نشأ القارئ الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد في بيئة دينية، فقد تربى على سماع القرآن الكريم من والده - رحمه الله - والذي أمتع جميع المسلمين في بقاع العالم الإسلامى بعذوبة صوته وحسن مخارج ألفاظه؛ فقد حفظ الشيخ «ياسر» القرآن بقلبه قبل عقله؛فكان يحضر له الشيخ عبد العزيز بكرى فى المنزل ليدرس له أحكام التلاوة بطريقة سليمة منذ عهد الصبا، فقد كان أصغر أبناء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من الذكور وترتيبه العاشر بين إخوته فالشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله رزق ب «11» ابنا منهم «7 « أولاد و «4» إناث؛ وبالرغم من أن الشيخ «ياسر» درس في كلية الآداب بقسم اللغات الشرقية وتعلم اللغات الأجنبية وأجادها إجادة تامة وهو يجيد ثلاث لغات هى الإنجليزية والفرنسية والعبرية ثم عمل في مجال السياحة لكن ذلك لم يشغله عن هوايته التي أصبحت فيما بعد مهنته الأساسية وهى قراءة القرآن الكريم فامتهنها وترك وظيفته ليمتع الناس بصوته الندى الذي يشبه صوت والده إلى حد كبير وقد بدأ الشيخ ياسر رحلته مع التلاوة منذ أكثر من 10 سنوات وطاف العديد من البلاد الإسلامية والعربية فوجد شهرة والده أمامه فى كل مكان يذهب إليه وبالتالى اكتسب شهرته من شهرة والده «الوفد» التقت الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد، ومن ثم كان هذا الحوار: هناك تشابه كبير بين صوتك وصوت والدك.. فهل ورثت موهبتك عنه؟ - لاشك أن الموهبة تورث أحيانا، وشهرة والدي فتحت لي آفاقا كبيرة، ولم أتصور أن الوالد له شهرة وسمعة طيبة بهذا الشكل إلا بعد أن سافرت خارج مصر، ففي سوريا على سبيل المثال رفض سائق التاكسي تقاضى أجرته عندما علم أنني ابن الشيخ عبد الباسط، وكذلك الحال في بلاد كثيرة على رأسها المملكة العربية السعودية التي تكن لوالدي حبا كبيرا. وكيف عدت مجددا إلى تلاوة القرآن؟ - عدت مرة أخرى للقرآن في عام 2002 بعد أدائي للعمرة وطلبت من الله عز وجل أن أكون حافظا لكتابه، وقد استجاب الله لي وأنهيت حفظه في ثلاث سنوات من 2002 إلى 2004 وبعد ذلك تلقيت دعوات للقراءة خارج مصر. هل رافقت والدك فى حفلاته وسهراته القرآنية وقرأت فى وجوده؟ - بالتأكيد كان والدى يصطحبنى كثيرا معه وقد قرأت القرآن فى مسجد عبد الرحيم القنائى وكان عمرى وقتها 7 سنوات فى وجوده، وقد أثنى الحاضرون على أدائى فى التلاوة كثيرا، وكان والدى يطلب منى القراءة أمام ضيوفه من داخل مصر وخارجها أو أن أؤذن وقت الصلاة وكان دائما ما يصطحبنى أنا وأشقائى معه إلى مسجد الإمام الشافعى. ولماذا لم تستغل إتقانك للغات الأجنبية في القراءة بالدول الغربية؟ - الدعاة بشكل عام يواجهون مشاكل في الحصول على تأشيرات زيارة الدول الغربية، وقد تم إيقاف الفيزا الخاصة بى إلى فرنسا مؤخرا دون أن أعرف السبب في ذلك، ولعل المانع خير. رغم الشهرة التي حققها الوالد.. إلا أن الجيل الحالي من المقرئين لا يمكنه الوصول لتلك الشهرة؟ - هذا الأمر يرجع إلى وسائل الإعلام و التي اختلفت بشكل كبير عن الفترة الماضية في التعامل مع المقرئين، كما أنه قد جدت ظاهرة وهى القارئ المهندس والطبيب والمحامى، وكأن المقرئ منهم يتباهى بعمله الثاني عن قراءة القرآن. وهل استفدت من شهرة والدك؟ بالطبع أفادتني، فشهرتي جاءت من شهرة والدي، لكنني أدفع ضريبتها، حيث يتجمع الناس حولي ويسلمون على لكوني ابن الشيخ عبد الصمد، فالناس يعتبروني (تكملة) لوالدي، وهذا شئ جيد ولكنه مرهق، وأنا لم أقلد والدي يوما، وإذا أردت التقليد فسأقلد شخصا غير والدي. هل لقارئ القرآن مواصفات خاصة يجب الالتزام بها؟ - نعم.. لابد أن يكون حافظا للقرآن الكريم كاملا حتى لا يتعرض للحرج، ويفضل أن يكون على دراية بالروايات ومعرفة بها إن أمكن، وإذا لم يكن على دراية بها فليست مشكلة، ولابد أن يتوفر فيه حسن الأداء والصوت الحسن والقراءة التعبيرية عن المعنى سواء في مقام الترهيب أو الترغيب حتى تقع الآية على مسامع القارئ كما أرادها الله عز وجل وأن يراعى الله في القراءة إظهار الحرف من خارجها.