبتجيات السهر والالتزام فقط بالعمل الصباحى. وأكد الأطباء في المذكرة التي قدموها ووقع عليها أكثر من 50 طبيبا تدهور فى الخدمة الطبية المقدمة بقسم العناية المركزة العامة فى عدم وجود أطباء مدربين ومؤهلين للعمل بالعناية والاستعانة بأطباء استشاريين غير متواجدين بصفة مستمرة مقابل مبالغ ضخمة، مما أدى إلى تدهور حالة المرضى فى غياب واضح للأطباء وخصوصاً المقيمين والإخصائيين أو الاستعانة بأطباء غير مؤهلين مما يعرض المرضى للخطر وتكرر تعطل أجهزة غازات بالدم وغياب بعض الأدوية والمستلزمات اللازمة لهؤلاء المرضى. وسوء حال أجهزة التعقيم المركزى بالمستشفى وتعطل المحرقة عن العمل بشكل مستمر لتأخر المستحقات المالية للعاملين بها مما يؤدى لتراكم المخلفات الطبية الخطرة. وفي أغسطس الماضي أصدر محافظ الإسماعيلية قراراً بإحالة 221 طبيباً وهيئة تمريض بالمستشفى إلى التحقيقات بسبب عدم الالتزام بتأدية مهامهم وواجباتهم الوظيفية والتقصير فى أداء العمل على حسب ما جاء بالبيان الصحفي الذي صدر. وكان منهم عدد 145 طبيبا من مختلف التخصصات وعدد 30 ممرضا وممرضة و9 أطباء امتياز و13 من الإداريين والعاملين بالإضافة إلى سوء حالة النظافة العامة والقصور الشديد فى مستوى الخدمة الطبية والعلاجية التى تقدم للمرضى وخاصة قسم الكلى والمترددين عليها رغم أنه المستشفى الوحيد بالمحافظة.