ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم الأربعاء، أن جماعة الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" تتوغل وتسيطر على المزيد من المناطق في سوريا باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة التى استولت عليها من العراق، بينما ينصب التركيز الدولي على الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. وأضافت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إن مقاتلي جماعة "داعش" سيطروا خلال الأيام الماضية على مناطق جديدة في شرق سوريا وعلى محافظة دير الزور الغنية بالنفط بالكامل تقريبا فيما تركز حاليا على سحق مقاومة الأكراد السوريين. وأوضحت الصحيفة أن جماعة داعش ترسخ هيمنتها على عقول المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، حيث تفر الجماعات الأخرى المتمردة في سوريا أو تعلن البيعة للخلافة الإسلامية التي أعلنها زعيم داعش أبو بكر البغدادي عقب استيلائه على الموصل فى 10 يونيو الماضي. وتابعت الصحيفة أن جماعة داعش استولت أمس الأول الاثنين على نصف محافظة دير الزور المطل على نهر الفرات والذي كان يسيطر عليه المتمردون، حيث رفعوا أعلامهم السوداء على المدينة وأعدموا قائد جماعة جبهة النصرة المعارضة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النجاحات الأخيرة التي حققتها داعش فى العراق ثم سوريا سوف تؤدي إلى تغير كبير في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن قوات المعارضة المسلحة التي لم تتحالف مع الحكومة السورية أو جماعة داعش ، ابتعدت عن المشهد بفعل ما تعرضت له من ضغوط شديدة ما يجعل أي خطط سياسية لأمريكا وبريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية لدعم جماعات معادية لكل من داعش والأسد أمرا عفا عليه الزمن. ومضت الصحيفة قائلة "إنه منذ بداية هذا العام ، فإن داعش تخوض حربا أهلية داخل الحرب الأهلية، حيث قاتلت جماعات المعارضة المسلحة الأخرى جهادية أو غير جهادية بالإضافة إلى قوات النظام السوري ما أسفر عن مصرع سبعة آلاف مقاتل. وأضافت إن عملية انسحاب "داعش" المسلحة بشكل جيد من محافظة إدلب ومدينة حلب ومحافظة حلب شمالا فى وقت سابق من هذا العام ، اعتبره كثيرون وقتها دليلا على ضعفها أمام الجماعات الثورية الأخرى لكن اتضح إنه كان تخطيطا ماهرا لتعزيز قواتها والعودة مرة أخرى بقوة.