استغاث اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان بالفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، وطلب منه الدفع بتشكيلات من القوات المسلحة بعد تصاعد الاشتباكات بين قبيلة الدابودية النوبية وقبيلة بني هلال في منطقة السيل الريفي، وارتفاع عدد الضحايا من القبيلتين إلي 21 قتيلا و31 مصابا. وعقد المحافظ اجتماعا مع القيادات العسكرية والأمنية والنقابية والشعبية لسرعة وقف نزيف الدم بين أبناء المجتمع الواحد وانهاء الخصومة ونبذ الخلافات. وقرر «يسري» تعطيل الدراسة في 17 مدرسة بمنطقة السيل الريفي. وكلف مسئولي «الصحة» في المحافظة بتوفير الرعاية الطبية للمصابين، ونقل أي حالات حرجة تحتاج للسفر إلي مستشفيات القاهرة أو أسيوط. وأشار إلي أن هناك أيادي خفية أشعلت الفتنة بين الطرفين، من خلال استغلال حداثة سن النشء والشباب. وتجددت الاشتباكات فجر أمس، اندلاعها الخميس الماضي، اثر مشاجرة طلابية بين أبناء قبيلة الدابودية النوبية وقبيلة بني هلال داخل المدرسة الفنية الثانوية الصناعية بعد تبادل طلاب ينتمون إلى القبيلتين كتابة ألفاظ وجمل تسيء إلى القبيلتين على جدران المدرسة وخارجها يوم الأربعاء الماضي، واستمرت المناوشات الطلابية حتى ظهر أمس الأول، حيث تحولت المناوشات إلى معركة بالعصي والطوب والحجارة والأسلحة النارية، بعد تدخل شباب وأهالي القبيلتين، وانتقلت الكتابات المسيئة من جدران المدرسة إلى جدران منازل القبيلتين. وأسفرت الاشتباكات حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول عن سقوط 4 قتلى من قبيلة الدابودية النوبية، ثم تفجرت حدة الاشتباكات مع الساعات الأولى من صباح أمس حين رد النوبيون على مقتل 4 منهم بقتل 14 شخصاً من قبيلة بني هلال، وأشار شهود عيان إلي إحراق عقار سكنى و7 منازل خلال الاشتباكات التي دارت في مناطق السيل الريفي وخور عواضة ومنطقة الصداقة الجديدة، وأوضحوا أن سيارات الإسعاف فشلت في نقل القتلى والمصابين من مناطق الاشتباكات نتيجة حدة المعارك واستمرار إطلاق النار الكثيف بين القبيلتين، كما تسببت حدة الاشتباكات والحشد المتبادل بين المتقاتلين في فشل قوات الشرطة في السيطرة على الموقف. وقال مراقبون للأحداث إن هناك دعوات تتواصل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالحشد والقصاص من قبل شباب القبيلتين. وكانت قد توجهت 5 تشكيلات من الأمن المركزي إلي موقع تجدد الاشتباكات الدموية بين القبيلتين بعد ساعتين ونصف الساعة من تجدد الاشتباكات في محاولة لتهدئة الأوضاع والسيطرة علي الموقف. وقال الحاج عوض عبدالظاهر من قيادات أبناء النوبة إنه توجه لمكتب اللواء حسن السوهاجي، مدير أمن أسوان لحثه علي سرعة التدخل الأمني، لكنه قابلهم بفتور شديد ولم ينتقل لموقع الأحداث إلا بعد 4 ساعات في رفقة قوات الجيش. وأكد عدد من شهود عيان بالمنطقة التي شهدت أعمال العنف تناثر جثث المتوفين في الطرق بعد استحالة وصول سيارات الإسعاف إليها نظرا لاستمرار إطلاق النار بشكل كثيف. وأشار شهود العيان إلي أنه تم إجلاء عدد كبير من الأسر المقيمة في المنطقة خشية وقوع أي اصابات أو قتلي بينهم. وخلت الشوارع تماما من المواطنين، خاصة منطقتي السيل الريفي والسيل الجديد. كما تم اغلاق السوق التجاري بمنطقة السيل وارتفع عدد القتلي إلي 21 قتيلا بعد قيام بني هلال بذبح شابين من أبناء دابود كانا محاصرين داخل أحد المساكن المشتعلة. وأوضح الدكتور مجدي مصطفي، مدير عام مستشفي أسوان الجامعي، أنه تم إجراء عمليات جراحية لاستخراج الطلقات النارية من المصابين. وأصدرت مجموعة من قيادات ورموز عائلات بني هلال ودابود النوبية بياناً مشتركاً على خلفية الاشتباكات الدائرة بين القبيلتين أكدوا فيها وجود أياد خفية وراء تفجر أحداث العنف بين أبناء القبيلتين، مشيرين إلى تورط عناصر اخوانية في نشر كتابات مسيئة للقبيلتين لإحداث فرقة بينهما. وقال سعد حسين، رئيس جمعية بني هلال بأسوان وعادل أبوبكر أحد القيادات النوبية البارزة بالمحافظة إن كتابات الإساءة كتبت بخط واضح ومن كتبها خطاط محترف بهدف إثارة المعارك بين النوبيين وبني هلال، وحملاّ الشرطة مسئولية تصاعد الأحداث ووقوع مزيد من الضحايا لقيامها بسحب القوات من مناطق الاشتباكات ليلا. وأكد بيان رموز وقيادات قبيلتي الدابودية النوبية وبني هلال على حسن علاقات الأخوة بين القبيلتين، وطالب البيان أبناء القبيلتين بالاستماع لصوت العقل وحقن الدماء والجلوس لطاولة التفاوض وعدم إعطاء الفرصة لمن يريدون بث الفتن بين أبناء أسوان لتحقيق ما يسعون إليه من فوضى وإراقة لدماء الأبرياء.