أثار قانون الضبطية القضائية الذي يمنع أصحاب الأفكار المتطرفة من اعتلاء المساجد، الجدل بين أساتذة الأزهر الشريف وأعضاء الجماعات الإسلامية. رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من شيوخ الأزهر والسلفيين حول هذا القانون، والذين اختلفوا حوله بين مؤيدٍ له باعتباره يحارب التطرف، فيما أبدى آخرون استياءهم منه. فمن جانبه، قال الدكتور نبيل نعيم، جهادي سابق، إنه مؤيد لقانون الضبطية القضائية؛ لمحاربة الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن صناعة التطرف تبدأ من المساجد. وأوضح نعيم أن المقصود بقانون الضبطية القضائية، أن يمنح بعض أئمة المساجد التصاريح من وزارة العدل لاعتلاء المساجد والمنابر. وأضاف نعيم أن بعض الجماعات المتطرفة يغرسون في عقول الشباب الفكر المتطرف، مشيرا إلى ضرورة وجود تصاريح لمن يعتلي المساجد والقبض على الأئمة الغير ملتزمين بذلك وعقابهم. واتفق معه، الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوة الأسبق، والذي اعتبر أن دور المنبر يتمثل في نشر الوعى بين المواطنين، وأنه يجب استغلالها بشكل صحيح. وأوضح الأطرش أن المنبر لا يصعده إلا لمن يستحقه ولديه خبرة من قبل الأزهر وأن الصعود للمنبر ليس لكل من قرأ كتاب أو حديث، قائلا: "لو علموا بمكانة المنبر لما صعدوه". بينما أعرب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، عن استيائه من قانون الضبطية القضائية الذى يمنع أصحاب الفكر المتطرف من اعتلاء المساجد، موضحا أن المسألة ليست من قانون الضبطية القضائية وإنما هى سلاح ضد من يحمل تصريح الخطابة من وزارة الأوقاف. وأشار كريمة إلى أن قانون الضبطية القضائية أصبح مطبق فى بعض المساجد، مؤكدا أن هذا القانون فيه تعسف لمنع دعاة علماء الأزهر وأساتذة الجامعات المصرية المعتمدين من صعود المنابر الا برضا من وزارة الاوقاف . وتابع كريمة أن قانون الضبطية القضائية الخاص بمنع أصحاب الأفكار المتطرفة من صعود المنابر هو لا يتفق مع كرامة العلماء وحرمات المساجد. فيما أوضحت الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، أنها لا تستطيع إنكار الدور الذى يقوم به وزير الأوقاف فى ضبط المنابر فى المساجد. وأشارت نصير إلى أن تطبيق الضبطية القضائية لمنع الأفكار المتطرفة من اعتلاء المساجد والمنابر هو أمر لم يكن فى محله وينتج عنه عقبات كثيرة ومشاكل أكثر مع الشيوخ مطالبة بالرجوع إلى حسن النية وراء هذا الأمر. وأكدت نصير أن المنبر هو وسيلة لإرسال رسائل كثيرة فالمساجد أسرع وسيلة لتغيير مفاهيم وتثبيت القيم الصحيحة ولوسطية هذا الدين.