الجريمة ظاهرة اجتماعية عاصرت جميع المجتمعات قديما وحديثا المتقدمة منها والنامية وتأثرت الجريمة بكافة المعطيات المحيطة بها واختلفت باختلاف العصر في المجتمع ذاته وقد أدت التغيرات التي مرت بها المجتمعات المختلفة من أحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية وتكنولوجية الى إحداث تغير وتطور في كم ونوع واتجاه منسوب الجريمة والمجتمع المصرى شهد تغيرات وأحداثا مهمة كغيره من المجتمعات خاصة بعد ثورة يناير، إن البيئة المحيطة بالفرد سواء المتمثلة فى الأسرة أو الخارجية المتمثلة فى البيئة الاجتماعية إنما هى الأساس الذى يستسقى منه الفرد أنماط سلوكه ويحدد على أساسها ميوله واتجاهاته. فالفرد لا يولد شريرا ولا جشعا فالانحراف لا يرجع إلى نقص فى طبيعة الفرد أو إلى نزاعات داخلية فى نفسه البشرية وإنما يرجع الى نقص فى البيئة وعدم تهيئة الجو النفسي والمناخ الملائم للتربية والتوجيه او الرعاية بصورة سليمة كما يختلف مفهوم الجريمة من بيئة الى أخرى ومن جماعة الى أخرى، حيث إن كل بيئة ولكل جماعة قيمها التى تغرسها فى الفرد الدى ينتمي إليها ويتمسك بها كجماعة مرجعية لها تقاليدها وعاداتها بطريقة شيطانية، دبر عبده البسيونى خطته بأبشع الطرق لقتل النفس وللتخلص من عشيقته التى مارس معها الرذيلة فى إحدى مزارع الجوافة بمحافظة البحيرة. بداية الحكاية عبده محمد البسيونى فى العقد الثانى من عمره يعمل مزارعاً توفى والده وتركه يعول شقيقين وثلاث بنات ورثوا عن والدهم نصف فدان جوافة يصبح ويمشى فى أرضه لمراعاة الأشجار وسط الأراضى الزراعية لفت نظره فتاة حسناء بدأت بنظرة فإعجاب فحديث فخطاب فميعاد كانت تقيم بمنزل وسط الأراضى الزراعية بالقرب من أرض عشيقها عبدة تطور الأمر وأصبحت تتردد علية يوميا ويتقابلان وسط أشجار الجوافة فى الخفاء كالخفافيش لقرب المسافة بين أرض عبدة ومنزلها وسط الأراضى الزراعية ونشأت علاقة غير شرعية مرت الأيام وبدأ عمه يبحث عن عروسه لابن شقيقه عبدة وبالفعل خطب فتاة لديها نسبة من الجمال من قرية مجاورة تسمى «زويل» ذو الوجه السموح والأخلاق العالية تلقى عبدة التهانى من شباب القرية والأهالى والأقارب وأقاموا حفلا لإشهار خطبته فى القرية. وفى يوم من الأيام فوجئ عبده برسالة من عشيقته تطلب منه سرعة مقابلته لأمر ضرورى وبالفعل قابلها وسط الزراعة بعيدا عن أعين أهالى القرية خوفا من ان يكشف أمره أحد خاصة بعد خطبته.. وأخبرته بأنها حامل منة فى الشهر الرابع ظهر على عبده علامات الخوف والرعب وقال لها أنا بحبك ولم أستطع ان أستغنى عنك وإن شاء الله سوف أتجوزك فى الحلال.. مرت الأيام واليالى وبدأت تظهر على العشيقة علامات الحمل أخد عبده يفكر ويفكر وراودته فكرة التخلص من عشيقته بقتلها فى أقرب وقت حرصا منه على سمعته الحسنة بين أهالى القرية وحفاظا على خطيبته الحسناء، فأخذ عبده يفكر ويدبر خطة لتنفيذ المهمة قبل ظهور علامات الحمل عليها وتبدأ التساؤلات وينكشف أمره بين أهالى المنطقة أقنعها عبدة بانه لا يستطيع الاستغناء عنها ولابد من الهجرة خارج القرية ونرحل إلى مركز أبوالمطامير وهناك نعلن زواجنا تواعد معها على الخروج ليلا بعد صلاة الفجر، وبالفعل هربت من منزلها وأخذ عبده معه بطانية وسكيناً وحبل غسيل ووضعها فى كيس من البلاستيك وقام بشراء الحلوى والموز وبعض الأطعمة للإفطار لبعد مسافة الطريق وأخبر عبده سائق السيارة الإجرة ان هذه زوجته ونذهب لزيارة أقاربنا في مركز أبوالمطامير وعندما وصل الى بداية ترعة النوبارية أعطى السائق الأجرة وانصرف.. وأخرج عبده السكين من الكيس وطعنها عدد من الطعنات وفارقت الحياة قام عبده بوضعها على جسر ترعة النوبارية وسط الحشائش وألقى بالسكين فى الترعة لإخفاء معالم الجريمة وذهب إلى ابن عمه الذى كان يقيم بهذه المنطقة ليقضى ليله معه حتى الصباح الباكر ويرجع إلى قريته وإلى خطيبته ليمارس الحياة الطبيعية، وفى هذه الليلة حكى القصة لابن عمة والذى اندهش ورد قائلا خربت بتنا وسافر عبده إلى قريته فى الصباح الباكر وكأنه لم يفعل شيئاً ومارس عمله بشكل طبيعى مع أهالى القرية بالإضافة إلى البحث معهم على فاطمة. مرت الأيام واليالى وبدأ أهالى عشيقة عبده يسألون ويبحثون عنها فى القرى والشوارع والميادين. وفى يوم من الأيام أخذ عمها صورة فاطمة وتردد على المواقف ومعه صورة فاطمة وسأل سائقاً بموقف الإسكندرية ما شفتش يا أسطه صاحبة الصورة رد السائق أظن ان السائق الفلانى أخذها ومعها شاب يدعى عبده البسيونى منذ 3 أسابيع. قدم عم فاطمة ضد عبده والسائق وعلى الفور داهمت قوات الشرطة منزل عبده وألقى القبض على جميع أفراد الأسرة من رجال وسيدات والمشتبه فيهم بالقرية وألقى القبض على عبده فى الغيط وهو نائم تحت شجرة الجوافة وتم اقتياده إلى القسم وبعد 4 أيام من التعذيب اعترف عبده بقتلها.