بينما تشهد أسواق السلع وأغذية البشر ركودا ملحوظاً مع حالة الانفلات الأمني في البلاد .. تعيش أسواق الكلاب حالة من الرواج.. حيث تلقي عمليات شراء الكلاب طلباً واسعاً بسبب الغياب الأمني وازدياد العنف وانتشار البلطجة والسرقات ما دفع بكثير من المواطنين الي اقتناء الكلاب خوفاً علي محالهم وسياراتها ومنازلهم بل وحياتهم.. وأصبحت الكلاب قاسماً مشتركاً في المشاجرات التي صارت تحدث لأتفه الأسباب حسن يوسف وعبدالرحمن سيد طالبان بمدرسة بهتيم الثانوية يقفان بمدخل سوق الكلاب بالسيدة عائشة يعرضان بضاعتهم للبيع.. »مانبيلا« كلب عمره ثلاثة أشهر وولف إنجليزي، ثمنه »600« جنيه.. وهو يؤكد أن سعره متدن عن الأحوال العادية حيث ان الذكر البالغ من هذا النوع ثمنه بين »4، 5« آلاف جنيه.. ويضيف يوسف وصديقه: مانبيلا يتمتع بتطعيمات وله شهادة ميلاد ولابد من اثبتاه علي جواز السفر اذا اردت ان أسافر به الي الخارج. السوق يعج بالحركة يقوم مجدي محمود بعرض كلبه من نوع »الرود فيلر« مقابل »3000« جنيه ويؤكد ان هناك أنواعاً يتراوح ثمن الكلب منها بين »15« و»30« ألف جنيه مثل البولدوج. أما أحمد صابر وحمادة طه فيقولان ان الحركة هادئة هذا الأسبوع لاقترابنا من شهر رمضان، ولو تحسنت الأحوال لزاد العرض والطلب ويكمل »طه« لقد بيع الأسبوع الماضي ذكر دنواه عمره سنتان ونصف بمبلغ »4000« جنيه. أما علي رشوان فيقول انه باع انثي من نوع شبرد جيرمن عمرها »45« يوماً بمبلغ »400« جنيه. ولو كان ذكراً بالغاً من هذا النوع فإن سعره يصل الي ثلاثة آلاف جنيه. وليست حركة البيع والشراء قاصرة علي سوق السيدة عائشة فقط الذي يقام يوم الجمعة من كل أسبوع فهناك حركة طوال أيام الأسبوع فقد وصلت تلك التجارة والهواية الي الأحياء الشعبية مثل روض الفرج وامبابة والوراق وشبرا. ويتعارف ملاك الكلاب في كل منطقة فيما بينهم كما يتعارفون مع الملاك في المناطق المجاورة لهم ولمعظم ملاك الكلاب أسماء شهرة تمثل بالنسبة لتجارتهم ما يشبه البراندنيم Brand Name أو الاسم التجاري الذي قد يشتق من اسم الكلب الذي يملكه أو من اسم المنطقة التي يسكن بها فمن طارق ويسكي في شبرا الي أيمن إسكان في الوراق مروراً بسامح كلبه في أرض الجمعية بإمبابة تتعدد الأنواع والأسماء التجارية. فطارق ويسكي أخذ اسم شهرته من اسم الكلب الأغلي عنده وهو »ويسكي« أما ايمن اسكان فجاء اسم شهرته إسكان من اسم المنطقة التي يقطن بها بالقرب من قسم الوراق وسامح كلبه بالطبع غني عن التعريف في منطقة أرض الجمعية بل في امبابة كلها. ويعلق »إسكان« بأنه لا يضايقه الاسم لانه عرف به وإذا ذكر اسم أيمن إسكان استدعي الي ذاكرة الحاضرين اسم كلبه »ماكس« ويقول أيمن عن ماكس انه مدرب علي ألا يخاف من سماع صوت اطلاق الرصاص بل انه مدرب علي ان يدخل الي جانبي في المشاجرات التي قد تحدث بالمنطقة وقد دخل معي مشاجرة ذات مرة وأصيب بضربة سيف سببت له جرحاً قطعياً كبيراً بأعلي الظهر ولكنه استطاع ان يصيب من ضربه بإصابة قاتلة ويضيف اسكان انه بعد قيام الثورة زاد الطلب علي كلاب الحراسة وفضلت الناس شراء الكلاب عن شراء السلاح وقد وصل سعر ماكس الي »4000« جنيه رغم ان عمره خمس سنوات وفي الظروف العادية لا يساوي هذا المبلغ بل نصفه لتقدم عمره ولكن ازدياد حوادث السرقة والبلطجة رفع الأسعار ولكني رفضت بيعه ويضيف اسكان ان أشرس كلاب الحراسة هو البيدبول وهو من أغلي الكلاب إذ يبلغ سعر الجرو »الكلب الولود« الذي يبلغ عمره شهراً فقط من »5000 6000« جنيه كما يبلغ سعر الجرو الرود فيلي من »3000 4000« جنيه عمر أسبوع ويضيف.. انه ايام اللجان الشعبية وقف ماكس وبوتشي وجينجر ككمين ثابت في منطقة الاسكان بالوراق وبالقرب من القسم بعد انسحاب الشرطة. ولم نحمل السلاح في هذا الكمين لأن الكلاب أفضل وسيلة للدفاع ومدربه علي الإمساك بيد من يرفع السلاح وعضه عضة تسقط السلاح من يده. أما علاء عبدالفتاح من الوراق فيقول انها بدأت عندي كهواية ثم تطورت الي حرفة وعرفت كل شيء عن عالم الكلاب وان اهم كلب لديه هو »بوتشي« وينحدر من أب يدعي »الدكش« وأم تدعي »جينا« وانه يجري لها تطعيمات نصف سنوية وان جينا ولدت عنده أربع مرات ومتوسط عدد المواليد »8« في كل مرة ومنها بوتشي بالطبع. وبوتشي هو كلب من نوع البوكر شديد القوة العصبية وشديد الشراسة لجينا وبوتشي والدكش شهادات ميلاد ورخص نحاسية وكارنيه ورقم مطبوع علي الرخصة والكارنيه الذي يحمل صورة الكلب وعمره واسمه، ويؤكد علاء عبدالفتاح ان من يمنح الرخص وشهادات الميلاد لا تقل درجته عن استشاري في طب وجراحة الحيوانات المنزلية وليس اخصائياً أو ممارساً عاماً وبكل ترخيص تعليمات عن التطعيم والوجبات وتحذير من تعرضه لضربات الشمس وتحذير من تدريب الكلب علي التدخين لأن حاسة الشم عند الكلب قوية وبعض أصحاب الكلاب يجعلونها تعتاد علي أن تستنشق دخان السجائر بنفخ الدخان أمامها واذا كان صاحبها يتعاطي البانجو أو الحشيش فان الكلب يمكن ان يدمن المخدرات وتبدو عليه حالات الخمول والكسل واحمرار العين ويقال عليه كلب »عامل دماغ«. أما محمد هاشم ومحمد ابوالنصر فيؤكدان ان هناك غرضاً اخر غير الحراسة والمشاجرات يدفع لاقتناء الكلاب وهو الدخول بها في مضاربات أو مراهنات فيتفق أصحاب الكلاب علي ان تتم حلبة مصارعة بين كلبين وتكون المباراة من جولة الي »6« جولات وغالباً تنتهي في الجولة الأولي، وهي إما ودية أو نظير مبالغ ماليه تصل احياناً الي خمسة آلاف جنيه أو نظير أخذ الكلب المهزوم ومراهنات النقود تنتهي غالباً بموت أحد الكلبين ليخسر الشخص فيها الكلب والرهان المالي.
