أظهر بحث طبي جديد ان عمر الزوج قد يمثل عاملا مهما يؤثر على خطر إصابة زوجته بتسمم الحمل الناتج عن ارتفاع ضغط الدم الشرياني قبل الولادة وان الولادة المبكرة قد ترفع خطر الإصابة فيما بعد بارتفاع ضغط الدم. ويقول الدكتور جمال شعبان أستاذ أمراض القلب ومساعد عميد معهد القلب القومي ان ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل الذي يعرف بسابق التشنج الحملي أو تسمم الحمل يؤثر على حوالي 70% من النساء الحوامل ويعرض الأم والطفل للخطر وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى نوبات تشنجية تسبب الوفاة، ووجد الباحثون بعد الأخذ في الاعتبار عمر الأم وعوامل الخطر المعروفة ان خطر الإصابة بتسمم الحمل كان 24% في في حالات الحمل التي تراوحت أعمار الأزواج فيها بين 35 و44 عاما ووصلت هذه النسبة إلى 80% في حال كان عمر الزوج 45 عاما وأكبر مقارنة بحالات الحمل التي ضمت أزواجا تراوحت أعمارهم بين 25 و34 عاما وتتمثل أحد التفسيرات المحتملة لتأثير عمر الزوج على مضاعفات الحمل في ان معظم الحيوانات المنوية تكون تالفة بسبب الطفرات الوراثية التي تحدث مع تقدم الرجل في السن او لأسباب بيئية مثل المبيدات الحشرية والاشعاع والحرارة العالية حيث تزيد هذه الاعتلالات بطريقة ما خطر إصابة الأم بتسمم الحمل ويضيف الدكتور جمال شعبان أظهرت الدراسات ايضا ان خطر إصابة المرأة بتسمم الحمل يزيد عند إصابة والدتها او جدتها لوالدها بهذه الحالة وان حوالي 12% من حالات تسمم الحمل قد تظهر نتيجة للخطر الإضافي المرافق لتجاوز الرجال سن الخامسة والثلاثين مقارنة مع حوالي 50% من الحالات المرتبطة بالخطر الزائد من الأمهات الكبيرات في السن، وبشكل غير متوقع لاحظ الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة علم الوباء ان خطر التشنج الحملي كان أعلى بحوالي 25% عند النساء اللاتي كان أزواجهن صغارا في السن أي من تراوحت أعمارهم بين 15 و24 عاما مقارنة مع المجموعة التي تراوحت أعمار الرجال فيها بين 25 و34 عاما. ويوضح الدكتور جمال شعبان ان دراسة سويدية أجريت على الرجال قالت إن الولادة المبكرة قد ترفع من خطر الإصابة فيما بعد بارتفاع ضغط الدم، وأوضحت ان الرجال الذين ولدوا قبل موعد الولادة بفترة كبيرة أي بعد فترة حمل اقل من 29 أسبوعا ارتفع إلى المثلين عندهم خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يرفع بدوره من خطر الإصابة بأزمات قلبية وسكتات وأمراض أخرى. وقالت الدراسة إن خطر الإصابة بضغط الدم ارتفع بنسبة 45% في الرجال الذين ولدوا بعد فترة حمل مدتها بين 29 و32 أسبوعا، ووصلت النسبة إلى 33% لمن ولدوا بعد حمل مدته بين 33 و36 أسبوعا وأوضحت الدراسة ان الولادة المبكرة هي عامل جديد قد يساعد على الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومن غير المحتمل التوصل للعلاقة بين الولادة المبكرة وارتفاع ضغط الدم عن طريق التاريخ المرضي للاسرة او العوامل الجينية ولكن من المحتمل ان الولادة المبكرة هي السبب فى انخفاض وزن الطفل الوليد فهؤلاء الذين يعانون من انخفاض في الوزن حال ولادتهم بما يعادل أقل من 2500 جرام لديهم نسب أعلى من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في أوقات متأخرة من حياتهم، وهذه النتائج تعد دليلا أكبر على ان الأطفال الذين يولدون منخفضي الوزن ربما يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في أوقات متأخرة من حياتهم نظرا لإصابتهم بارتفاع ضغط دم حال شبابهم.