قالت صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية، على رغم أن جماعة "الاخوان" تواجه اكبر أزمة في تاريخها على مدار 84 عاماً، الا انها تتعنت ولا تريد تغيير أيديولوجيتها وترفض المصالحة مع النظام السياسي في مصر. وأضافت الصحيفة أن محاولات الاخوان لادارة شئونهم من الخارج تعثرت ايضاً، مشيرة إلى أن قطر التي طالما دعمت بقوة رئاسة "محمد مرسي" والإخوان، ومنحت العديد من الشخصيات اللجوء عندما أطيح به، استجابت أخيراً لضغوط من الدول المجاورة لمكافحة الإخوان في الخليج، وغادر من الدوحة كبار قادة الإخوان. ونوهت الصحيفة إلى أن الملاذ الآمن للإخوان الآن هو المملكة المتحدة، حيث حافظت المنظمة على وجود قوي هناك، حيث كان لديها مكتب إعلامي على مدى عقود، أصبحت الآن اقل ترحيباً بهم، مشيرةً إلى الحكومة البريطانية تقوم بالتحقيق في كل الانشطة الخاصة بمنظمة الاخوان في لندن، ومن المحتمل فرض المزيد من القيود على المنظمة في بريطاني. واوضحت الصحيفة أن تركيا أصبحت الآن هي الملاذ الموثوق فيه لجماعة الاخوان، حيث تبث من هناك قناة "رابعة" الاخوانية. وقالت الصحيفة: على رغم كل هذه الانتكاسات التي تمر بها جماعة الاخوان المسلمين الا انها مازالت تتعنت ولا تريد تغيير ايديولوجيتها، مشيرةً إلى جماعة الإخوان مازالت تتمسك بنهجها منذ تأسيسها عام 1928. ورأت الصحيفة أن عناد الاخوان في مثل هذه الانتكاسات ليس بالشيء المفاجئ، فبعيداً من كونها منظمة "براجماتية"، كما وصفها العديد من المحللين، فهي تسعى إلى- على حد تعبير مؤسسها "حسن البنا"- لتنفيذ الإسلام بأنه "تبني مفهوم للجميع الذي ينظم كل جوانب الحياة"، وتنشر أعضاءها كجنود لتعزيز هذه الرؤية الشمولية، ولضمان النقاء الإيديولوجي للمنظمة ووحدة الهدف. تحدثت الصحيفة عن المرشد الجديد لجماعة الإخوان "جمعة أمين"، حيث قالت إن "امين" واحد من كبار قادة الإخوان الذين ليسوا في السجن ولا في الخفاء، وكان زعيما لفترة طويلة في مكتب الإرشاد، ويعتبر اهم العناصر الملتزمة بنهج الإخوان ويسعى لتنفيذ الشريعة. وعلى الرغم من أن "أمين" يتبنى مفهوم الجهاد العنيف فى ظروف محددة، إلا أنه يؤيد بالأساس "النضال" من خلال التلقين والوعظ أو الدعوة، حيث كتب فى رسالة له يقول "إن هؤلاء الذين يعملون فى الحركة الإسلامية يجب أن يبدأوا بمعرفة كاملة للإسلام ويؤمنون بقدرة الدعوة على حل المشكلات الفردية والاجتماعية". ويشدد أمين على أن إصلاح الفرد والمجتمع من خلال الجهاد والدعوة مشروعات طويلة المدى تستغرق وقتا وتتطلب "اجتهاداً". وتابعت الصحيفة على الرغم من أن هذا النهج التدريجي الذي يتبعه امين يباعد بين الإخوان وجماعات متطرفة مثل "داعش"، إلا أن هذا الفكر يحمل في طياته عداء شديداً للغرب، حيث يرى النفوذ الثقافي الغربي في أراضي المسلمين تهديداً لحضارته، والطريقة الوحيدة لتصحيح هذا الفجور وفقاً لأمين هو نشر فكر الإخوان.