في الآونة الأخيرة انتشر العديد من الأعمال الدرامية «ثوب الأوبرا» والتي تشابه الي حد كبير الأعمال التركية من حيث عدد الحلقات التي تتجاوز ال60 حلقة الي جانب اهتمام صناعها بمفردات جديدة من حيث الإبهار في الديكورات الجديدة والتصوير بالإضافة الي القصص الرومانسية الممزوجة بالتشويق والإثارة، ومن ضمن هذه الأعمال «آدم وجميلة» للمخرج أحمد سمير فرج والكاتب فداء الشندويلي وحسن الرداد ويسرا اللوزي وميار الغيطي، العمل عرض في الموسم الماضي من دراما رمضان، وحقق نجاحا كبيرا خلال عرضه الأيام الحالية أيضا، فأصبح بالنسبة للجمهور في المنازل بديلا جيدا عن الأعمال التركية التي غزت سوق الدراما خلال السنوات الماضية، وأكد صناع هذه الأعمال، أن الهدف الأساسي من العمل هو القضاء علي الغزو التركي وتأكيد قوة وريادة الدراما المصرية، في هذا «الملف» سألنا مخرج ومؤلف العمل بالإضافة الي الأبطال عن رؤيتهم لهذه التجربة. فداء الشندويلي: السياق الدرامي الذي يحتاجه الجمهور في المنازل وبسؤال الكاتب فداء الشندويلي عن العمل قال: «آدم وجميلة» نموذج من الدراما الرومانسية التي تتماشي مع مطالب الجمهور في المنازل، والوقت الذي تم عرض العمل فيه، كانت معظم الأعمال الدرامية المطروحة تنحاز الي «الأكشن» وجرائم القتل، ولكني اخترت هذه النوعية من الأعمال، لأن هذا النموذج كان غير موجود خلال الموسم الماضي، وحقق نسبة مشاهدة جيدة ولكن خلال عرضه في الأيام الحالية جاءتني ردود أفعال قوية، وأعتقد أن الهدف الرئيسي الذي نجحنا في تحقيقه هو منافسة الدراما التركية وتأكيد قوة الدراما المصرية، ومن خلال هذه الأعمال المشاهد أكد أنه لا ينحاز الي الدراما التركية ولكنه ينحاز الي هذه النوعية من الأعمال بشكل عام، فهو يحتاج الي سياق درامي جديد وديكورات جديدة، ونسعي جميعا لأن تعود الدراما المصرية الي مكانها الطبيعي. وقال «فداء»: «آدم وجميلة» لم يكن العمل الأول في هذه التجربة ولكني بدأتها بمسلسل «زي الورد» الذي أعتبره دفعة قوية لي لمواصلة العمل في هذه النوعية من الأعمال الدرامية. أحمد سمير فرج: مجهود كبير أكد قوة الدراما المصرية وريادتها ومن جانبه أكد مخرج العمل أحمد سمير فرج أن العمل استغرق مجهودا كبيرا علي عكس الأعمال الأخري وقال: هذه النوعية من الأعمال تحتاج الي مجهود كبير والعمل لساعات طويلة بسبب طول الحلقات ووجود أحداث درامية كثيرة، فكل حلقة يوجد بها حدث جديد الي جانب استكمال أحداث الحلقة التي تسبقها، ولذلك هذه الأعمال تحقق نوعا من المعايشة مع الجمهور لفترات بعيدة، أما الأعمال الأخري تحقق نجاحا كبيرا أيضا ولكن غالبا ما يكون هذا النجاح خلال موسم العرض الأول لها، ولكن هذه الأعمال تعيش مع الجمهور بسبب مضمونها الدرامي الطويل والمتجدد حتي لا يشعروا بالملل، وهي خطوة إيجابية ستعود بشكل كبير علي الإنتاج الدرامي المصري وسحب البساط من تحت أقدام الدراما التركية التي استحوذت علي نسب المشاهدة بشكل غريب طوال السنوات الماضية، وسيكون للعمل جزء ثان بدأنا تصويره مع بداية العام الحالي حتي نتمكن من اللحاق بالموسم الدرامي الرمضاني القادم، ولا يوجد مانع لدينا أو لدي جهة الإنتاج من تقديم العمل بعيدا عن موسم دراما رمضان ولكن ظروف التصوير وطول فترته هي التي تجعلنا نؤجل العرض، وأتمني استمرار النجاح وتلبية رغبات الجمهور، لأنه من طالب من البداية بوجود هذه النوعية من الأعمال. حسن الرداد: استمرار هذه النوعية من الأعمال شهادة وفاة للغزو التركي الفنان حسن الرداد بطل العمل قال: هذا العمل تجربة جديدة بالنسبة لي عندما عرض عليّ من البداية شعرت بقلق شديد، لأني لم أقدم هذه التجربة بالإضافة الي ضرورة تقديمها بشكل جيد وإتقان الشخصية، صحيح أن الشخصية التي قدمتها في العمل قدمت العديد من النماذج التي تشبهها في أعمالي السابقة ولكن هذا العمل طابع مختلف ورؤية جديدة، وتعد هذه الشخصية هي من المحاور الرئيسية التي يقام عليها السياق الدرامي للعمل، فكان لابد من الإعداد الجيد لها، ولكن كل هذا كان في البداية، فبمجرد بداية التصوير، وجدت أن الجميع يريد أن يقدم شيئا يليق بمستوي وحجم الدراما المصرية، خاصة أن العمل سيعرض في معظم أنحاء الوطن العربي خاصة الدول التي تقوم «بدبلجة» الأعمال التركية، فكان لابد أن نقدم نموذجا قويا مصريا يؤكد أن فناني مصر والدراما المصرية قادرة علي مواكبة كل ما هو جديد، ولذلك قمنا بتقديم كل ما بوسعنا من أجل نجاح هذا العمل، وفي الحقيقة كانت هناك تجارب ناجحة في هذه النوعية من الأعمال شجعتنا علي القيام بهذا العمل، وأري حاليا ان تجربة «آدم وجميلة» شجعت آخرين أيضا علي تقديم أعمال مثل «ثوب الأوبرا» وأتمني لهم النجاح، بالإضافة الي الخطوة الإيجابية، الذي اتخذها معظم جهات الإنتاج والفنانين بعرض أعمالهم علي مدار الموسم خارج السباق الدرامي الرمضاني، لأن الدراما المصرية تأثرت كثيرا طوال السنوات الماضية بسبب حصرها في موسم واحد فقط، وهذا سبب ضعف القوة الإنتاجية خلال السنوات الماضية، فلا يوجد أساس نقف عليه طوال العام وبدأنا نشعر بمعالم البطالة مثل المزارع الذي ينتظر موسم العمل من عام لآخر، و لذلك أشعر بتفاؤل كبير خلال المرحلة الحالية وأتمني أن يكون القادم أفضل. يسرا اللوزي: العمل نقلة في حياتي الفنية ومغامرة كبيرة وقالت الفنانة يسرا اللوزي بطلة العمل: «جميلة» شخصية شعرت تجاهها بانجذاب كبير، لأنها نموذج من فتيات المجتمع المصري وتتمتع بصفات جيدة مثل «الرومانسية والعطاء والتضحية» وهي تقوم بأعمال كثيرة وتتحمل مسئوليات كبيرة بالرغم من كونها فتاة و هذا ما يؤكد قدرة المرأة علي القيام بأعمال كثيرة وتحمل المسئولية، فهذا الدور أعتبره نقلة كبيرة في حياتي الفنية، الي جانب أن العمل بأكمله يعتبر مغامرة كبيرة، لأنها تجربة جديدة علي كل الفنانين المشاركين في العمل، الي جانب أن هذا النموذج من الأعمال الدرامية حققت من خلاله الأعمال التركية نجاحا كبيرا في أنحاء الوطن العربي بأكمله، فكان لابد أن يظهر العمل في صورة تليق بسمعة الدراما المصرية، وهذا كان الهدف الأساسي من العمل وهو تأكيد منافسة وقوة الدراما المصرية و لفت انتباه الجمهور الي امكانية البعد عن الدراما التركية، لأن انتشارها بالشكل الملحوظ خلال الفترات الماضية كان يعود علينا كفنانين الي جانب أيضا جهات الإنتاج التي وجهت اهتمامها الي نموذج معين من الدراما وفي وقت واحد فقط، ونقوم حاليا بتصوير الجزء الثاني من العمل استكمالا للأحداث ولكن في سياق درامي جديد.