حمل علي عاتقه هموم الملايين من ذوي الاحتياجات الخاصة وكان صوتهم المسموع في لجنة الخمسين لإعداد الدستور والتي ظفر فيها بعد معركة شرسة بانتزاع حق التمثيل البرلماني للمعاقين لأول مرة. الدكتور حسام المساح أمين عام المجلس القومي لشئون الإعاقة، الرجل الذي حفر صورته بقوة في ذاكرة المصريين بوقوفه تحية لعلم مصر رغم معاناته وترديده النشيد الوطني وقد اختلطت دموع الفرحة والانتصار بالألم والأسي لأحوال 15 مليون مصري آن الأوان لنسمعهم ونراهم بضمير. انتابني شعور بالسعادة والفخر وأنا أحاور الدكتور المساح الحاصل علي درجة الدكتوراه في القانون الدولي الخاص ودبلوم أكاديمية القانون الدولي بلاهاي ودبلومة أخري من معهد الأعمال الدولي بباريس.. هذا الرجل له طلة شديدة الخصوصية تبعث علي الأمل والتفاؤل، ورغم ما أحسسته في كلامه من حزن وألم لمست فيه قوة وإصرارا وعزيمة تتواري كل هذه المعاني ليثبت أن الإعاقة ليست إعاقة جسدية وإنما في الفكر والعقل. في بداية الحوار سألت الدكتور المساح عن رؤيته لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر خاصة بعد نجاحه في إدارة معركة الدستور. فقال: وجدنا بالفعل معارضة شديدة في البداية وكان لابد من حصول موافقة 75٪ من الأعضاء أي ما يقرب من 38 عضوا لتمرير المادة الخاصة بذوي الاحتياجات ونجحنا في ضمان حق التمثيل البرلماني بقوة القانون وليس تفضلا من أحد وهذا الحلم طالما عشنا من أجله، وكل ذلك يقتضي اختيار أفضل العناصر وأؤكد هنا أن الإعاقة وحدها ليست شرط عضوية مجلس الشعب لأن الدستور أعطانا هذا الحق لدورة واحدة فقط ولو لا قدر الله أسأنا الاختيار فسيغلق هذا الباب نهائيا وسيحل الفشل علي جموع المعاقين لذا أطالب إخواني بحسن اختيار الأعضاء لأن التجربة جديدة بالنسبة لنا. وواصل الدكتور المساح حديثه قائلا: المجلس محايد تماما أمام جميع المعاقين وأمام الأحزاب ولا أستطيع إرغام أحد علي دخول أي حزب ولا أستطيع إرغام أي حزب علي قبول أحد وإن لم يكن الشخص المعاق قادرا علي إقناع الحزب بتمثيله فكيف يستطيع إقناع الدولة. وما إذن دور المجلس في قضية الترشح للبرلمان والتمثيل في الأحزاب؟ - المجلس ينتهي دوره عندما يسألني الحزب عن الشخص المتقدم له هل هو معاق أم لا وأنا أصدق علي الشهادة، و«ماحدش يقولي دخلني أي حزب.. اذا كان واحد مش عارف يدخل بيته هل سأدخله أنا»؟ أما وضعي أنا - حسام المساح - فأنا رجل معروف ومن حقي كشخص أن اختار لنفسي وليس كأمين عام لمجلس شئون الإعاقة وهذا ما فعلته عندما قابلت مرشحي الرئاسة وقتها «السيسي وصباحي» إنما في صندوق الانتخابات الوضع مختلف. هل قررت ترشيح نفسك في الانتخابات البرلمانية؟ - أمتنع عن الاجابة. وماذا كان هدفك من البداية في معركة تمثيل ذوي الاحتياجات في البرلمان. - كان هدفي أن يحصل المعاقون علي حقوقهم، وكان همي أن الإعاقة في مصر تصبح منارة وشمعة مضيئة لكني في سبيل تحقيق هذا الهدف أواجه صعوبات كثيرة وكأمين عام علي المعاقين أجد الترحيب في كل المحافل لكن بعض أعضاء مجلس الإدارة قدموا استقالات لل«شو الإعلامي» ويحاسبونني علي أخطاء كانوا هم سببا فيها وهذه الاستقالات لم تقدم بشكل قانوني بل علي سبيل الدعاية وأنا شخصيا سمعت باستقالات 4 أعضاء من الصحف. وما سبب هذا الموقف؟ - السبب يقال إنني ذهبت لرئيس الوزراء منفردا لكن حقيقة الأمر أنه استدعاني منفردا. سألت الدكتور حسام المساح عن موقف المجلس من الترشح في الانتخابات والتحالفات مع أي أحزاب فقال؟ - المجلس القومي يقف علي الحياد ويتمني أن تنجح هذه التجربة، والحيادية يعني أن ألبي جميع الدعوات علي قدر المساواة وإذا كان حزب الوفد هو الذي دعاني فليس بيننا أي اتفاقات سرية وهو سيختار في جميع القوائم أفضل العناصر. ماذا عن مشكلة حق إعداد المعاقين كقاعدة للانطلاق للحلول؟ - المعاقون كانوا مجهولي العدد الي تاريخ 18 مارس 2014 وكل ما كان موجودا تقديرات جزافية وأستطيع أن أقول أن الأعداد تتراوح ما بين 12 و15 مليونا وأول ما توليت منصبي اتفقت مع جهاز التعبئة والاحصاء بحصر أعداد المعاقين وأخذنا محافظ المنوفية كعينة ابتدائية لأنها محافظة محدودة وكل ما فيها متعلمون لذا ستعطينا انطباعا دقيقا وتعتبر نقطة انطلاق الخريطة البيانية لأعرف مين فين عاوز إيه؟ وأضاف الدكتور حسام المساح: في مسألة الأعداد أعتبر أن كل شخص معاق يحمل معه شخصين إضافيين علي الأقل هما الأب والأم والأبناء أو الإخوة والأخوات يؤثر فيهم يعني إذاكان لدينا 10 ملايين معاق فهناك 20 مليون من المحيطين به يعني 30 مليونا. ما أكثر الجهات تعاونا مع المجلس؟ - هناك وزارة التضامن والصحة ووزارة القوي العاملة والوزيرة ناهد العشري أقدر لها دورها جدا في هذا المجال لأنها بدأت تعمل علي الطبيعة حصرا للجهات الحكومية المستوفاة لشروط تشغيل المعاقين توافينا بأسماء هذه الجهات. هل تري أن نسبة الإلزام ل5٪ معقولة؟ أم غير كافية؟ - لابد أن نفعل نسبة ال5٪ أولا كما ينبغي ونحصر الجهات غير الملتزمة ثم نطالب بالمزيد، ومن ضمن الأفكار المطروحة فرضنا الغرامة التصاعدية علي المخالفين. ما معوقات عمل المجلس؟ - أهم المعوقات عدم وجود كوادر ايجابية وطلبت تعيينات لكن المشكلة في التمويل وطلبت ميزانية وحجبت عني حتي يتم عمل استراتيجية مع وزير التخطيط حتي يتم وضع ميزانية وفقا لها قريبا. من المعوقات أيضا رغبة المعاقين في تحقيق ما يحلمون به بضغطة زر والحقيقة أننا نعمل قدر استطاعتنا لتحقيق أحلامنا وتوصيل قضيتنا للمجتمع والعمل علي إزالة الصعوبات والتحديات التي تواجه أصحاب الإعاقات، ويضيف الدكتور حسام المساح.. فنحن نتعامل خلال عملنا مع جهات كثيرة منها وزارة الصحة في العلاج والكشوف واللجان الطبية وسيارات المعاقين وكذلك جهاز التنظيم والإدارة. ما معركتك القادمة في خدمة قضايا ذوي الاحتياجات؟ - إزالة معاناة الملايين من أبنائنا وإخواننا فالدولة مازالت تتعامل في القوانين علي أن المعاق صاحب عاهة وحاربت ومازلت أحارب من أجل تغيير هذا اللفظ علي أرض الواقع وأحاول أن أعمل علي تسهيل التعامل في الشارع ومع كل المؤسسات وأسعي مع محافظ القاهرة علي تيسير التنقلات في وسائل المواصلات والأتوبيسات ومترو الإنفاق والنقطة الوحيدة التي لا أستطيع التعامل معها هي بائعو وسط البلد الذين احتلوا الأرصفة ما يشكل صعوبة بالغة في الشارع للجميع وليس للمعاقين فقط. ما رأي حضرتك في متاجرة بعض الجمعيات بقضايا المعاقين؟ - رفضت تماما التعامل مع هذا الأمر لأن هذا الملف مسئولية وزارة التضامن لكن أريد أن أتوجه بالشكر لكل المسئولين الذين أتاحوا لنا التعبير بحرية وكل شيء في أوله صعب، وأطالب إخواني بالتأني وعدم التعجل في انتظار القادم والقادم أفضل إن شاء الله. وماذا أعددت سيادتك في المرحلة القادمة وهنا أمسك الدكتور حسام المساح بملف ضخم هو في الحقيقة عبارة عن مشروع قانون يعكف الآن علي الانتهاء منه سيتضمن كافة القضايا الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ورؤي لحلها والتعامل معها وتأهيل المجتمع لمنح الحقوق لذوي الإعاقات بالقانون لينعم كل مواطن بالعيش والحرية والكرامة في عهد جديد.