يحيي المثقفون والأدباء اليوم الذكري الواحدة والثلاثين لرحيل ثائر الجنوب وأمير شعراء الرفض أمل دنقل الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم بجسده وبقيت ذكراه وأعماله خالدة في أذهاننا ترددها الأجيال في ثورة 25 يناير وفي ميادين الثورة كلها، الشاعر الذي كسر كل القيود المحيطة به في مواجهة الظلم منذ نعومة أظافره فقد كان يدرك دائما أن قوته في شعره، وظل رافضا لكل أشكال القمع والديكتاتورية ومخلصا لشعره، محبا لبلده، يكره الذل والخنوع ويأبي أن يعيش مغمض العينين عمن حوله لذا أصبح خالدا بشعره وإبداعه. ويقول أنس دنقل شقيق الشاعر: بدلا من الحديث عن الحياة الخاصة للأديب أو الفنان أعتقد أن الحقيقة الوحيدة الثابتة في حياة المبدع هي إبداعه الباقي للأجيال وعلي هذا المستوي في العام الماضي أسعدني أنني أنجزت كتابين هامين لأمل دنقل وهما كتاب «حوارات أمل دنقل» وهو جمع للحوارات الصحفية القليلة التي أجريت مع أمل دنقل في حياته والمنشورة في الصحف والمجلات العربية من المحيط إلي الخليج وهذا المجهود استغرق مني سنوات عديدة من الجهد الدؤوب، وفي هذه الحوارات يلقي أمل دنقل الكثير من الضوء علي مسيرته الشعرية وعلاقاته بالعديد من الأدباء، اضافة لعلاقته بالمرأة كأم وحبيبة وأصدقائه الشعراء والأدباء، وقد صدر هذا الكتاب في البداية علي نفقتي الخاصة ثم أعدت إصداره مؤخرا ضمن مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكتاب الثاني هو ديوان أمل دنقل بعنوان «قصائد لم تنشر» ويضم هذا الديوان مخطوط ديوان العيون الخضر ويحمل بواكير إبداعات أمل دنقل في مطلع الشباب بداية من عام 1956 حتي نهاية 1962، ويبقي أن نتذكر أن أمل كتب هذا الديوان وعمره لم يتعد الثانية والعشرين، ساعتها ستشعر في حروفها ببكارة الكلمات ووهج الشعر الصادق بعيدا عن أي صنعة ويكفي أن تضم أشعار هذا المخطوط الشعري قصائد سبق نشرها ضمن الأعمال الكاملة مثل كلمات «سبارتكوس الأخيرة» ومن بين قصائد تلك المخططة التي نشرت مؤخرا قصائد مثل «أين المسيح» وقصيدة «الآخرون دائما» وغيرها، أما الجزء الثاني في الديوان الصادر فهو قصائد متفرقة ضمن الأعمال الكاملة لأمل دنقل وسيصدر هذا الديوان خلال هذه الأيام عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.