حالة من الفوضي والاضطراب الزراعي تسود بين عدد كبير من الفلاحين والمزارعين في مختلف مراكز الشرقية، حيث لم تستغل معظم المساحات من الأراضي للزراعة وتركها بوراً ولا يعرف الفلاحون ماذا يزرعون. وهناك خلل كبير في الدورة الزراعية وعدم وجود أي معالم للانتظام حيث توجد مساحات أرز وسط مساحات ذرة. وعكف الفلاحون عن زراعة المحصول الرئيسي وهو القطن الذي فقد قيمته، فقد كانت تزرع ثلث هذه المساحات قطناً ولكن تخبط السياسات الزراعية إضافة إلي تدخل الأجهزة الشعبية والمحلية في معظم الزراعات فأفسدوها دون التقيد بالدورة الزراعية، وقد أصيبت الأرض بالإجهاد لزراعتها بالمحصول الواحد أكثر من مرة ففقدت جودتها وخصوبتها، وكان اللقاء مع بعض الفلاحين الذين أعربوا عن الحيرة والقلق وقد تحدث عبدالمجيد محمد علي حيث قال: كنت أنوي زراعة الذرة هذا العام لاحتياجنا الشديد إليها لاستخدامها كغذاء لنا وللمواشي والطيور فقررت ان ازرع الذرة ولكن فوجئت بقيام الجيران من حولي بزراعة الأرز وعمل مشاتل الأرز ولو زرعت الذرة ستغمر المياه أرضا من الجانبين لذا امتثلت للأمر الواقع وقمت بزراعة الأرز رغما عني وهذا الخلل حدث كثيرا من الجيران والمزارعين ولو هناك دورة زراعية ما أضير أحد وتنوعت الزراعات والمحاصيل ولكن حكومة العهد البائد كانت تتبع الهوي وذوي النفوذ، ثم أضاف أننا نريد من الحكومة الحالية وضع معالم رئيسية وعمل دورة ثلاثية كما كانت حتي ينصلح حال الأرض وحال الزراعات، وعن زراعة القطن قال «يا ريت.. هو فين القطن دا كان زمان وكان القطن يشدد الأرض ويزيد من قوتها وخصوبتها وكان موسم جني القطن عيدا نتغني به». وأضاف مهندس محمد كامل عمر - فقال: كان قديما يتم الالتزام بالدورة الزراعية ولا يطغي زراعة محصول علي محصول آخر وكنا نشاهدا راعات الأرز والقطن والذرة وبعض الخضراوات، أما الآن فنجد ان الأرض أجهدت من تكرار زراعة المحصول الواحد عدة مرات علي التوالي ونخشي أنه قد يجيء يوم نزرع فيه ولا نحصد لان السلالات الآن ضعيفة وتم القضاء علي البذور الجيدة ولا توجد سياسة زراعية واضحة وتركت الزراعة للأهواء. وفقدت مصر مكانتها وريادتها في زراعة القطن والتي اشتهرت به مصر قديما فضعف الاقتصاد المصري، وقد كان قديما في ظل الحكومات الوفدية الاهتمام بزراعة القطن وكانت المكانة العالمية وتهافت الأسواق الأوروبية علي شراء القطن المصري ومنسوجاته فقوي الاقتصاد وقتها ويمكن ان نعود لهذه الريادة مرة أخري لان الأرض مازالت موجودة لم تتغير ويمكن ان يعود الذهب الأبيض. ثم أضاف بأن الفلاحين ينتهجون العشوائية في الزراعة ومما يضعف الزراعات أيضا عدم وجود الأسمدة المناسبة وافتقاد الجمعيات الزراعية لدورها الريادي في الزراعة والتقاوي الجيدة.