تعرضت الشبكة القومية لكهرباء مصر فى السادسة فجر اليوم، لكارثة فصل عدد من دوائر الضغط العالى جهد 500 و220 كيلو فولت الواصلة بمحطة محولات القاهرة 500، أدى فصل الدوائر إلى انقطاع التيار الكهربائى عن 75% من مناطق القاهرة الكبرى ومرفق المترو ومحطات الصرف الصحى والمياه، كما تأثرت محافظات الوجه البحرى وشمال وجنوب الصعيد وانقطع التيار عنها حتى الثانية بعد ظهر اليوم. تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى واتصل بالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة وطالبه بسرعة إعادة التيار للمحافظات المضارة, وإجراء تحقيق عاجل فى أسباب حدوث هذا العطل, كما تابع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أسباب الأزمة مع الوزير شاكر الذى نقل مكتبه إلى المركز القومى للتحكم فى الطاقة واستدعى قيادات القطاع لمتابعة إصلاح الدوائر وإعادة التيار إلى محافظات الجمهورية. أكد مصدر مسئول بالمركز القومى للتحكم فى الطاقة أن أسباب تأخر القطاع فى إعادة التيار يرجع إلى تصرف خاطئ للقائمين على التوصيل عندما حاولوا الدخول بكامل القدرات المنتجة مرة واحدة على الشبكة فلم تتحمل وتم الفصل مرتين وعادت الأزمة, وقررت قيادات القطاع إدخال قدرات الإنتاج إلى الشبكة بالتدريج, وتم توصيل التيار إلى نحو 50% من المناطق المحرومة والمرافق الحيوية فى الثانية عشرة ظهر أمس, تواصل الشركات توصيل الأحمال إلى المناطق الأخرى تباعا. قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، إن ما حدث من انقطاع في التيار الكهربائي ناتح عن مناورة لتخفيف الأحمال، أثناء الصيانة فخرجت بعض الخطوط من الدائرة وكان وراء عطل فنى وأضاف الوزير أن ما حدث لم يكن في الحسبان ومن الممكن حدوثه كل 15 سنة مرة، وشدد وزير الكهرباء على أن ما حدث من انقطاع فى التيار الكهربى كان بسبب عطل فنى وليست أعمالا تخريبية، لافتا إلى أنه يتم حاليًا إجراء تحقيق موسع لمعرفة أسباب اتساع رقعة المناطق المتضررة من انقطاع التيار وزعم بأن وزارة الكهرباء تبذل قصارى جهدها لعودة التيار، موضحا أن الكهرباء ستعود لطبيعتها فى كافة المحافظات خلال 5 ساعات. أكدت مصادر أن المهندس إبراهيم محلب اتصل بالوزير وطالبه بسرعة إعادة التيار واحتد الحديث بينهما وطرح وزير الكهرباء تقديم استقالته ورفض رئيس الوزراء وكلفه بتشكيل لجنة لبيان أسباب الأزمة وكيفية الخروج منها بسرعة, وانتقل الوزير إلى أحد مكاتب المركز القومى للتحكم فى الطاقة مع مجموعة من قيادات القطاع لمتابعة تحليل البيانات وحصر وتحليل ما سجلته أجهزة الوقاية قبل حدوث الأزمة. أكد مصدر مسئول بالمركز القومى للتحكم فى الطاقة مخاطبة وزارة الرى لزيادة المنصرف من مياه السد العالى لزيادة إنتاج محطة السد العالى من الكهرباء لتعويض الفاقد بسبب الأزمة, وأضاف المصدر أن فرقا أخرى من الوزارة أمرت مصانع الألومنيوم بنجع حمادى بتقليل استهلاكها من الكهرباء, كما خاطبت مصانع كثيرة على مستوى الجمهورية بتخفيف أحمالهم حتى تنتهى الأزمة. قال مصدر بالشركة القابضة لكهرباء مصر إن الأزمة أفقدت الشبكة فى السادسة صباحا نحو 10 آلاف ميجاوات، وتبقى 11 ألف ميجاوات لكافة أنواع الاستهلاكات مما أدى لتفاقم الأزمة، وأضاف أن التاسعة صباحا تحسنت الأحوال نسبيا فوصلت القدرات المتاحة على الشبكة 13 ألف ميجاوات, وارتفعت فى الثانية عشرة إلى 15 ألفا و500، وتحسنت فى الثانية ظهرا إلى أن وصلت إلى 16 ألفا و800 ميجاوات. ومازالت قيادات وزارة الكهرباء تواصل إدارة الأزمة من مقر المركز القومى للتحكم فى الطاقة.