كشفت امس مصادر جزائرية عن تنسيق دفاعي مع القاهرة وأعلن مصدر أمني جزائري، أن وزارتي الدفاع في مصر وبلاده قررتا فتح خط اتصال مباشر للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات بشأن الأوضاع في ليبيا. ونقلت وكالة «الأناضول»، في نبأ عاجل عن المصدر، أن وزيري الدفاع في البلدين قررا فتح خط الاتصال للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات.وكشفت صحيفة «الخبر» الجزائرية، عن أن الرئيس «عبدالعزيز بوتفليقة» استدعى أعضاء المجلس الوطني الأعلى للأمن إلى اجتماع استثنائي بشأن نقطتين؛ الأولى هي الحرب المتوقعة في ليبيا وقالت الصحيفة الجزائرية ان الحرب التي ستخوضها دولٌ غربية طلبت من الجزائر تسهيلات لوجيستية وممرات جوية مفتوحة، والنقطة الثانية هي مدى التعاون الذي يجب أن توفِّره الجزائر للحرب الكونية ضد تنظيم «داعش». واضافت الصحيفة ان «بوتفليقة» وصُنَّاع القرار في الجزائر يواجهون صعوبة كبرى في تبرير أي قرار للتعاون مع حملة عسكرية غربية في ليبيا، لأن مبررات تقديم تسهيلات لوجيستية وفتح الأجواء غير موجودة في حالة ليبيا. ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن مسئولاً جزائريًّا كبيرًا نقل لمسئولين فرنسيين على لسان بوتفليقة رسالة قصيرة، مضمونها أن الجزائر لا يمكنها تبرير تقديم تسهيلات عسكرية لأية حملة عسكرية جوية في ليبيا أمام شعبها. وتعكس عناوين أولى صدر الصحف أن الإعلام الوطني، الخاص على وجه التحديد ، يشكّك في قدرة الجزائر على الالتزام بمبدئها الدستوري القاضي بعدم التدخل العسكري في الخارج ، عندما اتفقت جميعها تقريبا على طرح السؤال: «هل ستجّر فرنساالجزائر إلى المستنقع الليبي و تورّطها في حرب تريد فرنسا أن تقنع الجزائر بأنها أول المعنيين بها بدعوى أنها فاعل إقليمي محوري في المنطقة؟ ويبرز التشكيك في العنوان الذي اختارته «الخبر» لموضوع زيارة دوفيليه: «باريس تسعى ل «توريط» الجزائر في ليبيا» وتقف بشكل خاص عند بيان سفارة فرنسا وتلفت الى أن دوفيليه سيزور الناحية العسكرية الرابعة ببسكرة التي تغطي جزءا من الحدود مع ليبيا وتونس وتستنتج «أن للتنقل إلى بسكرة دلالات هامة مرتبطة بالأوضاع الأمنية المضطربة على الحدود مع تونس، وبالمخاطر التي يمثلها تسرب السلاح والإرهابيين بالحدود مع ليبيا». وتساءلت من جهتها «الوطن» في موضوع تحت عنوان: تساؤلات حول زيارة؟ هل تبحث فرنسا عن «دعم فاعل» من الجزائر للتدخل العسكري في ليبيا؟ هل ستطلب ذلك من الجزائر؟ هل تجّس فرنسا النبض في الجزائر (التنقل إلى بسكرة) من أجل تدخل عسكري في ليبيا يقود إلى إشاعة السلم في هذا البلد بعد حملة 2011؟ وتستفسر «لوسوار دالجيري»عن سبب الزيارة وتقول في عنوان: «رئيس أركان الجيش الفرنسي في الجزائر.. الاسباب الحقيقية للزيارة» وتتساءل إن كانت الزيارة محاولة أخرى من فرنسا لجرّ الجزائر نحو مستنقع ليبيا رغم مسارعة وزير الخارجية الجزائري إلى التشديد على أن بلاده لن تتدخل عسكريا في أي منطقة؟ كما تساءلت « الشروق اليومي» من جانبها في عنوان: «هل سيُقنع قائد أركان الجيش الفرنسي الجزائر بالتدخل في ليبيا؟» وتشير الصحيفة إلى أن الزيارة تدخل ضمن ترتيبات تحاول فرنسا عرضها على المجتمع الدولي واصدار قرار دولي بالتدخل العسكري في ليبيا بداعي مكافحة الجماعات الجهادية الناشطة في المنطقة، على غرار الحصول على ترخيص من الجزائر يسمح لطائراتها بالتحليق في السماء الجزائرية لضرب أهداف معينة في ليبيا على غرار ما فعلته في شمال مالي. وفي نفس السياق وصل إلى مدينة طبرق الليبية، وفد من كبار الشخصيات يمثل دول الجوار الليبي بمشاركة مصرية، للقاء أعضاء مجلس النواب، لمناقشة نتائج اجتماع دول الجوار الليبي بالقاهرة في أغسطس الماضي. واستبق رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا «برناردينو ليون» زيارة الوفد الدولي إلى طبرق، فبحث مع رئيس وأعضاء مجلس الزنتان البلدي وأعيان البلدة سُبل إخراج ليبيا من الأزمة التي تمر بها، والوصول إلى حلول تعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا. وأكّد «ليون» خلال زيارته لمدينة الزنتان، ضرورة التوصل إلى حل توافقي بين الأطراف الليبية، وعدم تجدد العمليات العسكرية وأوضح في اللقاء الذي عُقد في مقر المجلس البلدي بالبلدة، أنّ وفد الأممالمتحدة يسعى إلى تكوين أرضية مشتركة بين أطراف الصراع، مشدداً على أن العمل العسكري ليس الحل والمخرج لهذه الأزمة. وعلى جانب آخر يتقدم الدكتور «عبدالله الثني»، اليوم بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة إلى مجلس النواب الليبي لإقرارها والموافقة عليها، بعد أن أرجأت الأسبوع المقبل زيارة الثني على رأس وفد ليبي لدولة الإمارات العربية.ووافق المؤتمر الوطني العام «المنتهية ولايته» على حكومة «عمر الحاسي» الذي تقدم بها لتكون هناك حكومتان في ليبيا برئاسة «الثني» و«عمر الحاسي» كان مجلس النواب الليبي المنتخب قد كلف «الثني» بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة الأسبوع قبل الماضي، كما كلف المؤتمر الوطني العام، الحاسي» بتشكيل حكومة إنقاذ. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، «فرج بوهاشم» إن المجلس بصدد اتخاذ «حزمة من القرارات ستصدر، منها اعتماد الحكومة الليبية برئاسة «الثني» خلال جلسات المجلس تضم نخبة من الكفاءات التي تقدم مصلحة الوطن أولا»، وحذر مجلس النواب الليبي، كل الأطراف والمجتمع الدولي كافة، من الاعتراف بالمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومته.