لم يمر على تكليف المهندس إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة أيام، وبما للرجل من تاريخ كبير فى عالم البناء والتعمير ومن خلال خبرته القديمة فى قيادة شركة المقاولون العرب إلى مزيد من التقدم.. وضع هذا التكليف وزارة محلب التي ينتظر تشكيلها خلال أيام فى اختبار صعب سبقه فيه حكومة الدكتور عصام شرف، والدكتور الجنزورى، ثم هشام قنديل، وأخيراً حكومة «الببلاوى» التى كان يشغل «محلب» فيها منصب وزير الإسكان. ومع أول تصريحات لمحلب بعد تكليفه رسمياً قال: «إن الحكومة الجديدة سوف تضع فى أولوياتها عودة الأمن إلى جميع ربوع البلاد ودحر الإرهاب لتهيئة الطريق للاستثمار وعودة السياحة».. وأشار إلى أن الحكومة ليس لديها رفاهية لضياع ساعة واحدة، مؤكداً ضرورة نسف البيروقراطية ووجود أجهزة رقابية محترمة تنير الطريق وهي جهاز المناعة للدولة ولابد من مقاومة الفساد الإداري ولابد من تهيئة التمويل العقاري وتطويره وتشجيع الصناعات والتصدير والإصلاح في هياكل الشركات وغيرها.. وقال: «إن ملف العدالة الاجتماعية مفتوح ومستمر ولابد أن يشعر الناس بالعدالة الاجتماعية بأن يصل الدعم للمستهدف ولا يصلح دعم والفقر يزداد وبيت القصيد في العدالة الاجتماعية هو الدعم». ولفت «محلب» الأنظار إليه بتصريحاته التي حملت وعوداً براقة أثارت الكثير من الأحلام.. وفي ذات الوقت المخاوف من أن يكون كسابقيه حين قال: «أعاهد الله أن أكون خادماً أميناً لهذا الشعب وسأبذل كل جهدي لتحقيق تطلعات الشعب وأعول على الشعب في مساندتي ودعمي في هذه المهمة التي هي لصالح هذا الشعب». ويضعنا ما سبق استعراضه أمام سؤال مهم: هل يستطيع المقاول الشاطر ترميم شروخ الحكومات التى سبقته؟ يقول الدكتور حلمى الحديدى، وزير الصحة الأسبق: إن الحكومة الجديدة موضوعة أمام تحديات واضحة ويأتى فى مقدمتها ملف الأمن، والأخذ فى الاعتبار الأمن السياسي والاجتماعي، فإذا تساءلنا ما هو الشيء الذى يحتاجه المواطن فى هذا الملف أن يكون آمناً فى مسكنه ومصنعه والطرقات. والملف الثانى الذى يجب أن تتحرك تجاهه الحكومة وبسرعة هو ملف الصحة، فإذا تطرقنا لهذا الملف نجد به عدة مشاكل مثل كادر الأطباء الذى بسببه يوجد إضراب حالياً، فيجب على الحكومة أن تتناقش مع الأطباء بشكل سياسى واضح وشفاف والاستجابة لمطالبهم، فى حين أن لهم حقوقاً وإعطائهم صورة كاملة عن أسباب عدم التنفيذ فى الوقت الحالى وبذلك تكون الحكومة قد ناقشت بموضوعية ووضعت أصحاب المشكلة فى الصورة. الملف الثالث ملف المرور والمعاناة التى يعانى منه المواطن يومياً للوصول إلى عمله، فإذا تمكنت الحكومة من القضاء على مشاكل هذا الملف سيضرب لها المصريون تعظيم سلام. وأضاف «الحديدى»: أن الملف الرابع والمهم التعليم، الذى يعانى من أزمة فى المناهج والمبانى التعليمية المدارس والمديريات يجب أن يعاد النظر إليها لإصلاحها وتحسين دخول المعلمين حتى تعود قيمة وقامة المعلم.. وأخيراً وليس آخراً ملف الزراعة والرقعة الزراعية وإعادة الاستصلاح لجعل الزراعة من الموارد المهمة فى الدخل القومى حتى لا نلجأ لاستيراد المحاصيل بعد أن كنا مصدرين. وأوضح وزير الصحة الأسبق أن الحكومة الجديدة يجب أن تنزل للشعب وتقترب منه وتجعل منهج الشفافية والمصارحة هو منهجها حتى لا تسقط فى أخطاء الحكومات التى سبقتها. وطالب إسماعيل فهمى، وزير القوى العاملة الأسبق، حكومة «محلب» الجديدة بعدم إصدار أية وعود لأي مواطن تكون غير قادرة على تنفيذها وعدم وضع المصريين فى أحلام لا تستطيع أن تجعلها واقعاً، مثلما فعلت حكومة «الببلاوى» ووعدها للموظفين بالحد الأدنى للأجور، وبعد ذلك لا تستطيع التنفيذ فيحدث مثلما شاهدنا إضراب عمال هيئة النقل العام عن العمل وإضراب مأموريات الشهر العقارى. وأضاف «فهمى» أنه بخبرته كوزير قوى عاملة يطالب بتفعيل دور لجان فض المنازعات والمفتشين الخاصين بمناقشة مشاكل العمال والموظفين لأنهم قطاع مهم ودائماً يكون القاسم وراء رحيل الحكومات.