"شعب بلا ماض.. شعب بلا حاضر".. جملة من كلمات فاروق الأول ملك مصر والسودان الذي توج على العرش في مثل هذا اليوم 29 من يوليو عام 1937. بعد وفاة الملك فؤاد ذهبت حقبة هامة من تاريخ مصر الحديث، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من صفحات تاريخ أسرة محمد على باشا، ليعود الأمير فاروق إلى مصر فى 6 مايو سنة 1936، وهو التاريخ الذى اتخذ فيما بعد التاريخ الرسمى لجلوسه على العرش، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول، وذلك وفقا لنظام وراثة مصرى وضعه الملك فؤاد بنفسه. ونظرا لكون فاروق كان قاصراً ولم يبلغ بعد السن القانونية فقد تم تشكيل مجلس وصاية برئاسه ابن عمه الأمير محمد على بن الخديوي توفيق، شقيق الملك فؤاد الأول "الذي أصبح وليا للعهد" وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية لكونه أكبر الأمراء سناً، وبعضوية محمد شريف صبرى باشا، وعزيز عزت باشا. واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت أن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري. وتوج فاروق ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937 ، مع تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بمنصبه حتى ولادة نجل فاروق الأول أحمد فؤاد. استمر حكم فاروق مدة 16 عاما إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش وفي تمام الساعة السادسة وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952، غادر فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة بعد أن أدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة لتحية الملك عند وداعه. كان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر. توفى الملك فاروق فى إيطاليا عام 1965 ميلادية بشكل مفاجئ، وقيل إنه قد تم اغتياله بالسم، وطلبت بناته من الحكومة المصرية أن يدفن فى مصر وهو ما تم بالفعل، وورى جثمانه الثرى فى مقابر خاصة بأسرته إلا أنه وبعد أن تولى الرئيس السادات مقاليد الحكم فى مصر بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، طلبت بناته من الرئيس السادات تنفيذ وصية الملك الراحل بأن يدفن بمقابر الأسرة الأخرى الموجودة بمسجد الرفاعى بجوار والده وأجداده، ووافق الرئيس ليتم نقل جثمان فاروق إلى مدفنه الحالي بمسجد الرفاعي.