فى كواليس الحياة يعيش ملايين المصريين.. أفنوا عمرهم عملاً وكدحاً، ومع ذلك لم يحققوا ثراء ولا ثروة. بعضهم لا يملك بيتاً يؤويه، وبعضهم لا يحتكم في الدنيا سوي علي ملابسه التي يرتديها وساعديه اللذين يعمل بهما، وساقيه اللتين تطوفان به أرض الله الواسعة. كثير منهم بلغوا أرذل العمر.. وهن العظم منهم وخارت قواهم، ومع ذلك لا يمتلكون رفاهية التوقف عن العمل و«الشقاء» ولو للساعة، لأنهم لو توقفوا فسيموتون جوعاً. هؤلاء العائشون علي الهامش لم تفقدهم قسوة الحياة، عشقهم لمصر، ولم تمنعهم من الحلم بغد أفضل.. ولهذا أجمعوا أمرهم وسارعوا بالوقوف في محطة انتظار الرئيس القادم علي أمل أن يحقق لهم الرئيس الجديد أحلاماً بسيطة ينتظرون تحقيقها منذ عقود طويلة. وعندما خرج ملايين المصريين في 30 يونية ليطيحوا بمن سرق منهم الأمل وأظلم عليهم حياتهم، لم يكن لديهم تصور لما سيحدث في اليوم التالى، فقد كان خروجهم من أجل اقتلاع ظلام اليأس وبحثاً عن مستقبل أفضل.. وعندما خرج الفريق «السيسى» -آنذاك- ليعلن انحياز الجيش لشعبه، ثم خرج بعد ذلك ليعلن ترشحه للرئاسة.. شعر المصريون أنهم قد استعادوا بلدهم مرة أخرى وتجددت آمال البسطاء وشعروا بأن أحلامهم يمكن أن تتحقق علي يد «السيسي» الذي يملك بالفعل العصا السحرية، وهي إرادة المصريين وإصرارهم علي تغيير الواقع الذي يعيشونه.. فما هي تلك الأحلام وكيف ينظرون إلي السيسي؟ هناك ملايين من البسطاء والفقراء يعيشون علي هامش المجتمع في لحظة ترقب وانتظار، يرون في «السيسي» الأمل الذي يحلمون به. وأحلامهم بسيطة لا تحتاج في تحقيقها سوي رئيس حازم في قراراته يدرك تماماً طبيعة الشعب المصرى.. فالحاجة أم نادية -بائعة الخضار- تجلس عند ناصية الشارع خلف قفص من الخضار، تملأ وجهها شقوق السنين سألناها عن أحلامها التي تتمني أن يحققها السيسى فقالت: أريده أن يصلح حال البلد ويا ريت كل الشباب يجدون فرص عمل، فالحالة الاقتصادية تقف حائط سد أمام طموحاتهم. وتضيف: «إحنا اتبهدلنا كتير، فياريت «السيسى» يحس بمعاناة الناس». ميلاد زاخر، بائع الخضار، رجل بسيط لا يحتاج سوي الستر والصحة وتأمين مستقبل أولاده، وعندما سألناه عن أحلامه التي يريد من «السيسى» تحقيقها، قال: أتمني أن يوفر فرص عمل للخريجين، فإذا تحسنت أحوالهم، سينعكس ذلك علينا. وأضاف: «السيسى» وحده هو القادر على خدمة المصريين لما لديه من مصداقية.. لذا كلنا نقف معه وندعمه لمواجهة هذا الإرهاب. وواصل: يجب علي «السيسى» أن يعيد ضباط الشرطة الذين تم إجبارهم علي الاستقالة في عهد مرسى، وذلك حتي يعودوا إلى أماكنهم مرة أخرى ويتصدوا لتلك الجماعة الإرهابية. أما أم أحمد، بائعة الخضار، فتقول: نفسي «السيسي» يقوم بهدم كل العشوائيات ويبني مساكن للبسطاء بدلاً من نومهم علي الرصيف.. أتمني أن ينظر للغلابة والعاطلين، فالناس «جعانة» واحتياجاتهم «كتير»، باختصار نريده أن ينحاز للبسطاء وربنا يحميه، وينصره، ويجعله نصيرا للغلابة. أما أم محمد، بائعة التوت، فتقول: نفسي مصر تسترد مكانتها بين دول العالم، ويارب «السيسى» ينجح في القيام بذلك، عايزين مصر ترجع زي زمان أم الدنيا. ورفعت «أم أحمد» يديها إلي السماء وقالت: «يا رب ينصلح حالنا ويقف «السيسي» مع الغلابة عشان خاطر أولادنا يعيشوا في حياة كريمة. جمعة، بائع الخضار، يقول: أثق في السيسي لذا كلنا سنقف معه فقد انحاز لإرادة الشعب، وتعهد بألا ينسى البسطاء، لذا تعلقت آمالنا به، فقد أنقذ مصر من حرب أهلية، وأعطانا الأمل في مستقبل أفضل، وربنا ينصره علي الإخوان. تقول أم جمعة، بائعة البيض: نفسي السيسي يصلح حال الشباب والبلد بأكمله، فقد مرت علينا ظروف صعبة وكدنا أن نفقد الأمل لولا تدخل «السيسي» ووقوفه مع الشعب المصرى، وكلنا معه ونتمنى أن يعم الخير للجميع وإحنا مش عايزين غير الستر ومستقبل أفضل لأولادنا. أما الحاجة أم عصام، بائعة الخضراوات، فقد تنهدت وكأنها تحمل بداخلها أعباء الدنيا كلها وقالت: لقد تعبنا من «الشقا» عايزين «السيسى» يهتم بالناس الغلابة ويعمل لنا «معاشات» ونجد العلاج متوفراً عندما نحتاجه، باختصار نريد من يشعر بمعاناتنا ويخفف عنا، فمن حقنا الحصول على قوت يومنا دون ذل أو مهانة.