يعود الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز للسينما من جديد بعد غياب طويل عنها لما يقرب من عشرين عاماً، الفنان الكبير يعود بفيلم «حديد» مع الفنان عمرو سعد والفنانة درة، حيث يجسد شخصية رجل الأعمال «ماجد الحريري» من خلال الفيلم وهو من المتحكمين في سوق صناعة الحديد وله أسهم كبيرة في الاقتصاد المصري ويسعي للتخلص من المنافس الوحيد له الذي يجسد دوره الفنان زكي فطين عبدالوهاب. ومن جانب آخر أكد أنه قرر العودة للسينما لاشتياقه لها، بالإضافة إلي القضية المهمة التي يناقشها العمل وهي نفوذ رجال الأعمال والتلاعب بالشباب من أجل تحقيق مصالحهم، في حواره مع «الوفد» تحدث الفنان أحمد عبدالعزيز عن فيلمه الجديد وعودته للسينما. في البداية كيف جاء قرار عودتك للسينما.. وما سبب غيابك عنها لسنوات طويلة؟ - لم أسع يوماً للغياب عن السينما لأنني أعشق الفن بشتي مجالاته سواء الدراما أو المسرح أو السينما، ولكن السينما علي وجه التحديد كان يسودها احتلال أثر بالسلب علي بريقها وهو احتكار مجموعة من شركات الإنتاج تهدف إلي التجارة وربح الأموال وتقدم أعمالاً خالية من أي معني أو هدف، وكان هذا الإطار أجده في جميع السيناريوهات التي تلقيتها طيلة السنوات الماضية، ومن المستحيل أن أسعي لتقديم عمل بدون معني في الوقت الذي تكون لدي مع الجمهور حصيلة أعمال هادفة كانت سبب نجاحي، فلماذا أخسر احترام جمهوري من أجل التواجد فقط، وبالطبع كانت هناك مجموعة استثناءات لبعض الفنانين الذين يقدمون أعمالاً محترمة ومهمة وفي الحقيقة من ضمن هؤلاء الفنان عمرو سعد كنت أتابع أعماله باستمرار، فهو يريد دائماً مناقشة قضية والظهور بعمل ذي مضمون قوي، ولذلك عندما قرأت سيناريو «حديد» وجدت به ما يناسب عودتي للسينما، بالإضافة إلي ظهوري في العمل بشخصية جديدة عن الشخصيات التي عرفني من خلالها الجمهور ومن هنا جاء قرار العودة، ولكن الحقيقة أيضاً أن من ضمن أسباب عودتي للسينما اشتياقي لها وطول فترة الغياب. ما مضمون شخصية «ماجد الحريري» التي تقدمها ضمن أحداث الفيلم؟ - شخصية ماجد الحريري شخصية رأسمالية، فهو أحد أهم المستثمرين في مجال الحديد والصلب ولا يوجد له منافس سوي مستثمر واحد الذي يجسد دوره الفنان زكي فطين عبدالوهاب وبكثرة الخلافات بينهما يقرر ماجد القضاء تماماً علي منافسه وإفلاسه، وبدون الخوض في تفاصيل أكثر حتي أترك الفيلم مفاجأة للجمهور سيقوم باستغلال شاب بينه وبين منافسه خلافات أيضاً من أجل القضاء عليه، ومن هنا تكمن قضية الفيلم وهي صراعات رجال الأعمال واستغلال الشباب لتحقيق مصالحهم، ونحن لا نعرض نموذجاً لشخص معين كما ورد في بعض الصحف، فالعمل يتناول قضية مطروحة في المجتمع المصري ولا نخص حالة بعينها أو سيرة ذاتية لأحد. موسم العيد دائماً ما يكون منافسة شرسة.. ألم تشعر بالقلق خاصة أنه فيلم العودة؟ - المنافسة موجودة في كل شيء، والسينما منذ بدايتها تحتوي علي منافسة شرسة، ولكن المهم هو كيف تنال النجاح، فالمضمون القوي والأداء الجيد والرسالة الذي يتلقاها الجمهور هي التي تحدد مدي نجاح الفيلم، والنجاح الحقيقي هو النجاح الذي يدوم، بمعني أن يؤرخ العمل لسنوات، فكثير من الأعمال السينمائية التي طرحت خلال السنوات الماضية حققت نجاحاً كبيراً في البداية أو خلال موسم العرض ولكن بمرور الوقت أصبحت «موضة» وانتهت وهذا المبدأ أسير عليه في كل أعمالي الفنية سواء الدراما أو السينما أو المسرح، ولهذا توجد علاقة جيدة بيني وبين جمهوري. ذكرت أن سبب غيابك عن السينما احتلال الإنتاج التجاري لها.. هل تعتقد أن هذا الاحتلال انتهي؟ - لم ينته بالشكل الذي نريده ولكن ما أقصده أن قلما تجد عملاً جيداً نظراً للأفكار التي تريدها معظم شركات الإنتاج من أجل الحصول علي الربح فقط، وهذا ما يعرقل تطور السينما المصرية. من وجهة نظرك ما هو التغيير الذي حل علي السينما في الوقت الحالي؟ - هناك تغيرات إيجابية وأخري سلبية، فمثلاً هناك تحسن كبير في أمور التقنية علي مستوي التصوير وجودة الصورة ولكن كفاءة المضمون أصبحت قليلة وتغير الفكر الإنتاجي أيضاً وأساليب التوزيع، ويأتي أيضاً اختلاف ثقافات الجمهور ورغباتهم في الأعمال السينمائية التي يشاهدونها، بالإضافة إلي غياب دور الدولة والإنتاج الحكومي علي عكس ما كان يحدث في الثمانينيات والتسعينيات. بعيداً عن السينما.. ما سبب غيابك في آخر عامين عن الساحة الدرامية؟ - لأنه ببساطة خلال العامين الماضيين لم يكن لي رغبة للعمل تماماً في ظل اضطراب الحالة الأمنية وحكم جماعة إرهابية، فاخترت أن ابتعد عن الساحة حتي تتحسن الأوضاع. ولماذا لم يعد هناك عمل بحجم الأعمال الدرامية التي قدمت في الزمن الماضي مثل «ليالي الحلمية» و«المال والبنون» و«سوق العصر» وغيرها؟ - بسبب كتاب السيناريو، في الزمن الذي تقصده كان الكتاب يقدمون ملاحم درامية تؤرخ وتنمي الفن المصري، ولكن حالياً أيضاً الدراما تعاني من نفس مشكلة السينما، فالإنتاج الدرامي ينظر في المقام الأول إلي تسويق الفضائيات وشركات الدعاية ويحاول تقديم العمل الذي يجذبهم فقط، رغم أن هناك أيضاً أعمالاً علي مستوي جيد ولكن أتحدث عن منهج جعل مؤشر قوة الدراما هابطاً. كيف تري مصر في ظل حكم الرئيس السيسي؟ - الوضع تغير إلي الأفضل والأهم هو عودة كرامة مصر أمام العالم وهذا أول شيء سعينا إليه في ثورة 30 يونية، وسعيد بمشروع قناة السويس الجديدة الذي سينقل مصر فعلياً إلي مرحلة جديدة وأظهر لنا مدي حب الشعب لهذا البلد وحرصهم المستمر علي تنميتها.