رصدت الصحف الإسرائيلية الانتخابات الرئاسية المصرية لحظة بلحظة في حالة من الترقب لمعرفة من سيكون الرئيس للدولة الأكبر بالمنطقة، مثلما وصفها السفير الأسبق لدى القاهرة تسفي مزائيل، حيث امتلأت الصحف والمواقع الإلكترونية الإسرائيلية بالتحليلات والتوقعات للفوز المحقق للمرشح السيسي على منافسه حمدين صباحي، الذي وصفته صحيفة "ذا بوست" العبرية بالخاسر الأزلي مشيرة إلى تاريخ حياته الحافل بالمطبات. فوز مضمون للسيسي التوجه البارز في التغطية الإسرائيلية للانتخابات الرئاسية المصرية هو التأكيد على أن فوز السيسي مضمون، متجاهلة بذلك أن الانتخابات تجمع بين منافسين اثنين وليست انتخابات الرجل الواحد. وقالت الصحيفة معاريف العبرية، في تقرير للكاتب "أساف جبور" تحت عنوان هل السيسي الرئيس القادم؟ فتح صناديق الاقتراع بمصر"، مشيرة إلى أن المرشح المشير عبد الفتاح السيسي الذي عزل مرسي وثيق الفوز في الانتخابات المصرية التي ستجرى يومي 26-27 الجاريين. وأشار إلى أن مقتل أحد أعضاء حملة السيسي أمس جاء على خلفية دعوة الإخوان المسلمين لمقاطعة الانتخابات. وأكدت الصحيفة في تقريرها أن الشخصية الأقوى بمصر ستفوز بالانتخابات الرئاسية، ولكن المهم هنا هو التأكيد على أن عزل مرسي كان إرادة الشعب المصري. فيما ذكر موقع "القناة الثانية" الإسرائيلية أنه بعد مرور عام على الثورة التي أطاحت بالإخوان، سيتقدم أكثر من 50 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع في مصر لاختيار الرئيس المقبل لبلاد النيل. وتوقع الموقع أن يفوز وزير الدفاع السابق "عبد الفتاح السيسي" باكتساح، ويصبح الرئيس الجديد لمصر.. فيما ذهبت القناة العاشرة الإسرائيلية لأبعد من ذلك وقالت إن مصر تنتخب رئيساً في انتخابات لا لزوم لها، مشيراً إلى أن الانتخابات المصرية عديمة الطعم وفوز السيسي مضمون. المهم نسب التصويت ركزت الصحف الإسرائيلية في تغطيتها على نسب التصويت وأهميتها بالنسبة للعملية الانتخابية وصورة الانتخابات بالخارج، حيث أكدت "يديعوت آحرونوت" في تقرير لها أن نسب التصويت تقلق السيسي رغم فوزه المضمون. وقالت "يديعوت" في تقريرها الذي كتبه "روعي قيس" أن وزير الدفاع السابق "عبد الفتاح السيسي" يعلم أنه سيحقق الفوز الكاسح في انتخابات الرئاسة التي ستبدأ اليوم، ولكنه يخشى مقاطعة "الإخوان المسلمين"، ونسبة التصويت المنخفضة التي ستضر بشرعيته. "نجاح السيسي سيحسب إذا حقق أكثر من 50% من الأصوات". وأضاف "قيس" أن الاستطلاع الذي أجراه في الأيام الأخيرة المركز المصري لقياس الرأي العام يمنح وزير الدفاع السابق، المشير عبد الفتاح السيسي، 76% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم الاثنين والثلاثاء. ولفت إلى أنه في المقابل، يحظى مرشح اليسار حمدين صباحي بنسبة 2% فقط، مشيراً إلى أن هذه المعلومة تضاف بالفعل لمعلومات رسمية جاءت من جولة التصويت بالخارج، التي حصل فيها السيسي على 94.52% من الأصوات. وتابع بأنه على خلفية تلك البيانات، يبدو أن المعركة الآن ليست فوز متوقع بالنسبة للجنرال، وإنما نسب التصويت التي ستكون مهمة جداً لإضفاء الشرعية على الفائز، لاسيما إذا كان السيسي. وأشار إلى أنه في محيط وزير الدفاع السابق، الذي قاد عملية عزل الرئيس المصري ورجل الإخوان المسلمين محمد مرسي، يتعين عليهم رغم كل ذلك القلق، فقد نشر هذا الأسبوع الزعيم الروحاني لتنظيم "الإخوان المسلمين"، الشيخ يوسف القرضاوي، فتوى تدعو لمقاطعة الانتخابات. وأضاف أن القرضاوي، الذي يقيم في قطر ومطلوب للعدالة بمصر، قال إن الانتخابات ليست شرعية نظراً لأن الرئيس من ناحية الإخوان المسلمين لازال محمد مرسي، مشيراً إلى أنه على خلفية الدعاوى للمقاطعة تكثف اللجنة العليا للانتخابات المصرية في تلك الأيام جهودها لمهمة منع المقاطعة، حيث ترددت في وسائل الإعلام المصرية تهديدات بتغريم من سيقاطع الانتخابات بدون مبرر بل ومحاكمته. فيما توقعت صحيفة "إسرائيل اليوم" فوز السيسي بأكثر من 50% من الأصوات رغم أن صباحي الناصري فاجأ الكثيرين في الانتخابات السابقة في 2012 بعدما حل في المركز الثالث، تلك الانتخابات التي فاز فيها رجل الإخوان المسلمين محمد مرسي وتفوق على رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق. السيسي المسمار الأخير في نعش الإسلام السياسي أشار المذيع التليفزيوني الشهير "تسفيكا يحزقئيلي" المتخصص في الشئون العربية في تقرير نشرته القناة العاشرة إن السيسي فائز لامحالة، حيث لا يوجد اثنين يختلفان على أن السيسي سيفوز بالانتخابات، ولكنه سيواجه مثل سابقه "محمد مرسي" العديد من المشاكل وعلى رأسها البطالة وانعدام الأمن في الشارع والفقر الشديد والدعم، مؤكداً أن فوز السيسي هو المسمار الأخير في نعش الإسلام السياسي. انخفاض نسب التصويت سلطت الإذاعة الإسرائيلية الضوء على انخفاض نسب التصويت بالانتخابات الرئاسية المصرية، مؤكدة على أنه رغم استمرار عملية الاقتراع في إطار الانتخابات الرئاسية إلا أن الإقبال ضعيف للناخبين. وأضافت بأن الناخبين المصريين يواصلون الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني والأخير من الانتخابات الرئاسية، وقد لوحظ إقبال ضعيف بشكل عام خلال الساعات الأولى من عملية التصويت اليوم رغم منح العاملين في الدولة أجازة رسمية لحثهم على الإدلاء بأصواتهم. من جانبها، نشرت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي تقرير للمذيع "تسيفي يحزقيلي" المتخصص في الشئون العربية أشار فيه إلى ضعف المشاركة بالانتخابات المصرية. وقال يحزقئيلي إن نسب التصويت منخفضة ولكن طريق القائد الأعلى للجيش لقصر الرئاسة قد تم تمهيده بالفعل، مؤكداً أن السيسي وحد ورائه المسيحيين والعلمانيين والسلفيين، مؤكداً أنه حتى لو لم يشارك نصف المواطنين بالانتخابات فإن ذلك لا يشكل خطراً على الرئيس القادم لمصر.