وجه المعارض السوري وليد البني، المتحدث الرسمي السابق باسم "إئتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية"، رسالة إلى ايران والمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا، مفادها ان سوريا القادمة ليست عدو احد منهم ولن تكون حليفاً لأحد منهم ضد الآخر، لأن ما جرى من دمار يحتاج إلى عشرات السنيين وتركيز الجهد والعقل السوري كاملاً من اجل إعادة البناء. وأضاف أنهم جاءوا إلى مصر لتوجيه الدعم العربي باتجاه إيقاف ما يجري على الأراضي السورية وايضا حتي لا تتأثر الخلافات الإقليمية وتعكس نفسها داخل المعارضة السورية. جاء ذلك في تصريحات صحفية للدكتور وليد البني اليوم الاحد عقب استقبال وزير الخارجية نبيل فهمي لمجموعة من الشخصيات السورية الوطنية المستقلة منهم الشيخ معاذ الخطيب، والدكتور هيثم مناع، والدكتور عارف دليلة والفنان جمال سليمان - وردا على سؤال حول الدعم السعودي والعربي والإقليمي للمعارضة السورية. واشار إلى ان وفد المعارضة السوري الوطني جاء للقاء الوزير فهمي لتشجيع الإدارة المصرية المتوفرة للعودة لممارسة دورها البناء على صعيد حل الأزمة السورية. أكد الدكتور وليد البني المعارض السوري ان المجلس الوطني للعلاقات الخارجية المصرية دعا مجموعة من شخصيات المعارضة السورية للقاء في مصر لإعادة القضية السورية للسياسة والإعلام المصرية مرة اخرى بعد ان بدأت مصر تتعافى حقيقية، قائلاً "وهناك يبدو نية لدى الأخوة المصريين بالعودة إلى دورهم العربي من خلال نشاط وزارة الخارجية". ووصف لقاءه بالوزير فهمي بالبناء حيث أحاطه الوفد السوري بآخر التطورات التي تحدث في سوريا ونظرة المعارضة السورية لما يجري وكيفية ان تكون مصر مساعد في حل الأزمة السورية وإيقاف ما يجري من تدمير، مضيفا ان الوزير فهمي كان مستمعا جيدا ولديه فكرة كاملة عن ما يحدث. وحول وجود أمل لحل سياسي بعد استقالة الأخضر الإبراهيمي، قال وليد البني ان استقالة الإبراهيمي ليست مريحة لنا ولكننا لن نفقد الأمل ومازلنا نعتقد اننا علينا القيام بما يجب وذلك بالتعاون مع كل محبي سوريا سواء في مصر او مع الأخوة العرب من اجل إيقاف المجزرة التي تحدث في حق الشعب السوري وتمكينه من الوصول إلى ما يستحقه. ووجه رسالة إلى ايران والمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا ان سوريا القادمة ليست عدو احد منهم ولن تكون حليفا لأحد منهم ضد الاخر، لان ما جرى من دمار يحتاج الي عشرات السنيين وتركيز الجهد والعقل السوري كاملا من اجل اعادة البناء. واضاف انهم يريدون معارضة موحدة وطنية تنظر إلى سوريا المستقبل كدولة حيادية فيما يتعلق بالأديان والأعراق والطوائف ودولة مواطنة لكل السوريين. وأعرب عن اعتقاده ان وصول المعارضة السورية إلى هذه الفكرة ومحاولة بلورتها وإيصالها سواء للرأي العام السوري الخائف ان كان من الأقليات او المدنيين الذين يخافون من المستقبل او إيصالها لدول الجوار والإقليم والمجتمع الدولي وهي ان سوريا القادمة هي دولة ذات دستور حيادي عن الأعراق والأديان .. ذات دستور مواطنة سوريا، وان سوريا القادمة لن تكون حليف دولة لدولة إقليمية ضد اخرى. واوضح ان السوريين يريدون التركيز على اعادة بناء سوريا لكل السوريين دون الدخول في أحلاف اقليمية او ما إلى ذلك وان هذا ما يجب ان يصل إلى الأخوة العرب التي أدت خلافات بعضهم إلى مشاكل داخل المعارضة السورية نفسها. وردا حول رأي المعارضة في الانتخابات الرئاسية السورية التي ستجرى قريبا، قال وليد البني انها ليست انتخابات وانه لا يدري بالمنطق كيف يمكن اجراء انتخابات في بلد نصفه مدمر ونصف سكانه خارجه وغير قادرين عن التعبير عن آرائهم ، معربا عن اعتقاده بان هذه الانتخابات لن تقدم و لن تأخر، ووصفها بأنها استفزاز اخر من قبل النظام لمشاعر السوريين والمشاعر الانسانية . واضاف انه بأي منطق عربي ودولي وإنساني ان يقتل نظام شعبه ببراميل متفجرة ويدمر قرى ومدن ثم يقول لشعبه انه سيجري انتخابات . وحول ما جرى في حمص وإذا ما كان يمثل نكبة للمعارضة، قال انه لا يعتقد ذلك على الإطلاق... و"انه سواء حمص كانت مع قوات المعارضة او النظام فنحن ننظر إلى سوريا كدولة واحدة.. ولا اعتبرها نكبة بل هي مشكلة حقيقية بأن هناك سوريين يقتلون بعضهم وهناك مدن سورية تدمر، ولكن لا ننظر ان سوريا ستقسم بين أراضي سيسطر عليها النظام واخرى ستسيطر عليها المعارضة ." وقال الدكتور وليد البني ان هناك معركة فرضها النظام على شعبه و تم استغلالها من قبل من لا يريد خير للشعب السوري، مضيفا انهم يعلمون حاليا بالتورط الإيراني وبتورط حزب الله المجموعات الإرهابية القاعدية مثل داعش وبقية التنظيمات الاخرى. واشار إلى انه قد يكون هناك مصلحة لبعض الدول الإقليمية وللقوى الدولية بان يجعلوا من سوريا ساحة حرب لاستنزاف خصومهم، مضيفا "انه اذا أرادت اسرائيل ان تقتل الف عنصر من حزب الله كان ذلك سيكلفها 20 مليار دولار ومائة قتيل إسرائيلي، هؤلاء سقطوا مجانا على الارض السورية، ولو أرادت الولاياتالمتحدة ان تقتل 5 آلاف عنصر من القاعدة من متطرفين جهاديين إسلاميين في العراق او أفغانستان لقتل الف جندي أمريكي وخسرت الف مليار دولار." وأكد ان الخاسر الوحيد هو الشعب السوري ومستقبل الأجيال السورية . وحول إمكان حسم النظام للوضع الميداني لصالحه، أعرب المعارض السوري عن اعتقاده انه لا احد يستطيع ان يحسم الوضع حتى لا تكون هناك دولة إقليمية دولية للحسم، موضحا انهم يريدون حلاً سياسياً يوقف ذلك بغض النظر عن من سينتصر ولا يريدون حسما عسكريا وان يدخلوا في قصة غالب ومغلوب حتي لا تستمر المعركة. واضاف انه يريد حلاً سياسياً يعكس تطلعات الشعب السوري كأي شعب في المنطقة او العالم بحيث يتمكن من إنهاء نظام مستبد وفاسد والا يقع تحت سطوة التنظيمات الإرهابية او الجهادية. وردا على سؤال حول رغبة النظام في استسلام المعارضة باعتبارها ارهابية فيكف يتحقق الحل السياسي، قال ان النظام يريد استسلام المعارضة وإعادة استعباد الشعب السوري مرة اخرى، وان هناك قوى مسلحة تريد إقامة دولة الخلافة الاسلامية ودولة السيف والقاعدة، مضيفا ان هنا تكمن المشكلة لان سوريا وشعبها يتعرضون إلى وحش برأسين احد هذه الرؤوس هو النطام - الذي استخدم كل المحرمات ضد شعبه وقتله بطريقة قاسية لا تعبر عن انتمائه له - والآخر تنظيمات ارهابية جرى استقدمها الي سوريا وجرت الثورة السورية باتجاهها وتريد ايضا فرض على سوريا ما لا تريده. وقال المعارض السوري وليد البني انه على السوريين والعرب المخلصين الذين يريدون مصلحة سوريا مساعدة الشعب السوري لمنع هذا الوحش ذو الرأسين من تدميرها.