وجه خبراء متخصصون فى علاج الكبد انتقادات حادة الى اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية واتهموها بالهرولة وراء شركة «جلياد» الأمريكية المنتجة لعقار «سوفالدى» لعلاج فيروس- c، قبل التأكد من فاعليته على المريض المصرى. وقال الدكتور سمير قابيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، رئيس الجمعية المصرية المركزية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى اننا حذرنا على صفحات «الوفد» قبل التعاقد على سوفالدى، وقلنا ان هناك ادوية اكثر فاعلية ستطرح قريبا فى الأسواق لعلاج «فيروس سى» وبالفعل اجازت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA منذ أيام استخدام العقار الجديد «هارفونى» وهو دواء مركب ومن انتاج نفس الشركة ويستخدم منفردا بمعدل قرص واحد يوميا لمدة 28 يوما ويختلف تماما عن «سوفالدى» الذى يستخدم مع نوعين آخرين هما «الانترفيرون والريبافرين»، كما حذرنا من عدم تجربة الدواء بشكل كاف على المرضى المصريين، وقلنا ان المريض فى المراحل المتقدمة وخاصة التليف فى المرحلتين الثالثة والرابعة لا يحتمل تناول ثلاثة ادوية فى وقت واحد، وقد يؤدى ذلك الى مضاعفات خطيرة وهذا ما أكدته مجلة الكبد الدولية فى عددها الصادر فى سبتمبر2014 ان دواء بنفس تركيبة سوفالدى تسبب فى وفاة شخص واصابة 14 مريضا بمضاعفات فى القلب من بين 34 تناولوا الدواء، وربما يكون ذلك هو الدافع وراء تقديم تنازلات من قبل شركة جلياد فى سعر سوفالدى وليس «شطارة» من اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية للتخلص منه قبل طرحها للعقار الجديد «هارفونى». وأشار «قابيل» إلى ان هناك عقارا جديدا مركبا «ايدى ميكس» سيطرح فى الاسواق يتناول لمدة اسبوع واحد فقط، منفردا وهناك أدوية اخرى سيعلن عنها فى نوفمبر القادم ستكون اكثر فاعلية، وهو ما يؤكد وجهة نظرنا فى ان اللجنة «المزمنة» للفيروسات هرولت دون أى مبرر وراء «سوفالدى» وورطت وزارة الصحة والدولة فى صفقة وصلت الى 450 مليون جنيه دون دراسة كافية لتأثير الدواء على المريض المصرى، واوضح قابيل أن تليف الكبد عملية غير معكوسة بمعنى ان العلاج لا يعيد الجزء المتليف الى طبيعته قبل الاصابة وانما يوقف التليف فى باقى الكبد اذا كان فى مراحله الأولى وليس الثالثة أو الرابعة كما روجت اللجنة وأظن ان اعضاء اللجنة يعلمون جيدا ان الانترفيرون ممنوع تناوله فى المرحلة الرابعة من التليف، فكيف يوافقون على اعطائه لمريض هذه المرحلة مع «ريبافرين وسوفالدى». الدكتور حلمى أباظة، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الإسكندرية أكد أن سوفالدى لم يجرب على عدد كاف من المرضى المصريين وانما عدد محدود من المصريين المقيمين بكاليفورنيا وهى نوعية تختلف عن المريض الموجود فى قلب الريف المصرى، وحذرنا من خطورة تناول مريض التليف من الدرجتين الثالثة والرابعة وتضخم الطحال لثلاثة ادوية «سوفالدى وانترفيرون وريبافرين» وقلنا إن هذا الجرعات تتناسب مع المراحل الاولى من المرض، وقلنا ان سوفالدى وحده لن يحقق نتيجة ايجابية ويمكن أن يؤدى الى تحور الفيروس ويخلق نوعا من المقاومة وان ذلك سيؤثر سلبا على المريض إذا تناول أدوية اخرى، وأشار «أباظة» الى ان هذا الكلام اعلن فى مؤتمرات خاصة بالكبد ويعلمه جيدا أعضاء اللجنة وهم اصدقاء اعزاء ولكن مصلحة المريض المصرى فوق كل اعتبار، وأكد اباظة ان شركة جلياد ادركت ان سوفالدى لن يكون الدواء السحرى الشافى من فيروس سى كما روجت له فى البداية فانتجت عقار «هارفونى» بعد ثلاثة اشهر فقط من تعاقدها مع مصر بعد ان ضمنت انها تخلصت من المنتج القديم الى اكبر دولة بها نسبة فيروس سى فى العالم ولا أدرى لماذا هرولنا للتعاقد على عقار غير مضمون النتائج ويشكل خطورة على مرضى تليف الكبد فى مرحلتيه الثالثة والرابعة، بينما العالم كله يبحث عن العقارات الاقوى والاحدث، واوضح اباظة ان هذه العقارات ستطرح قريبا ويمكن ان تناسب مرضى التليف اكثر من سوفالدى ومنها هارفونى الذى سيعطى للمريض على هيئة كبسولات يومية بعد الافطار لمدة أربعة اسابيع فلماذا اعطيه ثلاثة ادوية بينها حقن ممنوعة فى المرحلة الرابعة وأعرض حياته للخطر. وطالب اباظة وزارة الصحة بإعادة النظر فى التعاقد مع شركة جلياد على عقار سوفالدى والتوقف عن استيراد باقى الكمية والاتجاه الى العقاقير الاحدث التى ليست لها اضرار جانبية على صحة المريض وتحقق نتائج اكثر ايجابية. من جانبها اكدت الدكتورة رضا البدوى الاستاذ بقسم الكبد والجهاز الهضمى بطب بنها ان الأعراض الجانبية لسوفالدى تؤثر بشكل مباشر على البطين الأيسر للقلب لدرجة قد تؤدى للوفاة وان الشركة المنتجة له جربته فى أمريكا على حوالى 16 ألف مريض ولديهم حوالى أربعة ملايين مريض فقط، بفيروس سى، بينما تمت تجربته فى مصر على 150مريضا فقط بحسب تصريح للدكتور جمال عصمت عضو اللجنة العليا للفيروسات الكبدية ولدينا 9 ملايين مريض بفيروس سى، والأغرب ان اللجنة لم تعلن حتى الآن نتائج التجارب على هذا العدد المحدود قبل بدء صرف العلاج للمرضى. وحذرت الدكتورة رضا من النتائج السلبية لسوفالدى على القلب، وأكدت أن الامريكان اوقفوا العلاج به لحين انتاج العقار الجديد المركب «هارفونى» والذى تم التغلب فيه على عيوب العقار القديم سوفالدى.