منذ قيام ثورة 25 يناير تعاقب عدد من الحكومات التى كلفت الدولة ملايين الجنيهات رواتب ومعاشات لهؤلاء الوزراء، وتعيين وتغيير أكثر من 50 محافظاً خلال السنوات الثلاث الماضية زادت أعباء البسطاء وتراكمت مشاكلهم بسبب تقاعس المحافظين الذين تجاهلوا مشاكل المواطنين واختبأوا داخل مكاتبهم المكيفة ويظهرون فقط عند اقتراب كل حركة محافظين، فتراهم يتجولون فى شوارع محافظتهم ويؤجلون افتتاح المشروعات مع اقتراب حركة التغييرات حتى ينالوا نصيبهم من تورتة تغييرات المحافظين ويحافظوا على كراسيهم داخل ديوان المحافظة. «نعيم» يعمل وينتظر كتب عاطف دعبس: رغم كل ما ينشر عن حركة المحافظين وتغيير 12 محافظاً من لواءات الجيش والشرطة، إلا أن «اللواء» دكتور محمد نعيم، محافظ الغربية، مازال يعمل بنفس النظام والانضباط والهدوء، فجولاته المفاجئة لمدن المحافظة الثمانى لم تنقطع يوماً واحداً، فقد قام بجولة مفاجئة لمركز ومدينة السنطة، ثم زفتى وقطور والمحلة خلال الأيام الثلاثة الماضية. ومحافظ الغربية حريص على مواصلة عمله بشكل طبيعى ومتابعة المشروعات بهدوء أدهش كل المتابعين لأخبار حركة المحافظين لدرجة أن بعضهم يردد «همَّ مش قالوا إنه ماشى.. أمال إيه بقي؟». فالمحافظ يتعامل مع المحافظة بمنطق «المصلحة العامة» ولا يلقى بالاً للنقد غير الموضوعى وشعاره «اجعل عملك يحكم عليك»، مشكلة المحافظ الحقيقية ليست مع حركة المحافظين، ولكن مشكلته الوحيدة فى فكر بعض الأجهزة الحكومية التى تقف حجر عثرة فى طريق المصلحة العامة! فالمحافظ مثلاً مشغول الآن بتنفيذ قرار نقل سجن طنطا العمومى والذى أصبح عبئاً ثقيلاً على العاصمة لأنه يتوسط الكتلة السكنية فضلاً عن أن مساحة السجن المقام على 15 فداناً، يمكن أن تحل مشكلة الإسكان فى الغربية. باختصار «نعيم» لا يشغل باله بحركة المحافظين.. والمكتوب مكتوب. «عبدالرحمن».. مسنود كتب سامى الطراوى: محافظ الجيزة وما أدراك ما على عبدالرحمن، ذلك الرجل الوحيد الذى استمر محافظاً للجيزة فى كل عهود ما بعد ثورة يناير، وتكيف مع كل من تولى زمام أمور هذا الوطن، لدرجة أن مواطنى المحافظة يضعون كثيراً من علامات الاستفهام أمام استمراره كمحافظ للجيزة طيلة هذه الفترة. فالمتابع لما يحدث داخل محافظة الجيزة لا يجد أى تغيير منذ عهد مبارك حتى الآن، والتغيير الوحيد الذى طرأ على المحافظة أن البنية الأساسية للمحافظة انهارت تماماً فى عهد «عبدالرحمن»، الذى يتصف بالهدوء الشديد رغم التهاب الأوضاع داخل مدن وقرى المحافظة. والمقربون لعبدالرحمن داخل أروقة ديوان المحافظة يؤكدون طيبة هذا الرجل التى تصل إلى درجة الاعتماد الكلى على مساعديه ونوابه فى حل المشاكل المتراكمة، ويثق فيهم ثقة عمياء لدرجة أنه لا يستمع إلا لكلامهم الذى يكون دائماً بعيداً عن الحقيقة، ومعروف أن عبدالرحمن يعتمد فى اختيار رؤساء مجلس المدن والمراكز على عدد كبير من الحرس القديم من رجال الحزب الوطنى. وأكدت مصادر أن على عبدالرحمن يثق تمام الثقة فى بقائه على كرسى المحافظة، وأن هناك رجالاً داخل الدولة فى أجهزة عالية قريبة الصلة منه تدعمه دعماً كاملاً رغم فشله فى إدارة الملفات الشائكة فى المحافظة. واللافت للنظر أن على عبدالرحمن أقل حركة من المحافظين فى المحافظات الأخرى، ويعتمد على العلاقات الطيبة مع كافة الصحفيين الذين يقومون بتغطية أخبار المحافظة، والقريب منه يؤكد أنه ودود وبارع فى عمل علاقات جيدة مع الإعلاميين وكثير من الصحفيين. وتتراكم داخل قرى المحافظة العديد من المشاكل التى كادت تنفجر ولكن مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى أجّل ثورة هؤلاء المواطنين الذين أحبوا «السيسى» ووضعوا عليه الآمال والطموح الذى يأمله المواطنون والأمل الذى ينتظره البسطاء لحل مشاكلهم. «عبدالعزيز» فى دوامة الشرقية محمد عبدالعزيز: دخل الدكتور سعيد عبدالعزيز عثمان، محافظ الشرقية، فى حالة من القلق والترقب خوفاً على مصيره المعلّق بمكالمة هاتفية من قبل اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، حول البقاء فى المحافظة أو جمع الحقائب والعودة بها إلى المنزل، وهو ما أدخل المحافظ فى دوامة من القلق والترقب حول مصيره فقد بات لا يترك مكتبه يومياً ويعمل لساعات متأخرة حتى فى أيام العطلات. فقد بدا محافظ الشرقية مرتبكاً ومتردداً، رغم ظهوره قوياً ومتماسكاً فى أغلب اللقاءات ويسابق الزمن لإنهاء أكبر قدر من المشروعات التى بدأها قبل إعلان الحركة وأخبر أغلب المحيطين به بعدم رغبته فى البقاء بالمنصب وحنينه للعودة كأستاذ جامعى بجامعة الإسكندرية، حيث كان يشغل منصب عميد كلية التجارة ولكن كل ما يقلقه هو الروح القتالية والسرعة فى الأداء وبذل الجهد وحب العمل التى بثها فى موظفى الجهاز الإدارى للمحافظة بدأت تؤتى بثمارها بعد الحالة السيئة من النوم والكسل واللامبالاة، التى كانوا عليها عند قدومه للمحافظة. وحينما سألناه عن حركة المحافظين المرتقبة قال إنه ليس على علم بالتغييرات المنتظرة فى الحركة المقبلة، مؤكداً عدم الاهتمام بهذا الموضوع أو التفكير فيه كثيراً لأنه حمل ثقيل وتركة قاسية من الهموم والمشكلات وأنه منذ توليه المسئولية متفرغ لعمله فقط فى رفع المعاناة والأزمات عن كاهل المواطن الشرقاوى البسيط بعد حالة الإهمال والفوضى والفساد التى تعرضت لها المحافظة لسنوات طويلة وكذلك التخطيط الاستراتيجى للمحافظة فى جميع المجالات خلال السنوات المقبلة، لتقضى المحافظة على أزماتها بفضل سواعد أبنائها. محافظ أسيوط.. نفسه يكمّل أسيوط أحمد الأسيوطى: رغم ما تردد عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن رياح التغيير ستطول اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، إلا أن ذلك لم ينل من عزيمة الرجل وظل يعمل بصورة طبيعية ويستقبل المواطنين لبحث شكاواهم، حيث يطلق عليه البعض «شيخ العرب».. ورغم أن التغييرات لا محالة، منها إلا أن المحافظ لم يشغله هذا الأمر، بل حاول الخروج بأسيوط من عنق الزجاجة وذلك من خلال مشروع الهضبة الذى يمثل ضعف مساحة أسيوط ويقضى على البطالة رغم اختلاف وجهات النظر حول المشروع. ولا شك أن «حماد» يسعى بكل ما أوتى من قوة للاستمرار فى منصبه لاستكمال ما بدأه من مشروعات ولهذا بدا نشاطه ملموساً فى الشارع الأسيوطى وقاد بعض الحملات لإزالة التعديات على الأراضى والإشغالات من شوارع أسيوط.. لكن هل يشفع هذا لبقاء «حماد» لفترة قادمة محافظاً لأسيوط؟ محافظ سوهاج.. مكتئب سوهاج محمد أبوخضرة: منذ أن بدأ رئيس الوزراء الإعلان عن حركة المحافظين خلال الأيام الماضية ومحافظ سوهاج اللواء محمد عتيق بدت عليه حالة من الارتباك والتوتر، وبدأ الخروج من مكتبه بعد أن كان لا يفارقه إلا فى زيارة وزير أو حضور افتتاح، وبعد مطالبات الأحزاب والقوى الثورية برحيله منذ عدة شهور أحس الرجل بأن رياح التغيير آتية لا ريب فيها، ولكنه تشبث ببصيص من الأمل، فبدأ العمل فى الشارع، حيث كثرت جولاته الميدانية وزياراته للمراكز للوقوف على المشاكل التى تعانى منها وخاصة إضراب السائقين وزيادة التعريفة، لكن عندما أعلن رئيس الوزراء عن حركة تغيير المحافظين خلال 10 أيام أصيب الرجل بالإحباط، فمكث فى مكتبه معظم الأوقات وبدا عليه الاكتئاب وكأنه علم برحيله وبدا عليه الاكتئاب الشديد خاصة أثناء تكريم أوائل الثانوية العامة، حيث كان قبلها بيوم واحد بالقاهرة، لمقابلة رئيس الوزراء فيبدو أنه تأكد من الرحيل وأيقن أن التحركات لا تفيد بعد فوات الأوان فآثر السلامة واستعد للرحيل. «القصاص».. جولات بعد فوات الأوان الإسماعيلية ولاء وحيد: رغم ما يتردد بقوة فى الإسماعيلية عن احتمالية الإطاحة بالمحافظ اللواء أحمد القصاص من منصبه وإنهاء خدمته مع تغييرات المحافظين الجديدة إلا أن القصاص يواصل جولاته المكثفة فى شوارع الإسماعيلية ويعقد اللقاءات والمؤتمرات بمكتبه. وتقول مصادر مقربة بديوان عام محافظة الإسماعيلية: «إن القصاص على علم بأنه من المحافظين الذين سيتم استبعادهم خلال التغييرات الجديدة لكنه يسعى لإظهار عكس ذلك والتأكيد فى لقاءاته أنه مستمر فى أداء أعماله»، ورغم أن القصاص تجاهل تكريم أوائل الثانوية العامة هذا العام واستضافتهم بمكتبه على غير العادة إلا أنه حضر فى التوقيت نفسه إفطاراً جماعياً نظمته الشئون الاجتماعية لدور المسنين بالمحافظة. وأكدت المصادر أن هناك تحركات سريعة للمحافظ وقيامه بجولات متعددة فى الأماكن الجماهيرية، حيث قام أمس بالتوجه لأحد مكاتب صرف التموين الذى يشهد ازدحاماً من المواطنين فى محاولة لحل أزمة الزحام، كذلك قيامه بجولات تفقدية لأحياء ثانى وثالث بالمحافظة.