احتفل ملايين المسيحيين الكاثوليك في مختلف أنحاء العالم بأعياد الميلاد- الكريسماس- أمس وسط تهديدات إرهابية في أنحاء مختلفة. وتفجيرات في الفلبين ونيجيريا, إلي جانب سوء الأحوال الجوية التي منعت الآلاف من المشاركة في الاحتفالات التي أضاءت الكنائس الكاثوليكية حول العالم. ففي الفاتيكان, تدفق الآلاف إلي كنيسة القديس بطرس وسط إجراءات أمنية مشددة- بعد الهجومين بالطرود الملغومة علي سفارتين في العاصمة الإيطالية روما- حيث قاد البابا بينديكت السادس عشر احتفالات عيد الميلاد مساء أمس الأول قداس منتصف الليل التقليدي, وأشار في عظته إلي وعد السلام الذي جاء مع ميلاد السيد المسيح ولم يتحقق بعد. كما تابع عدد محدود مراسم الاحتفال الديني علي شاشات فيديو عملاقة وسط طقس شتوي ممطر وبارد حال دون مشاركة الكثيرين في الاحتفالات. ودعا البابا لأن تغطي أجراس الكنائس بألحانها أصوات البنادق والرشاشات والعبوات الناسفة وآلات الموت التي تبث الحزن في قلوب الملايين حول العالم, لا سيما الشرق الأوسط الجريح, كما أدان بأشد العبارات كل من يزرع الفوضي والعنف, مشيرا إلي الآلام التي يعانيها مسيحيو العراق الذين ينزحون باستمرار من بلادهم, وأعقب العظة لحظات من التأمل الصامت. وفي مانيلا, أفسد تفجير إرهابي فرحة العيد في الفلبين, فقد أكد متحدث باسم الجيش الفلبيني أن قنبلة بدائية الصنع انفجرت صباح الأمس في سقف كنيسة كاثوليكية في قاعدة للشرطة بجزيرة تقطنها أغلبية مسلمة, مما أدي إلي إصابة ستة أشخاص. وأضاف المتحدث أن القس الكاثوليكي الذي كان يقيم قداس الصباح الباكر في عيد الميلاد كان من بين الجرحي, وقال إن نحو100 شخص شاركوا في القداس بالقاعدة الرئيسية للشرطة في جزيرة جولو وهي من معاقل جماعة ابو سياف المرتبطة بتنظيم بالقاعدة, مشيرا إلي أنه تم وضع قوات الجيش في حالة تأهب لمنع وقوع هجمات مماثلة علي الكنائس والمراكز التجارية والمتنزهات ومحطات وسائل النقل. ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الهجوم, ولكن سبق وأن أنحي باللائمة علي جماعة ابو سياف في عدة هجمات بالقنابل علي الكاتدرائية الكاثوليكية في جولو منذ بداية الألفية الجديدة وعن خطف قساوسة وراهبات. وفي نيجيريا, أعلنت مصادر مسئولة ارتفاع حصيلة القتلي جراء الانفجارات التي وقعت عشية أعياد الميلاد في مدينة جوس بوسط البلاد, إلي11 شخصا علي الأقل. ونقلت شبكة إن بي سي الأمريكية عن المصدر نفسه قوله انه لم تعلن أي جهة بعد مسئوليتها عن هذه الهجمات, إلا أنه لم يشر إلي المزيد من التفاصيل بهذا الصدد. يذكر أن مدينة جوس- التي تقع بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب ذي الأغلبية المسيحية- كانت مسرحا لأعمال شغب طائفية في شهر يناير الماضي أفضت إلي مقتل أكثر من500شخص بينما اعتقلت السلطات أكثر من300 شخص للاشتباه في علاقتهم بهذه الأعمال. وفي الوقت نفسه, لقي نحو41 شخصا مصرعهم في الإكوادور إثر انقلاب أوتوبيس للركاب وسط البلاد. ولعبت الطبيعة هي الأخري دورا في إفساد فرحة العيد في بعض المناطق, حيث منع الطقس البارد والأجواء الشتوية الممطرة آلاف الأوروبيين من المشاركة في قداس العيد بالكنائس الكاثوليكية في مختلف أنحاء القارة العجوز. كما تسببت العواصف الثلجية في وقف حركة الملاحة الجوية.