قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن تركيا والمسئولين العسكريين في الولاياتالمتحدة يتشاركون الرأي منذ بدء التحرك نحو العراقوسوريا في أن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على تنظيم "داعش" المسلح. وأشارت الصحيفة - في تقرير بثته على نسختها الإلكترونية اليوم الاثنين - إلى أن أدلة عدم فعالية الضربات الجوية لاحت في الأفق، والبعض يسعى إلى إلقاء اللوم على تركيا لعدم وضع قوات على الأرض، منوهة بأنه طلب من تركيا إرسال قوات برية إلى سوريا، وتسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مدينة كوباني، فضلا عن السماح بدخول مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى سوريا. وأوضحت أن هذه الطلبات الثلاثة جميعا تستند على المنطق الخاطئ وسوء فهم أساسي للحقائق على الأرض ، لافتة إلى عدم قيام أية دولة سواء من حلف شمال الأطلنطي (ناتو) أو التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة بإرسال قوات برية إلى سوريا، مسلطة الضوء على استبعاد هذه الفكرة علانية من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما والحلفاء الأوروبيين بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا، حتى بات من الغريب أن التزام وضع قوات برية على الأرض يقتصر على تركيا فقط. وذكرت أن تركيا لا تدعم مكافحة داعش أو أي تهديدات أخرى، وفي الثاني من الشهر الجاري، أقر البرلمان التركي اقتراحا يجيز للحكومة التركية استخدام القوة العسكرية والتعاون مع القوات الأجنبية ضد المنظمات الإرهابية في سورياوالعراق، لكن انتقاد تركيا لرفضها إرسال قوات برية لأية دولة يتحدى أي منطق، كما أن فكرة إلزام تركيا وإجبارها على إرسال أسلحة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني المحظور، معيبة، حيث يعرّف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كما لا تزال تركيا تواجه خطر الإرهاب من قبل حزب العمال الكردستاني. وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات التي جرت في المدن التركية بتحريض من حزب العمال الكردستاني وجناحه السياسي (الحزب الديمقراطي للشعوب الكردية)، والتي أودت بحياة 32 شخصا خلال الأيام ال 10 الماضية، وأن تسليح الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني هو بمثابة إعطاء دعم لحزب العمال الكردستاني. وطرحت تساؤلا جديا يتناول :من سيضمن أن الأسلحة التي ستعطى لحزب الاتحاد الديمقراطي لن ينتهي بها الأمر في يد حزب العمال الكردستاني. ورصدت الصحيفة تعرض منطقة داجيلكا العسكرية التركية، الواقعة بالقرب من الحدود مع العراق وإيران، مؤخرا لنيران كثيفة لمدة ثلاثة أيام من قبل حزب العمال الكردستاني، وقامت تركيا بالرد عبر هجوم جوي على هذه القوات، وفي 14 من الشهر الجاري، أعلنت حكومة تركيا أنها ستتخذ كل الإجراءات لحماية مواطنيها عند تهديد أمنهم، لذلك لن يتم تسليح المنظمات المحظورة التي تشكل خطرا على سلامتهم. و نوهت إلى من يقترحون السماح لحزب العمال الكردستاني بدخول سوريا للقتال إلى جانب قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ضد داعش يتجاهلون التحالفات المزدوجة بين الفصائل داخل سوريا، فمن المعروف جيدا أن حزب الاتحاد الديمقراطي متحالف إلى حد كبير مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وانتقل للسيطرة على المناطق الكردية المأهولة، مشيرة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي لم ينضم قط إلى الجماعات المعارضة السورية مثل الجيش السوري الحر في معارضة نظام الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا ساهمت أكثر من أي بلد آخر في رعاية ضحايا قمع نظام الأسد، فهي تستضيف أكثر من 1.6 مليون لاجئ سوري في أراضيها، وأنفقت أكثر من 4 مليارات دولار للإغاثة الإنسانية دون دعم دولي كبير، ومنعت تركيا مأساة إنسانية عن طريق إخلاء كوباني تقريبا عندما استقبلت قرابة 200 ألف من الأكراد الفارين من تنظيم داعش الدموي. وقالت في ختام تقريرها إن تركيا ستعمل مع الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين فقط في تدريب وتسليح جماعات المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة تنظيم داعش ونظام الأسد، النظام المسئول عن قتل أكثر من 200 ألف شخص في السنوات الثلاث والنصف الماضية.