أعتقد أنه بعد الكشف الحقيقى عن المؤامرات التى تحاك ضد الأمة العربية والأخطار الفادحة التى تؤكد أن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى ترعاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤامرة كبرى ضد الأمة العربية. وقد ظهرت خلال العامين كل تفاصيل هذه المؤامرات، والتى أدركها الشعب المصرى بفطرته الذكية، وانتفض لخلع الإخوان من الحكم.. بعد كل هذه المصائب التى أدركتها مصر ودول الخليج بالتحديد باستثناء قطر طبعاً الشريك الأساسى فى المؤامرات ضد العرب، كان لابد أن تلتف كل البلدان العربية حول مصر قلب العروبة النابض وهذا ما أدركته السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان عندما أدركوا تماماً أن هناك مخططاً شيطانياً سقوط الدولة المصرية، ما يعنى بداية لسقوط الأمة العربية جمعاء. من هذا المنطلق كان الموقف التاريخى لدول الخليج مع قطر وطردها من حظيرتهم وتحذيرها بوضوح شديد.. صحيح أن الدوحة حتى كتابة هذه السطور لم تستجب للمطالب الخليجية والعربية، ومازالت تمارس نفس الدور الوقح فى المؤامرة الدولية ضد الدول العربية وخاصة مصر، إلا أن ذلك لم يضعف أويكسر عزيمة مصر والدول العربية من التصدى لكل هذه المؤامرات.. وصحيح أن سوريا والعراق وليبيا، مازال نزيف الدم مستمراً بشكل بشع، ونجحت المؤامرات الدولية فى إصابة جزء من الوطن العربى بهذه الكارثة، تمهيداً للانقضاض على باقى الدول العربية.. ولأن الله سبحانه وتعالى يحفظ مصر، فقد فشلت كل مؤامرات الإخوان التى كانت تقوم بها تنفيذاً للرغبة الصهيوأمريكية.. ومن هذا المنطلق بدأت العلاقات المصرية السعودية تأخذ منحي جديداً كله حرص كامل علي وحدة الأمة العربية، وقد كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر، ذات أهمية كبرى وتحمل مضامين ورسائل مهمة فى الداخل والخارج.. هذه الرسائل تؤكد حرص مصر والسعودية على عدم تفتيت الأمة العربية، وإفشال المخطط الغربى فى تقسيم وفرقة الدول العربية.. ولا أحد ينكر أبداً الدور السعودى الفاعل والمؤثر فى تأييد المملكة لثورة 30 يونية، انطلاقاً من حرص السعودية على عدم النيل من مصر وسقوط الدولة المصرية، لأن هذا هو سقوط للعرب جميعاً. وليس هذا بمستغرب على المملكة فتاريخها قديماً وحديثاً يشهد بمواقفها العظيمة والرائعة مع العرب، ولا أحد ينكر التنسيق الذى كان يتم بين مصر والسعودية من أجل جلاء المستعمر البريطانى.. من هنا لا غرابة فى توطيد العلاقات الثنائية بين الرياض والقاهرة منذ ثورة 30 يونية ومستقبلاً لصد أية مؤامرات ضد العرب.