عقدت الجمعية البحيثة المصرية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمي مؤتمرها الحادي عشر برئاسة الدكتور بهاء عباس، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومشاركة معهد الكبد القومي والاتحاد الأفريقي لأمراض الكبد وقسم طب المناطق الحارة بكلية طب عين شمس وقسم الأمراض المتوطنة بطب قصر العيني، وحضور أكثر من ألف طبيب مصري متخصص في أمراض الجهاز الهضمي والكبد ومشاركة خبراء دوليين من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، بالإضافة إلي عدد كبير من شباب الأطباء في جامعات مصر المختلفة. ناقش المؤتمر العديد من الموضوعات التي تهم صحة المواطن المصري، بداية بفيروسات الكبد b و c والأدوية الحديثة في علاجها، والخطوط الإرشادية الجديدة التي توصي بها جمعيات الكبد والجهاز الهضمي العالمية في الاكتشاف المبكر والتشخيص لسرطان الكبد والقولون، كما ناقش التهابات البنكرياس الحادة والمزمنة وسبل مواجهتها سواء بالعلاج الباطني أو الجراحي والأشعة التداخلية، وخصص المؤتمر جلسة لمناقشة الأمراض الناتجة عن ارتفاع نسبة الحامض بالمعدة وشارك فيها أكثر من 16 خبيراً، وتدور حول هذا المحور وعلي رأسها الجرثونة الحلزونية وسبل مقاومتها للعلاج، وأيضاً الارتجاع المعدي المريء المستعصي علي العلاج وعلاقته بسرطان المرىء، وعلاج القرحة المستعصية، وحساسية المرىء، وأدوية الروماتيزم والمسكنات وسبل مواجهة آثارها الجانبية وكيفية التعامل معها في حالة استخدامها فترات طويلة، واحتمالات حدوث آثار جانبية لاستخدام أدوية مضادة للحامض أو مثبطة لإفراز حامض المعدة في حال استخدامها فترات طويلة.. وناقش المؤتمر مقاومة وباء السمنة وسبل علاجه، والكبد الدهني وكيفية تشخيصه والأضرار الناشئة عنه وسبل علاجه. يقول الدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس والرئيس السابق للجمعية البحثية المصرية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمي: يعتبر انتشار الأمراض الناشئة عن ازدياد نسبة الحامض في المعدة من الأمراض التي زادت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة في المجتمعات الغربية، حيث تسهم سبل المدنية الحديثة وازدياد الضغوط، بالإضافة إلي أسلوب الغذاء الغربي الحديث، وزيادة معدلات الوزن في زيادة حدوث ارتجاع المعدي المرىء وما يمثله من مضاعفات وعلي رأسها نشوء مرض برد وهو تحور نوع الخلايا الموجودة بالجزء الأسفل من المريء وتحولها إلي خلايا سطحية شبيهة بخلايا الأمعاء وما يمثله ذلك من حدوث طفرات فيها وتحولات تؤدي إلي زيادة معدلات السرطان في هذه المنطقة ما انعكس في ارتفاع معدلات سرطان المرىء في العشر سنوات الأخيرة في المجتمعات الغربية، كما أن وجود الجرثومة الحلزونية بالمعدة وما تسببه من التهابات مزمنة لغشاء المعدة قد يؤدي إلي حدوث طفرات في هذه الخلايا ما ينشأ عنه سرطان المعدة، وبالتالي فإن التشخيص المبكر والعلاج الناجح لهذه الجرثومة يقي المريض من قرح المعدة وسرطان المعدة، كما زاد الاهتمام مؤخراً بالتأثير الناشئ عن المضادات الروماتيزمية علي المعدة والأمعاء والقرح الناشئة عنها، حيث إن هناك العديد من التوصيات باستخدام الأسبرين للوقاية الأولية والثانوية من جلطات المخ والقلب والاعتماد عليه لفترات طويلة ما يعرض المريض للخطر والإصابة بقرح المعدة والأمعاء ما يستلزم حماية المعدة بالأدوية المثبطة. ويضيف الدكتور حسني سلامة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بقصر العيني: يناقش المؤتمر الكبد الدهني وهو التهاب شاع حدوثه في هذه الأيام نتيجة للسمنة المفرطة والأطعمة ذات الوجبات السريعة والمشبعة بالدهون، التي غالباً ما يتم فيها التراكم لهذه الدهون داخل الكبد وإذا لم يقم الشخص بحرق هذه الدهون عن طريق ممارسة الرياضة المستمرة فإنها تختزن بالكبد، ومع مرور الوقت قد يحدث التهاب كبدي دهني والمعروف باسم «ناش» وإذا ترك دون علاج قد يتطور إلي تليف كبدي وقد تحدث به ورم كبدي، والكبد الدهني يؤثر علي كثير من الأمراض الأخري مثل الإصابة بفيروس «سي» أو «بي» حيث يؤدي إلي سرعة تطور المرض ومقاومته العلاج الفيروسي لهذه الفيروسات، حيث تقل الاستجابة للأدوية إلي ما يقرب من الثلثين، وعلاج الكبد الدهني يتلخص في تجنب الدهون في الأكل وممارسة الرياضة والإنقاص التدريجي في الوزن بمعدل كيلو كل أسبوع وإعطاء أدوية تخفض من نسبة الدهنيات في الدم والدهون المتراكمة في داخل الكبد، وإذا كان الكبد الدهني يصاحبه ارتفاع السكر في الدم فيجب تنظيم السكر إلي معدله الطبيعي. ويضيف الدكتور مدحت السحار، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير: أن تقرحات القولون عبارة عن التهاب يحدث في الغشاء المخاطي المبطن للقولون يؤدي إلي إسهال ودم في البراز، وهذا النوع من الأمراض كانت تتميز به الدول المتقدمة وتكون نسبته منخفضة في الدول النامية، والوقاية منه تحدث بأكل كثير من الخضراوات والفاكهة الطازجة، وتزيد نسبته في الدول التي تعتمد علي الوجبات السريعة، لذلك يعتبر النمط الغذائي في مصر في السنوات الأخيرة، وانتشار الوجبات السريعة أدي إلي انتشار المرض، وألقينا الضوء في هذا المؤتمر علي هذا المرض لزيادة التوعية به بين الأطباء، فمثلاً إذا حضر مريض لطبيب يشكو من دوسنتاريا وتم علاجه مرة أو مرتين ولم يستجب المريض للعلاج فيجب أن يطلب الطبيب عمل منظار للقولون، حتي يتم التشخيص لأن هذا المرض له أدوية خاصة به وتؤدي إلي التحكم في أعراضه بنسبة كبيرة.