لم يمر على تكليف المهندس إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة أيام، وبما للرجل من تاريخ كبير فى عالم البناء والتعمير ومن خلال خبرته القديمة فى قيادة شركة المقاولون العرب إلى مزيد من التقدم. وضع هذا التكليف وزارة محلب فى اختبار صعب سبقة فيه حكومة الفريق أحمد شفيق اعقاب ثورة 25 يناير، وتلتها حكومة الدكتور عصام شرف والدكتور الجنزورى ثم هشام قنديل، واخيرا حكومة الببلاوى والتى كان يشغل محلب فيها منصب وزير الإسكان. ومع أول تصريحات لمحلب بعد تكليفه رسميا قال "ان الحكومة الجديدة سوف تضع فى اولوياتها عودة الامن إلى جميع ربوع البلاد ودحر الإرهاب لتهيئة الطريق للاستثمار وعودة السياحة، وأشار إلى أن الحكومة ليس لديها رفاهية لضياع ساعة واحد، واضاف محلب انه لابد من نسف البيروقراطية ولا بد من أجهزة رقابية محترمة تنير الطريق وهى جهاز المناعة للدولة ولابد من مقاومة الفساد الادارى ولا بد من تهيئة التمويل العقارى وتطويره وتشجيع الصناعات والتصدير والاصلاح فى هياكل الشركات. وقال إن ملف العدالة الاجتماعية مفتوح ومستمر ولابد ان يشعر الناس بالعدالة الاجتماعية بأن يصل الدعم للمستهدف ولا يصلح دعم والفقر يزداد وبيت القصيد فى العدالة الاجتماعية هو الدعم. وانهى محلب تصريحاته بقول "أعاهد الله ان اكون خادما امينا لهذا الشعب وسابذل كل جهدى لتحقيق تطلعات الشعب وأعول على الشعب فى مساندتى ودعمى فى هذه المهمة التى هى لصالح هذا الشعب". ويضعنا ما سبق استعراضه امام سؤال هام هل يستطيع المقاول الشاطر ترميم شروخ الحكومات التى سبقته؟ فقال الدكتور حلمى الحديدى وزير الصحة الاسبق ان الحكومة الجديدة موضوعة امام تحديات واضحة ويأتى فى مقدمتها ملف الأمن والأخذ فى الاعتبار الأمن السياسى والاجتماعى فإذا تساءلنا ما هو الشىء الذى يحتاجه المواطن فى هذا الملف ان يكون آمنا فى مسكنه ومصنعه والطرقات. والملف الثانى والذى يجب ان تتحرك تجاهه الحكومة وبسرعة هو ملف الصحة فاذا تطرقنا لهذا الملف نجد به عدة مشاكل مثل كادر الأطباء والذى بسببه يوجد اضراب حاليا فيجب على الحكومة ان تتناقش مع الاطباء بشكل سياسى واضح وشفاف والاستجابة إلى مطالبهم فى حين ان لهم حقوقا واعطاؤهم صورة كاملة عن اسباب عدم التنفيذ فى الوقت الحالى وبذلك تكون الحكومة قد ناقشت بموضوعية ووضعت أصحاب المشكلة فى الصورة. الملف الثالث ملف المرور والمعاناة التى يعانى منها المواطن يوميا للوصول إلى عمله فإذا تمكنت الحكومة من القضاء على مشاكل هذا الملف سيضرب لها المصريون تعظيم سلام. واضاف الحديدى "ان الملف الرابع والهام التعليم والذى يعانى من أزمة فى المناهج والمبانى التعليمية المدارس والمديريات يجب أن يعاد النظر إليها لإصلاحها، وتحسين دخول المعلمين حتى تعود قيمة وقامة المعلم. واخيرا وليس آخرا ملف الزراعة والرقعة الزراعية واعادة الاستصلاح لجعل الزراعة من الموارد الهامة فى الدخل القومى حتى لا نلجأ لاستيراد المحاصيل بعد أن كنا مصدرين". واوضح وزير الصحة الاسبق ان الحكومة الجديدة يجب ان تنزل للشعب وتقترب منه وتجعل منهج الشفافية والمصارحة هو منهجها حتى لا تسقط فى أخطاء الحكومات التى سبقتها. وطالب اسماعيل فهمى وزير القوى العاملة الاسبق حكومة محلب الجديدة بعدم اصدار اى وعود للمواطن تكون غير قادرة على تنفيذها وعدم وضع المصريين فى احلام لا تستطيع ان تجعلها واقعا مثلما فعلت حكومة الببلاوى ووعدها للموظفين بالحد الأدنى للأجور وبعد ذلك لا تستطيع التنفيذ فيحدث مثلما شاهدنا اضراب عمال هيئة النقل العام عن العمل واضراب مأموريات الشهر العقارى. واضاف فهمى أنه بخبرته كوزير قوى عاملة يطالب بتفعيل دور لجان فض المنازعات والمفتشين الخاصين بمناقشة مشاكل العمال والموظفين لانهم قطاع هام ودائما يكون القاسم وراء رحيل الحكومات.