قال الدكتور أحمد صالح عبدالله، المدير العام لصندوق إنقاذ آثار النوبة، إن متحف الحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط فى مصر القديمة سيرى النور قريبًا، وإن إجراءات تتم لاستكمال مرحلته الثانية تمهيدًا لافتتاح المرحلتين الأولى والثانية منه خلال الشهور الثلاثة القادمة، موضحًا أنه تم إزالة جميع المعوقات التى كانت تحول دون استكمال المشروع. وأوضح "صالح" أن الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار والتراث، اختاره لتولى إدارة صندوق إنقاذ آثار النوبة، قبل أيام قليلة، وأن مهمته الأولى هى إزالة المعوقات أمام العاملين فى مشروع متحف الحضارة المصرية، واستكمال العمل به، مؤكدًا أن وزير الآثار والتراث منحه الكثير من الصلاحيات الكافية لتسيير العمل بصندوق إنقاذ آثار النوبة ومتحف الحضارة، وأن المرحلتين المقرر افتتاحهما بالمتحف خلال الشهور الثلاثة المقبلة تتضمن مسرحًا وسينما ومركزًا عالميًا لتدريب المرممين الأثريين وورش ترميم للآثار ومطبعة ومنطقة ترفيهية. وكشف الدكتور أحمد صالح عبدالله، المدير العام لصندوق إنقاذ آثار النوبة والمشرف على مشروع متحف الحضارة المصرية، أن المتحف يحتاج ما بين 400 و600 مليون جنيه مصرى لتجهيز الصالات الخاصة بعرض مقتنيات المتحف الأثرية والتاريخية باستخدام أحدث النظم العالمية المستخدمة فى هذا المجال بما يحقق الحماية اللازمة لتلك المعروضات التى لا تقدر بثمن، مضيفًا أن المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط سيكون مقصدًا كبيرًا، ليس فقط فى السياحة، وإنما فى الحركة الثقافية والتعليمية، وسيعطى لزائره رسالة كاملة عن الحضارة المصرية وتطورها عبر التاريخ. يذكر أن متحف الحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط والتابع لصندوق إنقاذ آثار النوبة يقع فى مدينة الفسطاط التى أنشأها عمرو بن العاص عام 640 م كأول عاصمة فى الحقبة الإسلامية المصرية فى وسط القاهرة، والتى تحتوى صروحًا ومواقع أثرية بارزة بما فيها قلعة صلاح الدين وجامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة وكنيس بن عزرا اليهودى، على مساحة 25 فدانًا، لذا يعد موقع نموذجيًا يعكس تسامح الأديان فى مصر كدولة استضافت الديانات السماوية الثلاثة فى تسامح وحب وسلام. والمتحف يستوعب خمسين ألف قطعة أثرية تحكى مراحل تطور الحضارة المصرية. بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصرى فى مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى المعرض على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجرى والفرعونى واليونانى الرومانى والقبطى والعربى وحضارة السودان والعصر الحديث، والذى سيمثل أهم نقاط التعريف بالحضارة المصرية للمجتمع المصرى أولاً ثم الزائرين. ويحتوى موقع المتحف على بحيرة طبيعية نادرة هى بحيرة عين الصيرة، وتعرض مقتنيات المتحف مراحل تطور الحضارة المصرية من خلال 6 صالات عرض محورية. تم وضع حجر الأساس للمتحف بالتعاون مع منظمة اليونسكو فى 14 ديسمبر عام 2002، بعدما اختير موقع المتحف فى نهاية التسعينيات بأرض الفسطاط بمنطقة مصر القديمة.