حالة خاصة رسمتها الفنانة نيللي كريم من خلال مسلسلها «سجن النسا»، أداء نيللي وضعها في مصاف نجوم الصف الأول وجعلها تنافس علي لقب أفضل أداء تمثيلي منذ الحلقات الأولي 3 شخصيات مختلفة تشارك بهن في رمضان وهي «غالية» السجانة، ثم السجينة التي رسمت صورة مأساوية للقهر النسوي، وتنافس نفسها بشخصية التوأم الشريرة «جولنار» والطيبة «صافيناز» بأدوات مختلفة في «سرايا عابدين»، في كل شخصية تظهر كفاءتها في اختيار وأداء المشاهد التي تقدمها. كيف ترين ردود الأفعال بعد عرض مسلسل «سجن النسا»؟ - تخوفت من نفسي عندما شاهدت نفسي علي الشاشة، لم أتوقع أن تكون الحالة التي عشتها ظهرت بهذا الشكل، وتخوفت أكثر بردود الفعل التي أتتني لأنها زادتني مسئولية كبيرة وسعادة أكبر لأنني عانيت كثيراً أثناء تجسيدي لهذه الشخصية وسعدت أنها حصدت كل هذا النجاح، عشتها بكل تفاصيلها حزنت لحزنها، وأصبت باكتئاب نفسي بعد مشهد زواج صابر، بل ووصل الأمر أنني لم أستطع الخروج من الشخصية أثناء تجسيدها وكأنها «لبستني». أمر صعب علي الفنانة أن تفقد جمالها وتظهر دون مكياج بل وتتعمد أن تظهر قبيحة.. ألم تتخوفي من هذا الأمر؟ - الممثل ليس بجماله، ولكنه ينقل واقعاً يعيشه الناس، فليس واقعياً أن أجسد شخصية سجانة من بيئة شعبية، وأظهر وأنا أضع المكياج، فلن يتقبلني الجمهور وسيشعر وكأنني أتلاعب بعواطفه وعقله، وما يزيد الأمر سوءاً إذا لم يصدقني الجمهور بكل حواسه لن ينجح العمل في تناوله لتفاصيل المجتمع المصري بكل أمراضه التي عرضها المسلسل. للمرة الثالثة تتعاملين مع المخرجة كاملة أبوذكري بعد فيلم «واحد صفر» و«ذات» كيف ترين التعامل معها؟ - تعاملت مع مخرجين كبار بداية من المخرج الراحل يوسف شاهين ومحمد خان مروراً بعدد كبير من المخرجين أصحاب الرؤي المختلفة، وكاملة أبوذكري من أهم المخرجين الذين تعاملت معهم، للحق لها فضل كبير في نجاحي في تجسيدي لشخصية «ذات» العام الماضي وشخصية السجانة هذا العام، فلا يمكن أن أنكر قدرتها علي وصولي إلي تفاصيل الشخصية بشكل يجبرني أن أتعايشها وأيضاً السيناريو له فضل كبير في ذلك، وأعترف أن عملي مع كاملة أبوذكري أظهر بداخلي مواهب جديدة كثيرة وفي كل فترة أكبر في العمر أزداد حيرة ومسئولية تجاه الأدوار التي أقدمها. رفض الجمهور عودة «غالية» لصابر من جديد بعد أن تركها وتزوج غيرها.. ألا ترين أن الشخصية سلبية؟ - شخصية «غالية» بعيدة تماماً عن البيئة الارستقراطية، فأنا شخصياً لم أكن أعرف تفاصيل هذه الشخصية بل ولم أعرف من قبل كيف تكون السجينات وكيف يتم التعامل معهم في السجن، ولذلك عندما عرض علي السيناريو حاولت أن أجلس معهن لأعرف تفاصيل حياتهن، السجن حياة صعبة والتي تقبل العمل فيه كسجانة لابد أن تعيش دون مشاعر، وشخصية «غالية» تعرضت لمشاكل كثيرة في حياتها، فهي دون أهل وفقيرة وكل حياتها متعلقة بشخص واحد، فعندما يحاول هذا الشخص خيانتها تسامحه ولا تتقبل أحداً غيره، وغالية ليست سلبية بقدر ما هي مغلوبة علي أمرها، فعندما دخلت السجن وجلست مع السجينات تعاطفت معهم بل وعاشت معاناتهن وبكت بسببهن. المتتبع لتطور شخصية «غالية» علي مدار الحلقات الأولي من المسلسل من الممكن أن يصفها بأنها مريضة نفسياً؟ - كل إنسان يقرأ غالية من وجهة نظره، غالية نموذج لفتاة تعيش تحت خط الفقر ليس فقط الفقر المادي لكنه الفقر النفسي، الضغط النفسي الذي أصابني لأظهر بهذا الشكل جعلني نفسياً وجسمانياً أحتاج إلي فترة طويلة كي أخرج من هذا الضغط فما بالنا بالشخصية الرئيسية، وحتي عندما عرض علي العمل قررت أن أنتهي أولاً من تصوير مشاهدي في مسلسل «سرايا عابدين» ليكون ارتباطي الأوحد بشخصية «غالية» خاصة أنهما شخصيتان متناقضتان تماماً سواء في الأداء أو الشكل أو الهيئة، ولذلك غالية أرهقتني نفسياً وكل إنسان منا يري نفسه في سجن غالية والجميع أجمع أنه تعاطف مع الشخصية بشكل كبير. تهتمين بقضايا المرأة في آخر أعمالك بشكل خاص.. فهل تقصدين ذلك؟ - المرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هي كل المجتمع، فكل المشاكل في المجتمع تقع فيها المرأة، ناقشت قضايا التحرش والحياة الروتينية في «ذات» و«سجن النسا» وفي كل مرة أشعر أنني أشرح الواقع كله وليست قضايا المرأة فقط، في كل مرة أؤكد أن المرأة ليست وحدها التي تعاني أو تستشعر الأذي لكنها تستعرض ظلم المجتمع كله الذي يعيش في سجن كبير اسمه سجن الحياة. رغم النجومية التي حققتها في أعمالك الأخيرة فإنك حتي الآن لم تقدمي عملاً منفرداً بل جميعها بطولات جماعية؟ - لا أنظر كثيرا إذا كان الدور فردياً أو جماعياً، أنظر لكفاءة الدور وتأثيره في العمل، كل عمل أقدمه كان من السهل أن يقدم معي باقي الأدوار وجوه جديدة لكنني أستمد قوتي من الممثلين أمامي، في كل عمل قدمته كان النجوم أمامي يشعرونني بأنني في مباراة تمثيلية وهذا العام عندما أظهر فنانة «شاطرة» أمام يسرا وغادة عادل ومي كساب ونور، وكل هذا الكم الكبير من النجوم في «سرايا عابدين» أيضاً عندما أقدم في «سجن النسا» دوراً مهماً بجوار أدوار مهمة مثل درة وروبي وأحمد داود وكل أبطال العمل، فهذا يؤكد أننا جميعاً نرتقي بالعمل، وأعتقد أن النجومية ليست في البطولة المطلقة لكنها في العمل الجيد. تظهرين علي النقيض تماماً في مسلسل «سرايا عابدين» كيف نسقت بين شخصيتي «جولنار» و«صافيناز»؟ - مسلسل «سرايا عابدين» حالة خاصة فهي المرة الأولي التي أقدم فيها عملاً تاريخياً وبه عدد هائل من النجوم علي رأسهم يسرا وعندما عرض علي العمل شعرت بسعادة أنني سأجسد دور التوأم أولاً لأنها المرة الأولي وهذا الدور صعب جداً في أدائه ويظهر كفاءة الممثل الذي يجسده، بالإضافة إلي أن الشخصية الشريرة بالنسبة لي علامة أيضاً علي النجومية، قدمت الشخصية الشريرة بجبروت لم أقدمه من قبل والمسلسل يشهد تطوراً في الشخصيات سيعجب الجمهور وأعتقد أن «سرايا عابدين» من الأعمال التي ستشاهد جيداً بعد رمضان. ولكن العمل تعرض لهجوم كبير سواء من النقاد والجمهور.. أولاً بسبب المغالاة في الإنتاج وبسبب تشابهه مع «حريم السلطان» والمغالطات التاريخية فيه؟ - المغالطات التاريخية المؤلفة كانت واضحة منذ البداية أن العمل ليس توثيقياً بقدر ما هو استعراض لعهد معين يجبر المشاهد أن يستعيد التاريخ ويقارنه بالعهد الذي نعيش فيه، وأعتقد أن مشاهدة العمل ستثبت أن هناك أشياء كثيرة متقاربة بين عهد الملكية، والظلم الذي كان يحدث فيه وبين العهد الذي نعيشه، فالأمم لا ترتقي إلا إذا عرفت تاريخيا، والمغالاة في الإنتاج نابع أنه عمل تاريخي من المؤكد أنه يحتاج إلي أموال كثيرة ليظهر بشكل راق، الشركة المنتجة لم تبخل علي الإطلاق تجاه العمل، أما تقليده ل «حريم السلطان» فأي عمل سيتناول هذه الفترة الزمنية ستتم مقارنته بحريم السلطان، خاصة أنه مسلسل حقق نجاحاً كبيراً في مصر والعالم وعرض لفترة طويلة تفاعل معها الجمهور، لكن عرض حلقات «سرايا عابدين» سيؤكد أنه بعيد عن حريم السلطان. البعض رفض شخصية «جولنار» وأكد أنها استفزازية؟ - هذا نجاح للشخصية، فأداء الشخصية الشريرة أساساً لابد أن يكون مستفزاً وساعدني في ذلك المخرج عمرو عرفة، فأنا تعرضت لصعوبات كثيرة أثناء تسجيل المشاهد التي تجمع الشخصيتين حتي إنني اضطررت لتسجيل صوتي خارجي ليتم وضعه علي المشاهد، بالإضافة إلي أن «جولنار» تحمل خبثاً شديداً، في الوقت الذي تتميز فيه «صافيناز» بالبراءة، وهو ما يجعل الجمهور يختلط عليه الأمر، هل يرفض الشخصية أم يقبلها هل سيحبها أم يكرهها. ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء تصوير «سرايا عابدين»؟ - مشهد استيقاظ «صافيناز» من النوم لتجد نفسها في بحر وتغرق، مشهد من أصعب المشاهد التي قدمتها في حياتي وكنت أشعر وكأنني سأموت فيه.