فى عالم الإبداع دائماً هناك من يحمل الشعلة ومن يشعلها. وفي السنوات الماضية برزت ظاهرة مشاركة المبدعين المشهورين حاملي الشعلة في لقاءات مع صانعي القرار في مصر، وتلك ظاهرة إيجابية جميلة في مظهرها وجوهرها، لأننا علي الأقل نعرف من خلالها أن الإبداع قادر علي لعب دور مهم في حياتنا السياسية والاجتماعية.. ولكن خلف هذه الوجوه المعروفة والأسماء البراقة في عالم الشهرة والنجومية، هناك مبدعون مؤثرون في حياتنا الفنية والإبداعية يعيشون بيننا ويعرفهم الجمهور ويؤمن بدورهم كمبدعين، ولكن لا تعرف القيادة السياسية علي أحلامهم وأفكارهم وطموحاتهم شيئاً، ومن هنا تأتي أهمية طرح ما يفكرون فيه وما يريدون أن يقولوه للرئيس ويمنعهم التواجد في الظل وابتعادهم عن الأضواء الإعلامية المسلطة علي النجوم فقط فلا تعرف القيادة السياسية عنهم إلا النزر اليسير. ولأن الإبداع شيء جميل في الحياة ولكن الأجمل أن يعرف المبدع أن في وطنه أرضاً خصبة وبيئة تشجع علي التواصل مع كل المواهب ما ظهر منها وما بطن، فلا ترى صوراً بالكربون مما كان يحدث في الماضى في حصر المبدعين في أسماء محددة ومعروفة والتعامل مع المبدعين الآخرين باللامبالاة، فيؤدى هذا إلي الإحباط، بل وأكثر من ذلك نجد البعض يشعر بأنه مجرد كومبارس. إننا نطرح صوت أولئك الذين يعملون في الخطوط الخلفية في عالم الإبداع المختلفة ولا أحد يعرف عنهم شيئاً يعملون في الظل ويسلطون الأضواء على غيرهم.. فهل حان الوقت لتشجيعهم علي البوح بما داخلهم. الفنانة عائشة الكيلانى وصفت العهد الجديد بعهد النصر، وتمنت فيه أن يكون المستقبل أفضل على كل المستويات، وقدمت نصيحة للرئيس السيسى أن يكون هادئاً طوال الوقت، حتى ينجز بسرعة، ويتقبل كل شىء لأن هناك منغصات كثيرة فى الواقع المصرى تنتظر سرعة فى الإنجاز، وأضافت أن الحب يخلق المعجزات والشعب المصرى بحق يحب السيسى ولذلك سيساعده فى تحقيق ما يتمناه الشعب أيضا، وأضافت الكيلانى: على مستوى الفن أنا متفائلة باهتمام الرئيس بالفن باعتباره قوى فاعلة فى المجتمع، وأضافت أن الفن موجود لكن ما حدث أن إيقاع العمل الضعيف خلق حالة من الكسل لدى الفنانين والمبدعين وأضاع السمة الرئيسية التى كان يتميز بها الفن المصرى وهى الألفة والحب، الذى كانت تنادى به كل الأعمال الفنية، لا أتمنى من الرئيس أن يتدخل فى الأعمال الفنية أو يختار موضوعات ويكتفى بالظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التى يعانى منها المجتمع المصرى الآن، لكن أتمنى منه اختيار الشخصيات الجيدة فى مواقعها بحيث يستطيع خلق حالة من التطوير فى كل المجالات، أتمنى من المسئول عن الفنانين الاهتمام بكل الفنانين أيا كانت نجوميتهم طالما أنهم يمارسون مهنة الفن فيجب الاعتراف بهم والاهتمام بهم كواقع واضح فى المجتمع، الفنانون مثل كل مهنة يتم الاعتراف بشخصيات معينة على حساب الآخرين وهذا مفهوم العدالة الاجتماعية الذى يطالب به الفنانون لحماية مستقبلهم، لذلك أتمنى أن يحقق العدالة بين جميع الفئات. الفنان هادى الجيار قال إن الشعب المصرى اختار السيسى بإرادته، وكان اختياراً حراً لأن الشعب أراده دون رشوة انتخابية ولذلك الجميع اعترف به رئيساً حقيقياً للمصريين، ولذا أتمناه أن يكون رئيسا لكل المصريين ويلبى احتياجاتهم بجانب عملهم معه. وأضاف الجيار أن القوى الناعمة المصرية المتمثلة فى الفن هى أحد الأمور التى يجب أن يتلفت إليها وينهض بها ويوليها اهتماماته، ومنذ قدوم السيسى وأنا أشعر بأنه يركز بشكل كبير على الفنون والمسرح وعليه إعادة الحالة الثقافية بالكامل ليس الفن والسينما والمسرح فقط ولكن الحالة الثقافية الأدب والثقافة والفنون، لأن القوى الناعمة المصرية لها تأثير على المنطقة، ونحن نتمنى أن يتم تغيير الواقع بشكل كامل وأن يكون هناك فكر جديد، وأشار «الجيار»: أتمنى إعادة النظر فى نوعية الأعمال الفنية التى تقدم بحيث يعيد خريطة الثمانينات والتسعينيات وأسباب نجاح الأعمال التى قدمت فى هذه الفترة، أيضا الاهتمام بالإذاعة المصرية والمحطات الموجهة لأفريقيا بشكل خاص، والاهتمام بالأعمال الدرامية التى غابت لسنوات كثيرة، وأضاف نتذكر مسلسلات الساعة الخامسة والربع التى كانت تذاع على الإذاعات المصرية وكانت تبث الأخلاق والألفاظ والقيم الجميلة للشعب المصرى بشكل غير مباشر، ألفاظ مثل «متشكر، من فضلك» أصبحت غير موجودة بسبب أن الجمهور المصرى لم يعد يجد دوراً تأديبياً فى مجالات الفن وهذا كان دور الدراما فمنذ نشأتها، أصبحت الألفاظ الموجودة فى الشارع مسيطرة، والمصطلحات الإباحية لغة الشعب، لأن ذلك يقدم فى الدراما المصرية وفى التليفزيون وفى الحياة اليومية بشكل خاص، الأعمال الفنية التى عشقها المصريون هى التى تشرح الواقع الاجتماعى بكل تفاصيله وكل شخصياته، وهذا تقصير مشترك من الجميع فلابد من عودة كتاب الدراما للاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التى كانوا يبثونها فى الأعمال الدرامية، لأن وظيفتها تغيير مفردات الحياة. الفنان محمد متولى قال إن الشعب المصرى عانى من فترات عصيبة طوال الأربع سنوات الماضية وبما فيها الفن الذى لا ينفصل أبداً عن الواقع، ولذلك أمنياتنا كثيرة وقال أتمنى أن نعوض السنوات الماضية من فقر الإنتاج وقلته بشكل ملحوظ وأن ينتشر إنتاج ورخاء فنى بحيث تدخل الحكومة فى مستوى الإنتاج بشكل واضح، بحيث ترتفع بمستوى الفن ودعم السينما والتليفزيون المصرى حتى يكون تليفزيون عالمى وكل ذلك يأتى بدخل كبير للمصريين وعملة صعبة، وأيضا يساعد فى نشر الثقافة المصرية فى العالم، ولكن كل ذلك يحتاج إلى عصا سحرية وليس لمجرد رئيس ولذا أتمنى أن يكون القادم تعاوناً بين القائمين على الإنتاج الفنى فى مصر والرئيس. وأكد متولى أن الفنانين يعانون كثيراً، وأنا بذلك لا أقصد النجوم لكن هناك فئات مهمشة، تضيع بين أسماء النجوم، فأنا كنت أشارك فى 5 مسلسلات فى العام، ورغم أننى لا أحصل على ملايين مثل معظم الممثلين لكننى من الفئة التى ترضى بأقل القليل، لكن الآن لأكثر من 3 سنوات لم أشارك فى أى عمل تليفزيونى وبالطبع لا يوجد لى أجر أو مبلغ من أعمالى المعروضة أو مبالغ تعوضنى عن عدم العمل مثل ال5000 مصرى الموضوعة أسماؤهم فى نقابة الممثلين، وللأسف لا يوجد قوانين تحمى الممثلين من ذلك، نحن تضررنا كثيرا ماديا لكننا جميعاً فداء مصر، ونتمنى من الرئيس أن يقوم بنهضة حقيقية فى الفن على سبيل المثال انتقاء الموضوعات بحرص أكثر، ونحاول الصرف على الفن وهناك قاعدة تؤكد «أكرم الفن يكرمك» أن يتم الصرف عليه جيدا بالدعاية الجيدة ويتم تصوير الأعمال فى كل المواقع فى مصر لتكون دعاية لها، أيضا أن يتم تطوير وزارة الإعلام والثقافة وإعلاء مستوى الفن كما كنا فى السابق رواداً فى المنطقة العربية. وعلى المستوى الوطنى أتمنى من الرئيس أن يعيد الأمن والأمان ورفع المعاناة عموما عن الفقراء وزيادة الدخل والتعليم والتنمية البشرية والاقتصادية وأتمنى أن تكون مصر أم الدنيا كما قال وأنا متفائل بالرئيس السيسى لأنه الرجل الوحيد المهموم بحال مصر، نحن مع الإصلاح والثورة وحتى تعيش مصر. الفنان سعيد طرابيك قال إن مطالب الفنانين فى مصر لا تنفصل عن مطالب الشعب ونتمنى تحقيق الأمن والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، نتمنى أن يصبح الواقع المصرى أفضل فى المستقبل بتضافر كل الشخصيات للعمل لإنقاذ مصر، وعلى مستوى الفن أتمنى من الرئيس أن يعيد هيكلة الإنتاج الدرامى والتليفزيونى من جديد بحيث يسمح للجميع بالعمل ويتيح الفرصة للفنانين جميعاً ليجدوا فرصه عمل تحترم تاريخهم وتحترم أنهم شخصيات يعملون فى هذه البلد، أيضا أتمنى أن يعيدوا تقديم الأعمال الجيدة من جديد. الفنانة مديحة حمدى قالت: مطالبى لا تختلف كثيراً عن مطالب الشعب المصرى بالكامل وهى استعادة الأمن، والاستقرار وإصلاح المرافق وإصلاح التعليم. أما مطلبى كفنانة فهو إعطاء الرئيس للفنانين حق الملكية الفكرية وحق الأداء العلنى للموسيقيين والمطربين لحماية تاريخهم فلا يعقل أن يظل الفنان يبحث عن قوت يومه وله حق فى أعماله التى قدمها وهو قانون مسموح به فى العالم كله ويحمى الفنانين. وأضافت «مديحة» أتمنى من الرئيس أيضا التدخل فى هيكلة الرقابة من جديد عن طريق وزرائه ومسئوليه، بحيث تكون المواد المقدمة تابعة لمسئولين يراعون الله فى الإبداع وفى أخلاقيات الشعوب، وأن يعيد اختيار كل الرقباء من جديد على أسس بعينها بحيث يحمى مصر من أى تجاوزات يمكن أن تحدث، أيضا أن يتم مراعاة تقديم الأعمال الدينية لأنها تبعث على نشر القيم والمبادئ وألا يقتصر تقديم المسلسلات الدينية وألا يكون مقصورة على شهر رمضان. فنانو المسرح يطالبون الرئيس بالمساواة أشارت الفنانة نادية شكرى إلى أن أكبر مشاكلها حلها عند النقابة، وقالت: المشكلات التي يمكن حلها عند الرئيس هو تخصيص أراض وشقق للفنانين الذين يحتاجون بالفعل لتلك الخدمة مثل أي قطاع آخر في الدولة، وتغيير لائحة النقابة وتخصيص بدل بطالة للفنانين الذين لا يعملون، وانتقاء وزير ثقافة يحترم الفنانين. وأضافت: مشكلتى كفنانة لا دخل للرئيس بها، بل مجلس نقابتى الذي يقوم بالكثير من التجاوزات لمصلحته الشخصية دون النظر للفنانين زملائهم، فبدلاً من الاهتمام بمشاكلنا وتشغيلنا يقومون بتشغيل أنفسهم ورفع أجورهم، في الوقت الذي أجرى مازال 120 جنيهاً في الإذاعة المصرية وهو نفس الأجر الذي يحصل عليه خريج المعهد لهذا العام، وأنا خريجة عام 1975 ولا أستطيع رفع أجرى لأني لا أعمل، في الوقت الذي يحصل أحد أعضاء المجلس علي 50 ألف جنيه في يوم التصوير الواحد. وواصلت الحديث قائلة: مجلس النقابة به الكثير من التجاوزات الخاصة بعمل فنانين غير نقابيين، وقمت بنفسي بإبلاغ النقابة عن عدة تجاوزات رأيتها بنفسي، ولم يتحرك ساكن وسوف يشهد رمضان القادم الكثير من تجاوزات ذلك المجلس وهو عملهم في تلك الأعمال. وقال توفيق إبراهيم، مخرج منفذ بمسرح الدولة، أتمني أن يعيد الرئيس النظر لحال المسرح وتحويله من مؤسسة اشتراكية استهلاكية إلي مؤسسة رأسمالية تدخل أموالاً للدولة وتؤدى دورها الثقافى، وجلب رعاة رسميين للعروض المسرحية، تأجير جدران المسارح من الخارج كمساحات إعلانية للمساهمة في الإنتاج بدلاً من تكليف الدولة ملايين الجنيهات سنوياً. كما نحتاج إلي تقليص عدد الموظفين الإداريين في البيت الفني للمسرح والذين بلغ عددهم 1600 إدارى لخدمة 600 فنان. وأضاف: نحتاج إلي إعادة النظر لأجور الفنانين المتدنية، وتنصيب الكفاءات في مواقع المسئولية بدلاً من القيادات الهشة التي لا تمتلك استراتيجية الفعل والقرار. قال الفنان محمود عامر: أطالب الرئيس السيسي بضرورة تنفيذ مواد الدستور الخاصة بحق الأداء العلنى، وحقوق الملكية الفكرية، ففي كل دول العالم الفنان يحصل على مبلغ كل مرة يذاع فيها عمل فني شارك فيه، من قبل، بجانب أنه يوجد فنانون مسرح لا يراهم أحد لأنه لا يتم تصوير أعمالهم التي يشتركون فيها، بالرغم من أن تصوير هذه الأعمال سوف يعود علي الدولة بملايين الجنيهات، وتثقيف عدد كبير من الشباب لا يرون من المسرح إلا ما يذاع من مسرح هزلى علي الفضائيات. وأضاف: أتمني أيضاً النظر في كيفية وصول دعم وزارة الثقافة لمستحقيه في 26 محافظة بعيداً عن محافظتى القاهرة والجيزة، لأنه عندما نذهب إلي تلك المحافظات الأخرى نجدهم متلهفين للفن، بجانب وجود احتفالات فنية للمدارس وفي الشوارع ليشعر المواطن بوجود الفنانين، بحيث يمنحون الفرصة للفنانين التشكيليين لنزول الشوارع وتغيير ملامحها برسوماتهم وأفكارهم المبدعة، والمطربون يغنون في الشوارع والممثلون يقدمون عروضاً بسيطة لهؤلاء المواطنين الذين لا يستطيعون الذهاب إلي المسارح. وأشار «عامر» إلي أن الأجور المسرحية لفناني المسرح هى أقل أجر يتم دفعه في الدولة وعندما يخرج الفنان علي المعاش يتم منحه مكافأة 8 شهور بعد خدمة 30 سنة. أما المخرج حيدر شوهير قال: نحتاج إلي شقق وأراض ورفع المرتبات مثل أي قطاع بالدولة، لأننا لا نتعامل مثل موظفى الدولة، في التخصيصات المالية والإدارية، واختيار كفاءات مؤهلة للإدارة لتقدم عجلة الإنتاج التي تقابل الكثير من العراقيل بسبب الجهل الإدارى وعدم وجود من لديهم خبرة الإدارة أو حتى المعرفة الأولية لها. بينما قال المؤلف والمخرج محسن الميرغنى: نحن نبحث في تطوير اللوائح والقوانين الإدارية المتكلسة، بحيث تتناسب مع العالم الجديد الذي نعيش فيه ويتم تحديد جدول الإجراءات الإدارية المتبعة في جميع المصالح الحكومية لتطوير جهاز الدولة والعمل علي عصرنته لكي يصبح مواكباً للعالم المعاصر. وقال شاذلى فرح، مؤلف ومخرج مسرحى: نحتاج إلي الحرية وتكون مؤكدة علي الأرض والعدالة الاجتماعية والعدالة الثقافية والفنية والإنسانية، لعدم اهتمام النظام السابق بالثقافة، مما تسبب بوجود الظلاميين والجهلاء، لذلك أطلب من رئيسى الذي أحبه وأقدره الاهتمام بالمسرح لأننا أكبر بلد يقدم مسرحاً في العالم تصل إلي 5 آلاف ليلة عرض في 365 يوماً ما بين ثقافة جماهيرية وبيوت قصور قوميات والنوادى وعروض البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الاستعراضية وفرق هواة المسرح الكنسى والشباب والرياضة والجامعات، لذلك أطالبه بوجود خطة حقيقية لإعادة الجمهور الحقيقى للمسرح بدلاً من أقارب وزملاء صانعي العرض المسرحي فنحن نحتاج إلي وجود خطة وإدارى قادر علي اتخاذ القرارات. بينما قال الفنان على الوصال: ليست لي أية مطالب شخصية ولكني أشد على أزره وأدعو له بالتوفيق وإزاحة الفساد وتحقيق الأمن الذي ننشده وتحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية وعودة العلاج المجانى وإزاحة كل رموز الفساد في المسرح وغيره من المؤسسات، وتوفير الأمن الغذائى والمائى، والاهتمام بمنظومة الثقافة والتعليم والصناعة، لتفعيل مقولة «أعطنى شعباً متعلماً مثقفاً واعياً أعطيك كل شىء»، ولنبدأ العمل ولينصهر الجميع في منظومة البناء والكفاح والعمل، والفن الهادف الذي يؤدى إلي الارتقاء بالوعي الجمعى لشعب مصر في منظومة واحدة لتتقدم مصر.