لا شك أن الإرهاب بكافة أشكاله وانتماءاته - مرفوض من الجميع أفرادًا وجماعات، دولاً وتنظيمات، مرفوض محليًا واقليميًا ودوليًا، ترفضه جميع العقائد والأديان السماوية وغير السماوية، ترفضه الأعراف والأخلاق والقوانين، فهو خطر يداهم الجميع وينتشر كالنار فى الهشيم، لا ينجو منه أحد، لذلك لا نتجاهله أو نغض النظر عنه ولو طرفة عين، ولابد من محاصرته والقضاء عليه بغض النظر عن مرتكبيه وأينما وجد. فى ذكرى الحادى عشر من سبتمبر سنة 2001، وفى خطاب للرئيس الأمريكى أوباما استغرق حوالى 31 دقيقة تناول إرهاب «داعش» فى العراقوسوريا وأنه قد يشن هجمات على العراق وضربات جوية فى سوريا ولكنه سيساعد المعارضة فى سوريا لكنه لن يتعاون مع بشار ويرى أن شرعيته اليوم منعدمة، كما قرر أنه سيعمل على اضعاف داعش وإذا تعرضت أمريكا للتهديد فلن يجد هذا التنظيم ملاذًا آمنًا، ودعا لتحالف دولى لمحاربة داعش وأن دور أمريكا يقتصر على الضربات الجوية دون العمليات البرية وأنه لابد من مساعدة الدول ذات المذهب السنى وأن إيران لن تشارك بدعوى أنها تورطت فى سوريا. فى نفس الوقت كان هناك اجتماع بجدة يضم عشر دول هى دول الخليج ومصر ولبنان والأردن وتركيا فى حضور وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» بعد أن نادى خادم الحرمين الشريفين بعقد مؤتمر دولى لمحاربة الإرهاب وبيان مخاطره فهو عابر للحدود والقارات وأكد أنه يمكن أن يصل إلى أوروبا فى خلال شهر وإلى أمريكا فى خلال شهرين وانتهى اجتماع جدة بإصدار بيان لم تشارك فيه تركيا رغم حضورها الاجتماع وقال كيرى فى البيان: «إن الدول الأطراف توافق على المشاركة بحسب ما هو ملائم على الانضمام بعدة أشكال إلى الحملة، وأن الدول العربية المشاركة تلعب دورًا أساسيًا فى التحالف - ضد الدولة الإسلامية «داعش» - الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتعجب من روسيا التى ترفض ذلك متساءلة عن شرعية الحرب ضد داعش؟! - والتعليق على بيان تحالف جدة وخطاب أوباما فى شأن محاربة داعش سنتناوله فى صورة تساؤلات: - لماذا شاركت تركيا فى اجتماع جدة ولم تشارك فى البيان الصادر عن الاجتماع؟! - ماذا يعنى أوباما إذا تعرضت أمريكا للتهديد فلن يجد هذا التنظيم ملاذًا آمناً؟ - ماذا لو لم تتعرض أمريكا للتهديد؟ هل سيسمح لداعش بملاذ آمن؟ - ماذا عن الإرهاب فى اليمن؟ والإرهاب فى ليبيا؟ - ماذا عن العمليات الإرهابية على غزة فى أغسطس الماضى وقد راح ضحيتها أكثر من ألفى شهيد وأكثر من عشرة آلاف مصاب وتشريد الآلاف؟ - ما موقف دول تحالف جدة إذا تأخر الغرب فى التحرك أو لم يتحرك الغرب؟ - وماذا لو ضرب أوباما ضربته الجوية وازداد الصراع حدة؟، خاصة أن خبراء من فرنسا والأمن الأمريكى للقوات الخاصة أكدوا أن الضربة الجوية نتائجها غامضة والنجاح سياسيًا واستراتيجيا غير مضمون. - ما حقيقة رفض مشاركة إيران؟ - هل الرفض من جانبها أم من جانب التحالف؟ - لماذا تعترض روسيا على محاربة إرهاب داعش؟ - لماذا ظهرت داعش فجأة، ولماذا فى هذا التوقيت؟ هناك طوائف عدة فى سوريا ضد نظام الأسد ومنهم داعش، كيف نميزها عند الضربة الجوية؟ أليست أمريكا التى جهزتها ودربتها وسلحتها ضد القوات المسلحة والميليشيات فى العراق؟ أنهى أوباما فترة رئاسته الأولى بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن. فهل ضربته الجوية ستكون انهاء لفترة رئاسته الثانية تاركًا وراءه منطقة الشرق الأوسط فى متاهة كما ترك العراق؟ أم سيفلت زمام الأمر من الجميع وتكون الحرب العالمية الثالثة؟ نرى أن الأمر أصبح أكثر تعقيدًا ويحتاج لسرعة اتخاذ القرار والتحرك، وفى الوقت نفسه الحكمة والحنكة السياسية والاستراتيجية المحكمة وألا نعتمد على وجهة النظر الغربية فقط بل يجب أن تكون لنا رؤية لظروفنا خاصة أنه لا يخفى على الجميع أن الصراع العربى الإسرائيلى أساس كل الأحداث فى المنطقة العربية. حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه حيث لا ينفع الندم. وليوفق الله الجميع لما فيه الخير للجميع.