أثبتت الأيام أن مصر العظيمة بماضيها وتاريخها هى مصر العظيمة بحاضرها، ومواقفها. فبقدر حجم المصاعب التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة.. فإن قيمة مصر وشعبها.. تقاس بالصمود والقدرة على الخروج من الظلام الى النور.. والقضاء على كل أشكال وأفعال التآمر عليها.. وفي نفس الوقت التقدم بنجاح في بناء خارطة المستقبل. فعندما تتكاتف قوى عدائية متعددة.. من أجل أن تعبث بكيان الدولة المصرية، ليس فقط بزرع الفوضى التي سموها «خلاقة».. ولكنها في واقع الأمر مدمرة للبلاد.. ومشردة للعائلات ومُضيعة للشباب.. والأمثلة مجسدة أمام أعيننا لما حدث في العراق.. وما يحدث الآن في سوريا وليبيا!! وكانت مصر هى المستهدف الرئيسي لقوى الشر التي أرادت الهيمنة على المنطقة بأكملها.. وتعتبر مصر هى «الجائزة الكبرى» إذا أسقطتها في براثن الفوضى ودفعتها للحرب الأهلية. ستتمكن ليس فقط من مصر «أم الدنيا» ولكن من المنطقة بأكملها.. وكما عبر الأشقاء في الدول العربية.. بأنه إذا انكسرت مصر.. انكسرت معها الأمة العربية.. ونصبح جميعاً أمة يقودها الأقزام، والمتآمرون في المنطقة!! ومن أكبر الصدمات التي واجهت مصر في هذه المرحلة من تاريخها أن يأتي التآمر عليها من داخلها.. من استطاعوا الخداع في أدنى درجاته.. باستخدام «الدين» وسيلتهم ليصلوا إلى مبتغاهم.. فكانت جماعة الإخوان الارهابية هى الخنجر الذي يُطعن به الشعب المصري في ظهره!! وهم أعلنوها صراحة إما «يحكموننا.. أو يقتلوننا» وطالما أن الوطن يمثل لديهم مجرد «حفنة تراب». فكان هدفهم السيطرة على مفاصل الدولة.. حتى يتمكنوا من بيعها وقبض الثمن.. من أعداء مصر!! وإني أرى أن ما تكشفت عنه الأحداث في الفترة بين الثورتين «ثورة 25 يناير 2011».. و«ثورة 30 يونية 2013» كانت نقطة تحول مهمة بالنسبة للشعب المصري.. لكي يستفيق من خداع جماعة أُنشئت بمساعدة المحتل البريطاني في عام 1928، ومنذ بداية نشأتها كونت جهازاً سرياً وجهه للتدمير والقتل.. لمن يقف أمام جرائمهم أو حتى يعارضهم ويكشف عن مساوئهم!! ومنذ ذلك الحين، وجماعة الإخوان الارهابية تستعد للانقضاض على الوطن، بكل أساليب الاستغلال والكذب.. والتباكي والخداع على ما أصابهم من مظالم.. فنالوا مساندة من كثيرين في داخل مصر.. ومن دول عربية وإسلامية!! ولكن منذ استولوا على حكم البلاد.. ظهرت أهدافهم فيه.. ولم يتورعوا عن التآمر على أعداء مصر عليها، فالأمر الأول.. وعلى سبيل المثال.. يدفعون بالشباب المغرر بهم في الجامعة وخارجها إلى ارتكاب جرائم يحاسب عليها القانون.. ويتسببون في ضياع مستقبلهم، في حين كانت قيادات جماعة الإخوان الارهابية تسعى للهروب من البلاد.. ومن قبض عليهم يوالون ارسال دعوات من محبسهم في الاستمرار في إشاعة الفوضى وخرق القانون بكل الوسائل الاجرامية.. بدون تحسب لمصير من يرتكبونها من الشباب.. وما سوف يصيبهم من سوء.. وضياع آمالهم في المستقبل، ولأول مرة يسجل التاريخ أن فئة من شباب مصر تقف ضد مطالب الشعب والإجماع الوطني، ومن المؤكد أنه سيجىء الوقت.. الذي ستتضح الحقائق للشباب الذين يضحون بمستقبلهم في سبيل جماعة تسعى لهدم الوطن.. ونصرة أعدائه على شعبه!! والأمر الثاني: ان جماعة الاخوان الارهابية والموالين لها.. وكذلك دويلة قطر.. يبذلون محاولات مستميتة بنشر صور اعلامية كاذبة ومضللة عن الأوضاع، والتطاول بصورة فجة ومتدنية على مؤسسات الدولة الرئيسية كالجيش والشرطة والقضاء، وأن ثورة 30 يونية المجيدة التي سجلت كأكبر حشد شعبي في تاريخ البشرية اعتبروها بجهل وتآمر «انقلاباً» وهناك خشية.. أن يؤثر ذلك على تضليل العالم الخارجي والتعبئة غير الحقيقية ضد مصر.. ونحن على دراية بما تنفقه «قوي الشر» من أموال.. لشراء الذمم الخربة ولكن كل ذلك لن يخفى الحقائق.. وهذا يتضح يوما بعد يوم فكون أن جهات خارجية متعددة أبدت استعدادها للتواجد في الانتخابات الرئاسية مثل الاتحاد الأوروبي اعتراف منها بخارطة الطريق!! الكلمة الأخيرة علينا أن نتأكد.. أن ما يشاع من أكاذيب عن مصر من أعداء الوطن لا يمكن أن يغير الحقائق.. فسفارات الدول الخارجية في مصر على علم تام بحقائق الأمور فهم متواجدون معنا.. راصدون لكل ما جرى، وإذا كانت الأمور اختلطت في وقت ما.. فلن يستمر ذلك طويلاً.. فما ترتكبه جماعة الاخوان ليس خفياً على أحد.. إلا لو كان تعمداً لتحقيق مصالح. ولذلك فلنتوقف عن جلد انفسنا.. ولنسر في طريقنا بكل ثقة وإيمان باستكمال خارطة المستقبل!! عظيمة يا مصر