يرى الكاتب د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الحرب الدائرة الآن بين السلطات المصرية والشعب من جانب، وجماعة الإرهاب وأشياعها من جانب آخر عبارة عن صراع سوف يطول ولن يستطيع أى من الطرفين حسمه لمصالحه!، بل يرى أنه «ما لم يتمكن طرفا الصراع من ايجاد مخرج للأزمة الحالية، فسوف يطول أمد الصراع إلى الحد الذى قد يهدد بتفسخ الدولة وانهيارها فوق رؤوس الجميع»!، وقد رأى د. نافعة أن يحذر من ذلك، ويسدى النصح للسلطات المصرية «بألا تعتقد أن بإمكانها استئصال الطرف الآخر المعارض الذى تقوده الجماعة الإرهابية وأنصارها فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، ولعل ما يعتقده د. نافعة كان كافيا للإعلان عن مبادرته - كما تصورها - «خارطة طريق لانقاذ الوطن من الأزمة المراهنة، ولست ممن يحبون إساءة الظن بما يراه البعض من حلول لوقف استمرار هذا الصراع الدائر الذى أصبح حلقات عنيفة متبادلة بين سلطات الدولة من قوات مسلحة وأمنية، وبين الجماعة الإرهابية وما تسميه «التحالف الوطنى لدعم الشرعية»!، وفيما يرى د. نافعة أن الحلول الأمنية وحدها لن تكون كفيلة بحسم هذا الصراع «كون أن المعارضة الحالية التى تقودها جماعة الإرهاب قادرة على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد قد تنجح فى افشال خريطة الطريق التى ترعاها وتمضى فيها سلطات النظام المصرى حاليا»، وظنى أن حدة الصراع بين الجانبين وتنوع الوسائل والأسلحة فى إدارة الصراع من الجانبين مع سقوط العديد من الضحايا كل يوم.. ما يعتبر مناخا ملائما رآه البعض لطرح مبادرات اقرار وقف للعنف الدائر فى إطار اتفاقات سياسية واضحة بين الدولة وجماعة الإرهاب وأشياعها، مع تحفظى على اعتبار من يقدمون المبادرات جماعة الإرهاب ومن يساندونها فى ندية مع الدولة!، خاصة أن موقف الجماعة الإرهابية قد ضعف كثيرا نتيجة للممارسات التى انتهجتها جماعة الإرهاب بعد سقوط دولتها السياسية التى أطاح بها الشعب بتأييد الجيش فى 30 يونية من العام الماضى، ولا يفوت فى ذلك أن ضعف موقف الجماعة قد كفل الكثير من التأييد والسند الشعبى لموقف سلطات الدولة وحرصها على استئصال شأفة جماعة الإخوان» واعتبارها جماعة إرهابية قانونا! ولقد سبقت مبادرة د. نافعة مبادرة عمد إليها الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وقطع بشأنها بعض الخطوات، ثم سرعان ما تراجع الرجل عنها بعد وثوقه من أن المصالحة المقترحة بين السلطات المصرية وجماعة الإرهاب ليست محل ترحيب على أى مستوى!، ولقيت مبادرة أبوالمجد الكثير من الهجوم والانتقاد!، مما ذهب بها إلى النسيان ومعها نواياها الطيبة التى سادت بين دولة مصر وجماعة الإرهاب!، وهو مما تنهض عليه مبادرة د. نافعة التى أظن أن أرض الواقع الحالى وتفاقم الصراع مما لا يسمح بقبول ما حملته من الأفكار والآليات!، وسيظل المناخ مغريا بمبادرات جديدة ووصفات حسنة النية تسعى لتدارك الصراع الدائر!، ولكن مشكلة هذه المبادرات والوصفات التى تستجد لا يراها أحد قد أتت- أو ستأتى- بجديد من ناحية جماعة الإرهاب الماضية فى عنفها ضد السلطات والشعب وكل المؤسسات!، ومع أنه لم يعد سرا أن المبادرات للمصالحة وتهدئة الأجواء الحالية تأتى كلها معبرة عما يصب فى خانة مصالح الجماعة الإرهابية!، فإن أحداً ممن يسعون فى هذه المبادرات سرا وعلانية يأتينا بما يمثل اعتذار جماعة الإرهاب للشعب المصرى!، أو أن الجماعة تعاهد على نبذ العنف إلى الأبد، واللحاق بقافلة العمل السياسى والدعوى الوطنى، لا شيء يصلنا من هذا القبيل فى إطار المبادرات المطروحة!، بل هى كلها ترى لجماعة الإرهاب وأشياعها هذه الندية مع الدولة وسلطاتها!، ولهذا نرى ظهور المبادرات ثم ضياع نصوصها وصمت أصحابها!، لأنها تسعى فى طلب المستحيل!