فقد الأخ «حمدين» صباحى باقى اتزانه وأصبح فى كل حديث له وبين كل ثلاث جمل يقولها يجرح ويشكك ويغمز فى حق «السيسى»، وبالطبع يحذو حذوه بعض الذين يحسبون أنفسهم على النخبة ويحاولون النفخ فى صورته ويحذرون الناس من انتخاب رئيس غير «حمدين» ويدعون أنه مرشح الثورة الوحيد والذى سيفوز لا محالة ما لم تزور الانتخابات، والحدق يعرف مين اللى هيزور. كأن الناس عندما خرجت بالملايين لمرتين لا مرة واحدة تطالب بطرد مرسى كانوا يستعجلون مجىء الأخ «حمدين» للرئاسة، بل كانوا يفوضونه ويجمعون له التوقيعات بالملايين أيضا!. وقبل أن يتخذ «السيسى» قرار الترشح, ظهر الأخ «حمدين» وأسرع يعلن أنه أعطى تفويضا لنفسه ليرأس البلاد، كما طالبه مئات الثوريين واللى سبق أكل النبق!.ووجد من البعض المحسوبين غصبا عن أنفنا أنهم من النخبة فى التهليل. وبعد أن ظهرت الأغانى «للسيسى» وحفظها الشعب وأصبح يغنيها يوميا ,فيعتدى الإخوان على من يغنيها ووصلت أحيانا لحد الحرق والقتل لمن يعلق صورته وكان ذلك كله قبل أن يرشح نفسه!. والنخبة التى تحيط بالأخ «حمدين» يدافعون عنه عن طريق التشكيك فى كل ما سيحدث من الآن. ينشرون قائمة من الأكاذيب ربما يرد عليهم أحد من الجهة العكسية فيساعدهم بذلك على نشرها أكثر صدقت هذه النخبة أن الناس تتلقف مقالاتهم وكلماتها بفارغ الصبر فيغيرون دفتهم إلى «حمدين». بينما الواقع غير هذا تماما فغالبية الشعب بكل بساطته وكل إحساسه قد اختار «السيسى» وهو الذى دعاه للرئاسة,وفى حين يحرص «السيسى» على الحذر لأنه تعرض مرتين للقتل وينتظر أن يتعرض له فى المستقبل. نرى الأخ «حمدين» ينزل وسط الجماهير وهو آمن من كل شر. أم ترى أن الإخوان وأمريكا والغرب وحماس وتركيا وقطر تخشى أن ينجح الأخ فيقلب الموائد عليهم؟! والنخبة عندنا ينقسمون إلى قسم يقف إلى جانب الأخ «حمدين» وقسم آخر مع «السيسى»، وكل منهما يهدف إلى أن يصل إلى منفعته. ويبقى القسم الثالث الذى يتحدث بصوت هادئ ويتكلم برزانة وعنده ما يقوله وينصح به الناس وحتى «السيسى»، لأنهم النخبة الحقيقية فى هذا البلد. أما النخبة الأولى والثانية فهما يشبهان بعضهما. يطلبان المنفعة لكن الأذكى منهم ايمشون خلف الشعب لأنهم عرفوا من سينتخبه مبكرا. الأخ «حمدين» خلع القناع الذى كان يضعه على وجهه فصار لا يكتفى برفع صوته، بل يصرخ وهو يدعو الناس للثورة التى فجرها سيادته، ويلقى الاتهامات على خصمه فيتهم «السيسى» والجيش والشرطة والشعب معا بأنهم سوف يسقون الناس حاجة أصفرا!! ويبقى بعض الشباب الذين يتلهفون أن يصبحوا من النخبة، أنظر إليهم وهو يتحدثون فى برامج التليفزيون فيدلون بدلوهم فى كل أمر وتسمعهم فتدرك أنهم لا يعلمون أى شيء عن مصر، ولا تاريخها لكنهم معجبون بأنفسهم، وبدور المناضلين الذين يواجهون كل الأعداء فى الداخل والخارج، وقل لى الآن ما الفرق بينهم وبين الإخوان الذين لا يفكرون ولا يقتنعون إلا بما يقوله لهم الأخ مرسى العياط؟. النخبة تتكون من العلماء والمثقفين والمفكرين الذين يقدمون خبرتهم وعلمهم لصالح بلادهم وغالبا بصوت هادئ، وليس عيبا أن يكون عدد الشبان من بينهم قليلا, فهم مشغولون بالثورة أكثر من العمل والمعرفة. رحم الله الشاعر أحمد فؤاد نجم الذى سئل فى برنامج تليفزيونى لمن صوت فى الانتخابات السابقة فقال «مرسى» وكان السؤال الثانى ولماذا انتخبت مرسى فرد فورا وهو يضحك بخجل حتى يغلق السؤال المحرج فقال «أصلى كنت حمار». كان الشاعر قد بدأ حياته ولا علاقة له بالسياسة يكتب الأزجال فى مدح فريق الأهلى ولما اختلط فى السجن ببعض الثائرين, راح يكتب الشعر بالعامية فى الثورة والنضال فاكتسب شعبية أكبر من شعبية الأهلى بكثير وصارت أغانيه على كل لسان. ولا عجب فقد انحاز وقتها للناس الغلابة الذين كان واحدا منهم، وبالطبع ضايقته السلطة الحاكمة وقتها، ومر الوقت فأصبح الشاعر الشعبى مثقفا ثوريا يعد من النخبة يزور بلاد العالم ويظهر على الشاشات ويكتب المقالات ويدعى إلى كل المناسبات وتطبع أشعاره وتناله الجوائز الخ. لكن الحمد لله أنه أخيرا وقبل أن يودع الحياة نطق بالحق فهل يتعظ بعض الشباب؟.