أنا أحمد حمادة، عمري 24 سنة، حاصل علي ليسانس آداب عام 2013 قسم تاريخ ودبلومة عامة من جامعة المنصورة أبحث عن فرصة عمل تضمن لي دخلا يعييني علي الحياة اجتهدت كثيرا في تنمية مهاراتي العملية وحصلت علي «كورسات» في اللغة الانجليزية والكمبيوتر ومهارات الاتصال لست كفيفا بشكل كامل أتمتع بنسبة إبصار ضئيلة لكنها تمكنني من الرؤية علي مدي قصر وأنا خريج مدسة النور والأمل وليس لدي مشكلة في التعامل مع «برايل» وحاصل علي EX ويندوز.. العمل بالنسبة لي حلم ولو أنه حق إذا حصلت عليه يمكنني أن أرد الجميل لأمي التي كافحت وعانت كثيرا لتمنحني فرصة العيش كأي إنسان.. وصلت الليل بالنهار في عملها في خدمة المرضي وكنت أري دموعها من شدة الألم وهي عائدة ليلا من عملها لترتب لي أغراضي وتعد لي طعامي.. ولا أنسي أبدا انها كانت تصحبني الي المدرسة وتنتظرني خشية أن يحدث لي مكروه. أريد أن أكرم أمي من عرق جبيني وأحمل عنها شقاء السنين بعدما تخلي أبي عني في أعقاب الحادث الذي تسبب فيما وقع لي.. فاكر ملامح أبي وأمي واختي الصغيرة.. ويوم الحادث كنت أعبر شارع الدراسات الإسلامية بالمنصورة وفجأة ظهرت سيارة جاءت في الطريق المعاكس كان عمري وقتها 6 سنوات ومقدم في مدرسة البحر الصغير الابتدائية، وفي انتظار فرحة ذهابي للمدرسة لأول مرة إلا أنني يومها شعرت بظلام شديد، صرخت وناديت علي والدت بكل قوة بعدها لم أشعر بشيء إلا في المستشفي وعلمت أن السيارة «داست علي رأسي» فضعف سمعي وراح «نور عيني» وبدلا من الذهاب للمدرسة الابتدائية ذهبت الي مدرسة المكفوفين. مشكلتي أن الناس تعتقد أن المعاق شخص خال من الجمال وعاجز عن العطاء لكن كل ما أطلبه هو فرصة «شغل» لأكرم أمي وأشعر بالاستقرار في مسكن آمن بعد أن أنهكنا الانتقال من شقة الي شقة إيجار جديد تدفع أمي إيجارها بأغلب راتبها.. العمل بالنسبة لي «حياة»، ولأمي «مكافأة» علي صبر وشقاء السنين.