تناولت صحف الإمارات، الصادرة صباح اليوم –الجمعة- فى مقالاتها الافتتاحية، الخطة الأمريكية للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرة أن مصطلح المفاوضات المهمة من وجهة نظر الأميركيين هى "ما يخدم مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى". وقالت صحيفة (البيان) - فى افتتاحيتها تحت عنوان (كيرى ومفاوضات السلام)-: إن "وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، يحاول مرة أخرى أن يدفع بمفاوضات السلام نحو الأمام عبر مشروع اتفاق إطار الذى يهدف فى طياته إلى دعم وتعزيز مكاسب إسرائيل على الأرض والسعى بقبول الجانب الفلسطينى بالحد الأدنى على أراضيهم المحتلة ما يعطى فى الواقع مزيدا من الضوء الأخضر للإسرائيليين للاستمرار فى مخططاتهم الاستيطانية ومشاريعهم التهويدية وسط صمت المجتمع الدولى، حيث يحدد مثل هذا الإطار الملامح العامة لاتفاق التسوية النهائية ومن بين أهم قضاياه الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس". وأضافت أن "الجانب الأمريكى رأى فى لقاء كيرى بالرئيس الفلسطينى محمود عباس فى باريس أول أمس /الأربعاء/ بأنه مرحلة مهمة فى المفاوضات للتوصل إلى اتفاق إسرائيلى فلسطينى للسلام، غير أن مصطلح المفاوضات المهمة من وجهة نظر الأمريكيين هى ما يخدم مصلحة الكيان بالدرجة الأولى". وأكدت أن الاتفاق المعنى الذى تتحدث عنه أمريكا ليس اتفاقا حقا إذ أن بمقدور كل من الجانبين أن يعبر عن تحفظاته وإذا اختلف الجانبان على القضايا المطروحة فهذا يعنى عدم وجود اتفاق وهو ما يجعلنا نتساءل عن سبب مثل هذا الاتفاق أهو لمجرد الإيحاء بتحقيق التقدم أم المقصود به كسب مزيد من الوقت أم أن هدفه عدم الاعتراف بالفشل فى وقت يلزم فيها الرئيس عباس بمفاوضات تنتهى فى 29 أبريل المقبل وهذا هو الموعد النهائى. وأوضحت أن هذه مفاوضات اتفاق الإطار ترتكز على مطالبة إسرائيل بتجميد جزئى للاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة غير أن الكيان لم يتوقف قط مخططاته الاستيطانية..فقبل يومين فقط واصل المستوطنون اقتحامهم وتدنيسهم المسجد الأقصى المبارك فى وقت تعتزم سلطات الاحتلال تنفيذ مخططين استيطانيين فى مدينة القدس أحدهما يقع جنوبى الأقصى. وخلصت (البيان) إلى القول إن "الواضح بل الأكيد أن إسرائيل تؤيد التوصل إلى اتفاق يضمن مصالحها لكن ألا يجب بالمقابل مواجهة أى سيناريو يزيد من هجرة الفلسطينيين لأراضيهم ودعم المقاومة". من جانبها، قالت صحيفة (الخليج) - فى افتتاحيتها - إن "أحد المسئولين الفلسطينيين أكد أن الموقف الأمريكى لا يساند الكيان الصهيونى ماديا وعسكريا فحسب، بل يدعمه أيضا فى كل ما يخالف قواعد حقوق الإنسان وما ينتهك مبادىء الشرعية الدولية". وأوضحت أن الأوروبيين أنفسهم وخاصة الألمان الذين يبررون دعمهم للكيان من منطلق التعويض عما ألحقوه من اضطهاد لليهود لم يصلوا إلى هذا المستوى بل لديهم الجرأة أحيانا لانتقاد السياسات الإسرائيلية من أعلى منبر الكنيست.. فرئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتز الألمانى الجنسية تجرأ قبل أيام بالقول للكنيست إن هناك ظلما يلحق بالفلسطينيين حيث إنهم لا يستطيعون أن يستعملوا جزءا مما يستعمله الإسرائيليون من المياه الفلسطينية". وأضافت أن "الوضوح موجود لدى الطرف الأمريكى لكنه غير موجود لدى الطرف الفلسطيني.. فما نسمعه من تصريحات أو تلميحات من بعض المسئولين الفلسطينيين عن قضية اللاجئين الفلسطينيين أو يهودية الدولة هى التى يكتنفها الغموض.. فما بات أحد يعرف هل قضية اللاجئين ما زالت قضية وهل القدس كعاصمة هى نفسها التى نعرفها أم أن هناك قدسا أخرى..الغموض فى هذه التصريحات هى التى تحتاج إلى توضيح ..فما يعتبره البعض غموضا فى الخطة الأمريكية لا يعتبره معظم الفلسطينيين والعرب كذلك.. فليست الخطة فى تركيبتها تتحدث عنها بل أن سياقها الخارجى أى الموقف الأمريكى برمته يفصح عنها".
