لن تهدأ دائرة العنف الداخلي والخارجي التي تتعرض لها العديد من البلدان العربية حتى نجد انفسنا امام جغرافيا ممزقة، وهوية «ضائعة» وشعوب عربية في الشتات بعد الفرار الجماعي لملايين العرب من مناطق النزاع وتعرضهم للتعذيب والاضطهاد في رحلة البحث عن اللجوء صحيح أن موضوع اللجوء يحتل أهمية كبيرة ومتزايدة لاسيما في السنوات الأخيرة بسبب تزايد حجمه وانتشاره في قارات مختلفة من العالم والأسباب التي تدفع إلى اللجوء عديدة منها الحروب الأهلية والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي والأمني في بعض البلدان، وانتهاك حقوق الإنسان في العديد من دول العالم سواء كانت موجهة إلى جماعات عرقية أو إثنية أو دينية أو سياسية أو كانت موجهة إلى كل المعارضين لنظام حكم معين أو اتجاه سياسي أو بسبب الخلافات العقائدية، ما يضطر العديد من الأفراد إلى الفرار واللجوء إلى دول أخرى طلباً للحماية أو اتقاء للاضطهاد أو التعسف، إلا أن تفاقم الحرب في سوريا والعراق وانعدام الاستقرار في مناطق أخرى من الدول العربية دفعت مزيدا من مواطنى تلك الدول الى طلب اللجوء الى دول غنية وأكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن الطلبات بلغت عام 2014 رقماً قياسياً لم يحدث منذ 20 عاماً. وحسب التقارير الرسمية، فإن نحو 330700 شخص طلبوا اللجوء إلى 44 دولة صناعية في النصف الأول من العام وهو ما يمثل زيادة بنسبة 24٪ تقريباً مقارنة بنفس الفترة في عام 2013.. وأفادت المفوضية في تقريرها بأنه إذا استمر هذا المنوال يمكن أن يصل عدد طالبي حق اللجوء إلى 700 ألف عام 2014 «وهو أكبر رقم إجمالي بالنسبة للدول الصناعية وهو ما لم يحدث من قبل منذ التسعينات خلال الصراع في يوغوسلافيا سابقا». وأكد المفوض السامي لشئون اللاجئين انتونيو جوتيريس وهو رئيس وزراء سابق للبرتغال أنه في غياب الحلول للصراعات سيحتاج المزيد من البشر إلى اللجوء والرعاية خلال الأشهر والسنوات القادمة.. وذكرت المفوضية أن أكثر من ثلثي طلبات اللجوء قدمت في الستة أشهر الأولى من العام لست دول هي بالترتيب: ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والسويد وتركيا وإيطاليا.. وأوضحت أن واحداً من كل سبعة طلبات جاءت من سوريا وبلغ عددها 48400 طلب، أي ضعف الرقم عن نفس الفترة من العام الماضي. ولأول مرة منذ عام 1999 تلقت ألمانيا أكبر عدد من طلبات اللجوء الجديدة بين الدول الصناعية بلغ 65700 طلب، وكان ذلك بسبب زيادة الطلبات من السوريين بزيادة 50% مقارنة بنفس الفترة عام 2013.. وأشارت المفوضية إلى أن دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين تلقت 216300 طلب أي بزيادة نسبتها 23% عن الستة أشهر الأولى من عام 2013. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن وصول عدد اللاجئين السوريين إلى 3 ملايين وسط انعدام الأمن وتدهور الأوضاع في البلاد بعد نحو 3 أعوام ونصف العام على اندلاع الأزمة فيها. وفي تقرير أصدرته المفوضية أكدت أنه مع اشتداد الأزمة السورية، سوف يتجاوز عدد اللاجئين السوريين حاجز الثلاثة ملايين شخص، وسط تقارير تفيد بظروف مروعة على نحو متزايد داخل البلاد، حيث يتعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع فيما يجري استهداف المدنيين أو قتلهم دون تمييز. وأضاف التقرير أن ما يقرب من نصف السوريين اضطروا حتى الآن لمغادرة ديارهم والفرار للنجاة بحياتهم، مشيراً إلى أن واحداً من بين 8 سوريين فرّ عبر الحدود، إضافة إلى وجود 6.5 مليون نازح داخل سوريا. وأوضح أن أكثر من نصف أولئك اللاجئين والنازحين هم من الأطفال. وقامت السلطات التركية بإغلاق عدد من معابرها الحدودية مع سوريا، وذلك بعد أن فر سبعون ألف كردي سوري إلى الأراضي التركية منذ الجمعة الماضية.. تأتي هذه الخطوة عقب اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن التركية من جهة وأكراد محتجين من جهة أخرى، حيث استخدمت الشرطة التركية قنابل الغاز وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين أكراد تجمعوا قرب الحدود مع سوريا لدعم اللاجئين الأكراد السوريين عبر الحدود بين البلدين.. وتمكنت الشرطة التركية من تفريق نحو 2000 متظاهر قام بعضهم بإلقاء الحجارة على عناصر الأمن. وقالت وسائل إعلام محلية: إن الأكراد كانوا يحاولون إدخال مساعدات طبية وغذائية إلى اللاجئين الأكراد داخل الأراضي السورية.. ويأتي ذلك بعدما تدفق نحو 66 ألف لاجئ أغلبهم من الأكراد السوريين إلى الأراضي التركية خلال اليومين الماضيين فقط. وقالت الأممالمتحدة: إن عدد اللاجئين الذين اجتازوا الحدود من سوريا في الأيام الاخيرة بلغ 100 ألف.. ومعظم اللاجئين الذين يرغبون بالعبور إلى تركيا هم من سكان عين العرب الذين يخشون تعرضها لمذابح يقترفها مسلحو «الدولة الإسلامية» المتقدمين نحوها.. وتتميز عين العرب بموقعها الاستراتيجي على الحدود وتحول دون تعزيز المتشددين الإسلاميين لمواقعهم في شمال سوريا. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض: إن تنظيم «داعش» يرى أن عين العرب مجرد عقبة في طريقه. وذكر المرصد أن «التنظيم» أعدم ما لا يقل عن 11 مدنياً كردياً بينهم أطفال في القرى التي سيطروا عليها.