أدان البابا بنديكتوس السادس عشر في قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بأشد العبارات الذين يزرعون العنف والفوضى في العالم. وقال بابا الفاتيكان في عظته أمام آلاف المؤمنين الذين تجمعوا في الكاتدرائية "يا رب حقق عهدك كاملا، حطم عصي الجلادين، احرق أحذية المحاربين وانهى زمن السترات المضرجة بالدماء". وبدت عظة البابا أقرب إلى صدى لعظة بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال الذي قال إن "أمنية العيد أن ترتفع دقات أجراس الكنائس فتغطي بألحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت في شرقنا الأوسط الجريح". وذكر البطريرك طوال ب"الآلام والهواجس المستمرة" وفي طليعتها مصير المسيحيين في العراق الذين ينزحون من بلادهم. وقال "صعقنا للمذبحة" التي شهدتها كنيسة سيدة النجاة في بغداد، معتبرا أن الضحايا "امتداد لآلاف ضحايا العنف التي تضرب أينما كان". وأضاف "في عالم يمزقه العنف والتطرف ويشرع الأعمال السيئة حتى الاغتيالات في الكنائس، يأتي طفل بيت لحم ليذكرنا بأن الوصية الأولى هي الحب ويعلمنا التسامح والمصالحة وحتى مع أعدائنا". وقال إن "أمنيتنا في هذا العيد وفي مطلع السنة الجديدة، أن تصبح القدس الشريف ليس فقط عاصمة لدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) إنما نموذجا حضاريا لعيش مشترك بين الأديان الثلاثة على أساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء". من جهته دعا كبير أساقفة الكنيسة الإنجليكانية أسقف كانتربري راون وليامز في عظته إلى أن يذكر في هذه المناسبة ضحايا الاضطهاد بسبب إيمانهم المسيحي في أي مكان في العالم. وقال حسب نص عظته "يمكن أن نشعر أننا عاجزون. لكن يجب أن ندرك أن الناس في مثل هذه الظروف يشعرون بالقوة لمجرد معرفتهم بأننا لم ننساهم".