يعود اسم اللواء خليفة حفتر للأضواء مرة أخرى فى ليبيا فى إطار الصراع الدائر هناك الآن، وان كان اسمه يتردد منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافى قبل نحو 3 سنوات. ولد خليفة حفتر عام 1949، وينتمى إلى قبيلة الفرجانى الليبية، وكان ضمن مجموعة الضباط الليبيين التى أسقطت عام 1969 نظام الملك إدريس السنوسي، منهية بذلك عقودا من الملكية، وهى الثورة الليبية التى أرسى بها القذافى حكمه لليبيا لنحو أربعة عقود. وتقول بعض المصادر إن حفتر شارك فى حرب أكتوبر عام 1973 ضمن مساهمة الجيش الليبى فيها. وكان «حفتر» أحد قيادات التدخل العسكرى الليبى فى تشاد نهاية الثمانينيات من القرن الماضى بسبب الخلاف على إقليم أوزو المتنازع عليه. ومع انقلاب الأوضاع فى تشاد، عانت القوات الليبية من نقمة العسكريين التشاديين المتصارعين على الحكم، ونقل «حفتر» مع عدد من الضباط الليبيين بطائرات عسكرية أميركية إلى زائير.ومنذ خروجه من تشاد عام 1988، انشق «حفتر» عن الجيش الليبى وعاش فى الولاياتالمتحدة لنحو عقدين قبل العودة إلى ليبيا بعد انتفاضة 2011.لم يكن اسم حفتر بارزا كآخرين عارضوا القذافى وانشقوا عنه فقام بتصفيتهم أو عانوا من ملاحقته لهم. وشكل «حفتر» «الجيش الوطنى الليبي»، معتبرا أن القذافى لم يبن جيشا واعتبر مقربا من جبهة الإنقاذ الليبية المعارضة فى الخارج.ومع انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافى فى ليبيا عام 2011، عاد «حفتر» من منفاه وتبوأ منصب قائد القوات البرية فى القيادة العسكرية العامة لمقاتلى المعارضة الليبية. وفى مطلع عام 2012 أوصى حوالى 150 ضابطا من الجيش بتعيين اللواء خليفة حفتر رئيسا للأركان، لكن السلطات الانتقالية وقتها رفضت ذلك وعينت ضابطا آخر فى المنصب. وعاد «حفتر» للواجهة مرة أخرى مطلع العام الماضى لدى دعوته لتحرك عسكرى ضد السلطة الليبية الجديدة، حيث ظهر فى خطاب تليفزيونى يعلن تعليق عمل الحكومة وكذلك أعلن عما أسماه «خريطة طريق» جديدة لمستقبل ليبيا السياسى، إلا أن محاولته لم تكلل بالنجاح، وسخر منه رئيس الوزراء وقتها على زيدان الذى انتهى به الأمر هو نفسه مخطوفا من قبل جماعات متشددة ثم مطرودا من قبل المجلس الوطنى الانتقالي. ويقدم اللواء المتقاعد من الجيش الليبى خليفة حفتر نفسه باعتباره «منقذ» ليبيا من الجماعات المسلحة التى تزرع الفوضى، فى حين تتهمه السلطات الانتقالية بتدبير محاولة انقلاب للاستيلاء على السلطة. وشن اللواء «حفتر» الذى شارك فى الثورة على نظام معمر القذافى فى 2011 الجمعة الماضى عملية عسكرية ضد مجموعات وصفها ب«الارهابية» فى بنغازى التى اصبحت معقلا للعديد من المليشيات الإسلامية التى تملك أسلحة ثقيلة. وأوقعت المعارك بين الجانبين 79 قتيلا و141 جريحا. ويرد «حفتر» الذى يعتمد على ضباط سابقين فى الجيش الليبي، على اتهام السلطات له بالرغبة فى اغتنام حالة الفوضى التى تشهدها البلاد منذ اشهر لتنفيذ انقلاب، بأنه لا يسعى لتولى السلطة وهو فقط يستجيب «لنداء الشعب». وكان «حفتر» خريج الاكاديمية العسكرية ببنغازى والذى تدرب فى الاتحاد السوفيتى السابق، قد شارك فى انقلاب 1969 الذى أطاح بالملكية فى ليبيا وحمل معمر القذافى إلى السلطة. وتابع اثر ذلك مسيرته فى الجيش. وكان خلال الحرب الليبية التشادية (1978-1987) على رأس وحدة حين تم أسره من قبل القوات التشادية. وتخلت عنه حينها القيادة الليبية وقالت انه لا يتبع جيشها.وتمكن الامريكيون من تحريره فى عملية لا تزال لغزا حتى اليوم. ومنحوه اللجوء السياسى فى الولاياتالمتحدة حيث انضم إلى حركة المعارضة الليبية فى الخارج. واتهمه نظام القذافى ثم الثوار السابقون بانه عميل للمخابرات المركزية الامريكية.