عقدت الجمعية البحثية المصرية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمى المؤتمر الدولى الأول للكبد بمشاركة الجمعية المصرية لسرطان الكبد والجمعية المصرية لسرطان والجمعية المصرية للفيروسات الكبدية بالإضافة إلى مدرسة الشرق الأوسط للكبد ومعهد الكبد القومى بالمنوفية والاتحاد الأفريقى لأمراض الكبد والجهاز الهضمى تحت رئاسة الدكتور بهاء عباس، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، والدكتور محسن سلامة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بقصر العينى، مقرر عام المؤتمر، والدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، وشارك فى المؤتمر أكثر من ألف طبيب متخصص فى أمراض الكبد والجهاز الهضمى على مدى أكثر من ثلاثة أيام. ويقول الدكتور بهاء عباس، رئيس الجمعية البحثية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى، لأول مرة يجتمع خمس جمعيات للكبد فى مؤتمر واحد، وأن المؤتمر يناقش أحدث المستجدات فيما يخص المرضى والأطباء ومناقشة كل ما هو جديد فى مجال الأدوية الحديثة لعلاج فيروس «سى» و«بى» وجهاز «سى فاست» التشخيصى الذى يعمل على تشخيص وجود فيروس «سى»، وأن المؤتمر سبقه ورشة عمل لمناظير الجهاز الهضمى التشخيصية والعلاجية وورشة عمل فى الأشعة التداخلية لعلاج أمراض الكبد. ويقول الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، إن جهاز القوات المسلحة لتشخيص فيروس «سى» لا علاقة له بأى حديث عن العلاج ويجب الفصل بينهما عند الحديث عن ذلك وأن 90% من الحالات التى تعانى من فيروس «سى» لم تشخص ولذلك هناك حاجة إلى تشخيص فيروس «سى» بكفاءة وسهولة والتشخيص الحالى يعتمد على التشخيص بصفة عامة، حيث يتطلب وجود معمل وأخذ عينة على أعلى مستوى والنتائج تظهر بعد أيام ومكلف إلى حد كبير، أما جهاز القوات المسلحة الجديد فيمكن من خلاله تشخيص فيروس «سى» دون عينة دم وقصة هذا الجهاز بدأت في2010، حيث عرض علىّ شخصياً، وطلب منى تقييمه وتمت تجربة الجهاز فى معهد الكبد بالمنصورة وكانت المفاجأة أن نتائج الجهاز متوازية مع نتائج «بى سى ار» فى حوالى 70% وأعدنا اختبار الجهاز نجح فى أكثر من 95% وعرضت النتائج فى مؤتمر 2011 وتم تجربة الجهاز فى باكستان والهند وكانت النتائج أيضاً 97%، وتمت تجربته بعد ذلك فى جامعتى القاهرة وعين شمس ومعهد الكبد. ويضيف الدكتور مدحت السحار، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد، مدير مستشفى الشرطة بالعجوزة، أن المؤتمر ركز على أكثر من محور فيما يخص علاج فيروسات الكبد وخاصة فيروس «سى» فى ظل أدوية جديدة سيتم طرحها خلال هذا العام من إنتاج شركات مختلفة، وتتميز هذه الأدوية أنها تؤخذ عن طريق الفم فى صورة أقراص ولفترات محدودة من ثلاثة شهور إلى ستة شهور حسب نوع العقار وتعطى نتائج عالية حوالى من 95 - 100% فى الشفاء وخاصة أن وزارة الصحة استطاعت أن تخفض سعر هذه الأدوية من بعض الشركات تقريباً هى نفس التكلفة التى يتحملها المريض فى علاج فيروس «سى» بالإنترفيرون حالياً وتم عمل محاضرات كثيرة فى هذا الموضوع وأيضاً بعض الأطباء عرضوا نتائج هذه الأدوية الجديدة خاصة على النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر وتطرقت بعض الندوات إلى طرق الوقاية وأهميتها، وطالب «السحار» وزارة الصحة الاهتمام بالوقاية مثل الاهتمام بالعلاج. ويؤكد الدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس، رئيس اللجنة العلمية فى المؤتمر، أن المؤتمر استعرض فى أولى جلساته ما تم القيام به من أبحاث بشأن دور جهاز «سى فاست» لتشخيص فيروس «سى» وناقش المجتمعون هذه الأبحاث التى عرضها الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد بطب المنصورة، ببيان صدر فى الجهات التشخيصية طالب المجتمعون بالاستمرار فى إجراء مزيد من الأبحاث، خاصة لبيان النظرية العلمية لكيفية عمل الجهاز بواسطة علماء الفيزياء الحيوية وذلك تمهيدا للمزيد من النشر فى المجلات العلمية الدورية المتخصصة مما يؤكد مصداقية الجهاز التشخيصية وبدوره يفتح آفاقاً جديدة لاستخدام هذه التكنولوجيا فى تشخيص الأمراض المختلفة وليس فقط فيروس «سى»، وسوف نطالب عندئذ بسرعة استعمال هذه التكنولوجيا بالمستشفيات ببيان مدى كفاءة تعقيم الأجهزة الطبية أما ما أثير مؤخراً من جدل حول وجود جهاز يعالج فيروس «سى» فإنه لم يتوفر لدى المجتمعين فى المؤتمر أى معلومات علمية موثقة طبياً تمكنهم من الحكم على فاعلية الجهاز سوى ما نشر فى وسائل الإعلام سابقاً، وبالتالى فإن المؤتمر لا يمكن أن يصدر أى توصيات بخصوص هذا الموضوع وناقش المؤتمر فى جلسة خاصة دور الأجهزة الحديثة فى تشخيص وعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمى، على سبيل المثال منظار الموجات فوق الصوتية ومنظار الأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلى وسائل التصوير الحديثة الأخرى ويوصى المؤتمر بعمل مسح شامل لكل الأجهزة الحديثة المتنافرة فى المستشفيات المختلفة والمراكز البحثية والمستشفيات الجمعيات لعمل خريطة شاملة لها وذلك لتعظيم الاستفادة منها وعدم تكرار شراء هذه الأجهزة مع وضعها بالمخازن دون استخدام مع تشكيل مجلس للإشراف على توزيع هذه الأجهزة وذلك بطريقة تضمن استخدامها استخداماً اقتصادياً مجدياً، مما يتيح توفير الموارد المالية وحسن استثمارها. ويضيف الدكتور رضا الوكيل أن المؤتمر ناقش الأجيال الحديثة من الأدوية المستخدمة فى علاج فيروس «سى» سواء التى تمت إجازتها دولياً أو تلك التى فى طور البحث، وأقر المجتمعون فاعلية الأدوية الحديثة التى أجيزت لعلاج النوع الرابع الموجود فى مصر ويوصى بسرعة توفيرها عن طريق وزارة الصحة بالقدر الكافى لعلاج أكثر من مائة ألف مريض سنوياً على الأقل حتى نتمكن من استئصال هذا المرض من مصر بعد عدة سنوات مع سرعة وضع الخطوط الإرشادية لاستخدامها ووضع حيثيات وأولويات علاج المصابين بفيروس «سى»، نظراً لمحدودية الموارد المالية فى الوقت الحالى، وناقش المؤتمر الخطوط الإرشادية لعلاج سرطان الكبد فى مصر وأقر هذه القواعد الموضوعية من جانب جمعية سرطان الكبد المصرية وفى جلسة خاصة بأورام الجهاز الهضمى تمت مناقشة معدلات انتشار سرطان القولون والمستقيم المرئ وأورام البنكرياس فى مصر، وقد أظهرت المناقشات والقصور الشديد فى توفير نسب ومعدلات انتشار هذا المرض فى مصر وإيماناً من الجمعيات المصرية لمشاركة فى هذا المؤتمر بأن شباب الأطباء هم عماد التقدم الطبى فى مصرنا العزيزة فقد تم تخصيص الجلسة الأخيرة فى المؤتمر لتقديم الأبحاث الفائزة من بين الأبحاث التى عرضت على اللجنة العلمية والمقدمة من شباب الأطباء والباحثين فى مجال الجهاز الهضمى والكبد، وتم منح جوائز تشجيعية مالية لهذه الأبحاث وعددها ستة ويوصى المؤتمر بأن تدعم الدولة ممثلة فى وزارة الصحة البحث العلمى بالاشتراك مع الجمعيات العلمية المختلفة وجمعيات المجتمع المدنى الأخرى بحيث يصبح ذلك تقليداً فى جميع مؤتمراتنا العلمية مما يتيح الفرصة لاكتشاف المواهب العلمية ودعم وتبنى تطبيق الأبحاث المتميزة.