في الوقت الذي أقام فيه ملايين من مسلمي نيجيريا صلوات جماعية في مناطق مختلفة من البلاد من أجل ترسيخ وحدة البلاد، بمناسبة مرور مائة عام على وحدة الشمال مع الجنوب. اصدرت الحكومة قرارا بحظر ارتداء الحجاب، خاصة فى المدارس الحكومية، رغم ان المسلمين يشكلون اغلبية فى نيجيريا، وبما يمثل حوالى 60 % من عدد السكان البالغ حوالي 170 مليون نسمة، إلا أنهم فى الواقع اغلبية مهمشة، ينتشر الفقر بين جموعهم ويتمركزون فى الشمال الأشد فقرا، وذلك على النقيض من المستويين الاقتصادى والاجتماعى الذى تتمتع به الاقلية من المسيحيين والوثنيين الذين يمثلون 40% ويقطن معظمهم في الجنوب الغنى الذي يشتهر بإنتاج البترول. ورغم أن الاحتفالية هذا الاسبوع كانت بذكرى وحدة البلاد، إلا أن الحكومة أفسدتها بقرار حظر الحجاب فى المدارس الحكومية، الأمر الذى دفع آلاف المسلمين للخروج فى بعض شوارع مدينة العاصمة الاقتصادية لاجوس ومعظمهم من الفتيات للاعتراض على قرار حظر ارتداء الحجاب, ووفقا لما قالته صحيفة «بونش» النيجيرية، «فإن الاحتجاجات كانت سلمية»، مشيرة إلى «أن الفتيات حملن يافطات تدين حظر الحجاب للمسلمات وتحث حاكم ولاية لاجوس بابتوندى فاشولا وهو مسلم على السماح بارتدائه. فيما أصرت «أولادينكا أولاونجوى»، مفوضة التعليم بالدولة على قرار الحظر، وقالت «إن ارتداء الحجاب والرموز الدينية مخالف لقوانين تعليم حكومة الولاية، وسيسمح لهن بارتداء الحجاب فقط عند الصلاة وقراءة القرآن»، وتتمسك نيجيريا بقرارها الغريب، اعتقادا ان ذلك من شأنه المساهمة فى دمج افراد المجتمع، وعدم وجود عنصرية دينية، وهو ما يتناقض مع موقفها العام الماضى، حيث احتضنت البلاد مبادرة لتدشين «اليوم العالمي للحجاب»، وتم تدشين هذا اليوم بدعم زوجة نائب رئيس نيجيريا آمنة صمدى سامبو, بالإضافة إلى العديد من المشاركين المسلمين وغير المسلمين من أكثر من 100 بلد وغيرها من الشخصيات العالمية، وهو ما يمثل تناقضا من الحكومة النيجيرية، واعتبره رجال الدين الاسلامى نوعا من العنصرية السلبية ضد الاغلبية المسلمة المهمشة، حيث طالب عدد من كبار رجال الدين المسلمين الذين حضروا الصلوات التي رافقت احتفالية الوحدة, طالبوا الحكومة بالعمل على تحقيق العدالة بين المواطنين والتوقف عما وصفوه بالتمييز ضد المسلمين والتصدي بحزم لمثيري الفتن بين أبناء الديانات والأعراق المختلفة وهو ما عبر عنه اسحاق أوليدي، الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بنيجيريا،، والذى قال «نرفض استمرار تهميش المسلمين ونطالب السياسيين بالتوقف عن التدخل في شئونهم»، بينما طالب آخرون بتنمية الشمال المسلم لوقف انتشار الفقر الذي يغذي أعمال العنف».