استيقظت مشتاقة الى حضن أمها لم تعرف أن هذا الشوق هو قاتلها فذهبت الى أبيها تطلب منه رؤيتها وفجأة انقض عليها كما ينقض الأسد على فريسته وانهال عليها بالضرب وأمسك برأسها وظل يضربها فى الحائط ثم قامت زوجة أبيها بتعذيبها بالعصا وحرقها بالمنجل وأنا أنظر اليهم فى رعب شديد. استقيظت من نومى على صراخ أختى ومنذ أن استيقظنا حتى الظهر وهم يضربونها ثم ربطوا رجليها بالجنازير وكانت تنزف من كل أنحاء جسدها ولم يرحموها وكأنهم وحوش يروى عطشهم منظر الدماء وظلوا يضربونها ويسقونها أشد أنواع العذاب حتى وقعت على الأرض جثة هامدة، الواقعة حقيقية ولست من نسج الخيال وحدثت بالفعل فى احدى قرى محافظة الشرقية وما تحمله السطور التالية ليست مشاهد تمثيلية ، لكن أبطالها حقيقيون من «لحم ودم» والواقعة تحقق فيها الآن نيابة شمال الشرقية بإشراف المستشار حسام النجار المحامي العام الأول لنيابات شمال الشرقية. الواقعة راح ضحيتها «رحاب» طفلة هادئة لا تخرج من منزلها بعدما منعها والدها خالد الرفاعى من مواصلة التعليم.. والمتهم بالقتل.. هو والدها الذى تجرد من جميع مشاعر الأبوة وقام بتحريض من زوجته الثانية بتعذيب نجلته حتى الموت لإجبارها على خدمتها وكثرة طلبها لرؤية وزيارة والدتها. الواقعة بدأت عقب انفصال والدها ووالدتها وزواج الأب من أخري ثرية معتقدا أنها ستحمل الخير له وستراعي أولاده وتقاسمه همومه، ولكنها كانت دائمة الشكوي، ودائما تحرضه على ضربها وتعذيبها وكيها بالنيران حتي فارقت ابنته الحياة. «مرات أبويا كانت بتعذبنا بالخرزانة وتحرق اختي بالمنجل، يوم وفاة أختي يوم الأربعاء اللي فات، أبويا ومراته فضلوا يضربوا أختي من ساعة ما صحينا لحد الضهر، وده كله علشان طلبت تشوف أمي، فربطوا رجلها بالجنزير وقعدوا يضربوها بالخرزانة علي رجليها وظهرها ومرات أبويا نامت عليها وقعدت تضربها بيد الهون علي رأسها، وفضلت أختي تنزف دم من جسمها وبرده مرحموهاش، ولما جيت أحاول ابعدهما عنها كانوا بيضربوني ويقولولي لو مسكتيش هنعمل فيك زيها، بعدها رحت قعدت في جنب الأوضة وفضلت أعيط وأصرخ، وبعد كده سابوها مرمية في الأرض وأنا قاعد في جنب الأوضة خايف أفك رجليها، وبعد أذان العصر دخل أبويا ومراته وكملوا عليها ضرب بالمنجل وجت مرات ابويا حاولت تخنقها وتموتها لكن أبويا وقفها علي رجليها المربوطة بالجنزير علي الحيطة وفضل يضرب رأسها في الحيطة لحد ما وقعت علي الأرض». هكذا روي الطفل يوسف ابن العشر سنوات شقيق الطفلة التي لقيت مصرعها بعد تعذيب علي يد والدها وزوجته، مضيفا انه بعد ذلك استشعر والده وزوجته الخطر فحاولا إفاقتها عن طريق سكب الماء عليها وقاما بشطفها بالماء، ثم جلس وحملها علي قدميه إلا أنها فارقت الحياة بين يديه. وتحدث زوج أم الطفلة القتيلة خالد سليمان عبدالله كان عاوز يدفن البنت بهدوء قبل ما يتفضح أمره وقالي إكرام الميت دفنه طليق زوجتي اتصل بي الساعة 6.45 صباح الخميس الماضي، وأخبرني ان رحاب ابنة زوجتي توفاها الله فجرا، وطلب مني الحضور سريعا علشان نطلع تصريح دفن ليها وقالي إن إكرام الميت دفنه قلت له انتظر لما نيجي أنا وأمها علشان نشوفها الأول، أنا صحيت زوجتي وعرفتها وأهلها وكمان اهلي بالمكالمة التي تلقيتها من والد «رحاب» وبخبر الوفاة ، وتوجهنا لمسكنه الكائن بقرية الصالحية القديمة التي تبعد 3 كيلو مترات عن قرية كفر ابو رضوان التي نعيش فيها، وأول ما دخلنا كان مستعجل وبيقولنا ربنا يصبركم علشان يلهينا، فأصررنا ندخل علي البنت ونشوفها، وأضاف أنه أول ما شاف واهله البنت وجدوا بقع زرقاء وسوداء علي جسدها وأثار تعذيب في أماكن كثيرة، قائلا: «لقينا أصابع رجيلها متنية وحروق في ساقيها وتشريح في صوابع قدميها مع ملاحظة بتر في بعضها ، وشاهدنا الجنزير اللي كان بيربطها فيها مثبت علي الحيطة، علي طول انا صرخت في وش ابوها وقلته حرام عليك ازاي تعذب البنت بالشكل ده البنت مقتولة وانت ومراتك اللي قتلتوها، وزوجتي وامها وفضلوا يصرخوا والبيت اتملي من الجيران الي كانوا عاوزين يضربوه ومراته ويحرقوهم مع بعض، وطلبت الشرطة وأتت وأخذتهم علي المركز. وأضاف: والد الطفلة كان دائم تعذيبها والتعدي عليها بمساعد زوجته الثانية، متذكر أن آخر مرة شاهدها وزوجته ام الطفلة كان منذ عام ونصف العام عندما هربت الطفلة من بيت ابيها من كثرة التعذيب ، وحضرت الي منزله الذي يبعد 3 كيلو مترات عن منزل والدها القاتل، واستمرت معه 70 يوما وقام بعلاجها من آثار تعذيب والدها وزوجته ، وقام برعايتها رعاية حسنة حتي والدها وأشاقؤه وتعهدوا برعايتها وعدم السماح لزوجته بتعذيبها مرة أخري، وذلك في حضور عدد كبير من أسريتهما، ومنذ ذلك الحين لم يرها وزوجته أم الطفلة وأكد أن المتهم حاول الضغط علي الدكتور ناصر جلهوم مدير مستشفي الصالحية القديمة لاستخراج تصريح دفن بعد وفاة نجلته مرتين الاولي بعد وفاتها مباشرة في مساء الاربعاء، والثانية في صباح اليوم التالي أي قبل الاتصال به، إلا أن جلهوم رفض إعطاءه تصريح الدفن وحاول رشوته نظير استخراج التصريح، بحجة ضرورة إخطار الشرطة لإثبات أي مشاهد لآثار إصابة أو تعذيب خاصة أن المتوفاة طفلة. طول عمره طماع وطلقني علشان ذهب مراته الثانية تحملت عشر سنوات من العذاب والبهدلة مع أبو أولادي السلفي ذي اللحية الطويلة حرصا مني علي استمرار العيشة وتربية أولادي «رحاب، ويوسف» حتي اشار عليه صديقه محمود «الاخواني» بضرورة الإسراع بالزواج من مطلقة علشان تساعده علي مصاريف البيت خاصة أن لديها أثاث منزل كاملا من زوجها الاول وكمان معها دهب كتير ينفع يفتح به مشروع كويس، وعلشان هو طماع تزوج من المدعوه «نرمين عبد الرحمن عبد اللطيف» وبعد الزواج منها بعام واحد كثرت مشاكله معايا وبدات زوجته تبهدلني وتهينني وتعتدي علي، فقرر يريح نفسه وقام بتطليقي وحكم علي واسرتي أن حضانة الأولاد تكون عند والدته المسنة علشان يعرف يعيش مع زوجته الثانية وبعد كده خدهم علشان يعيشوا معاه، وأنا رجعت أعيش مع أهلي وتزوجت بعد عام ونصف العام من طلاقي. هكذا تحدثت مرفت محمد محمد سليمان 33 سنة والدة الطفلة المجني عليها عن فترة طلاقها من زوجها الاول، مضيفة أنها كانت قد كلفت شقيقها «حسن» بإحضار أولادها من منزل طليقها كل فترة حتي تراهما وتطمئن عليهما أن رؤيتها لهما تكررت ثلاث مرات فقط قبل هروب الطفلة منهما وحضورها الي منذ عام ونصف العام وفي كل مرة كانت تري آثار التعذيب عليها خاصة بعدما قام بإخراجها من المعهد الديني الابتدائي حتي لا تهرب ثانية اليها. وعن خبر وفاة ابنتها قالت: «قيام طليقها وزوجته بقتلها بعدما اتصل بزوجها وأخبره بضرورة الحضور لمنزله لدفنها، وعندما شاهدت آثار التعذيب علي جسد ابنتي صرخت بأعلي صوتي وقلت حرام عليك قتلتها ليه بتحرمني منها ليه، طلعلي نرمين مراتك برة» في اشارة الي انه قام بحجز ها داخل غرفة نومها خوفا من تعدي ام الطفلة وأهلها «أنا هقتلك وهقتلها، وكان رده علي» ربنا يصبرك عليها وكررها أكثر من مرة ، وعندها قام زوجي بالاتصال بالشرطة التي حضرت وقامت بإنقاذهما من ايدي اهالي القرية الذين حاول الفتك بعهما، وقامت الشرطة باصطحابهما الي مركز الشرطة. واشارت ام الطفلة، أن ابنها يوسف أخبرها بأن طليقها وزوجته كانا دائما التعدي عليه وشقيقته بالخرزانة ويد الهون، وأن زوجة أبيه كانت بتستخدمه وشقيقته في غسل «المواعين» - أطباق الطعام - ومسح الارضية يوميا، وكانت بتغلق علي الأكل والسكر والشاي، وتخفي العيش في غرفتها داخل درج الكومدينو، وكانت بتحرق أخته «رحاب» بالمنجل بعد وضعه علي النار، وتقعدها علي الأرض وتفضل تضربها بيد الهون والخرزانة علي جسدها ورأسها، وأبوه كان دائما يربط رجليها بالجنزير.