ثقافة الفشل والتخلف في بلادنا تنتصر وتهزم في الغالب التجارب الناجحة والمتحضرة في شكلها وأفكارها وهذا ماينطبق على حال تجربة «راديو مصر» وهي بكل المعايير تجربة ناجحة جدا وتؤكد أن محطة اذاعية داخل منظومة الاعلام الرسمي يمكن أن تحقق نجاحا وانتشاراً بلا حدود رغم أنها محاطة ومحاصرة بكل أشكال الفشل المسيطر على باقي المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية ..وراء نجاح تجربة «راديو مصر» جيل من الشباب المتعلم والمثقف والطموح لخوض تجربة جديدة لها طعم مختلف عما هو سائد، أيضا توفر لراديو مصر مساحة من حرية التناول وطرح الأفكار الجديده استغلها شباب المذيعات والمذيعين بذكاء ومسئولية ومهنية عالية ، واخيرا فإن سر نجاح راديو مصر الحقيقي أن الخطاب الاعلامي بالمحطة سواء ماده برامجية أو إخبارية تمرد على كل القوالب الجامدة وخرج من الجلباب القديم والمهترىء للاعلام المصري الرسمي الموجه بقبح والمعادي لأبسط ألوان المهنية والموغل في الفساد الإداري والمالي.. وعلى مايبدو فإن مؤسسة الفساد لاتزال هي أقوى المؤسسات في مصر بعد ثورتين غيرتا مساحيق وجه الدولة المصرية ولم يغيرا في بنية هذه الدولة وسياساتها وفلسفة عملها وهذا ماأراه ماثلا أمامي في «راديو مصر» الذي عز على القائمين على الإعلام من أول وزيرة الإعلام مروراً بكثير من قيادات حزب الفشل والمحسوبية وصولا إلى مدير هذه المحطة او رئيسها الأستاذ ماهر عبد العزيز.. هؤلاء جميعا عز عليهم أن يستمر نجاح ونقاء وطهر تجربة «راديو مصر» فانقضوا على هذا البستان الإذاعي ليزرعوا بأرضه الفوارة بروح الشباب وزهوره أشجاراً قبيحة نقلت من بيئات فاسدة لها تاريخ ضارب في الفساد وانبعاث الروائح الكريهة.. حتى شهور قليلة مضت كان مايميز جمال «راديو مصر» أنه محطة تعمل بمهنية تجمع بين حيادية الطرح والروح الشابة الوثابة والقرب من الناس بخطاب مهذب وصادق بعيدا عن الدعاية الممجوجة والتوجيه الكريه للرأي العام ، وكنت وكثير من متابعي «راديو مصر» فرحين بهذه التجربة التي تجلي فيها نبل وفرح جيل من الشباب بما حققوه من نجاح – واذا بمؤسسة الفساد تنقض على شباب راديو مصر وتأتي لهم بأبواق نالت شهرتها خلال السنوات العشرة الأخيرة من تملق الأنظمة والأكل على كل الموائد والتعامل السري مع جهات أمنية .. وتحول «راديو مصر» خلال أسابيع قليلة على يد أبواق أتت من قنوات فضائية وصحف رسمية الى مايشبه اعلام أحمد سعيد في ستينيات القرن الماضي .. دعاية مريضة تضر أكثر مما تفيد.. استهتار فج بالناس وبالوعي الجمعي لدي المصريين وبحق المستمعين في المعرفة المتوازنة والاراء المتنوعة.. تحول راديو مصر إلى إذاعة تشبه محطات الدعاية الشيوعية في اوروبا الشرقية ولاتختلف كثيرا عن اذاعة ليبية ايام القذافي أو عراقية ايام صدام حسين.. إيه الحكاية ومن هو المسئول صاحب قرار التعاقد مع ابواق الدعاية على حساب شباب زي الورد تم التضييق عليه بل والغاء برامج بعينها من أجل نجوم الفساد والإفساد.. من وراء هذا التخريب في راديو مصر وذبح تجربة ناجحة بسكاكين قبيحة اتوا بها من مخازن الزمن التعيس.. من هذا الجهبذ أو هذه الجهبوذة الذين ينافقون وسينافقون حتى يوم العرض العظيم بأن فلان أتي بإعلانات وعلان كتر المستمعين .. هل راديو الشعب او راديو مصر يباع هكذا في سوق النخاسة الاعلامية والسياسية ومن أجل استرضاء من.. لا ندري.. قولوا لنا بوضوح أن كان مايحدث تعتبرونه لصالح الوطن فأنتم كاذبون وكفي ارتكاب حماقات باسم الوطن والوطن منها براء .. وإن كان ما فعلتموه لصالح محترفي الرقص فوق جثث الاوطان فأنتم جميعا شركاء في جريمة اغتيال في وضح النهار .. اغتيال الصدق من أجل الكذب واغتيال الحق من أجل الضلال والتضليل .. وان كان الدفع بمحترفي النصب الاعلامي الى داخل بستان كان بستانا اسمه «راديو مصر» من أجل ذبح فريق مضيء من شباب مصر فانتم جميعا شركاء في جريمة قتل طموح وامل هذا الجيل.. ومع كل الحب والتقدير لرامي رضوان وعلا بكر ونسرين عكاشة وسهام نصر ونرمين البنبي وأشرف الزيات واشرف صبري وهدي عبد العزيز وحازم البهواشي ودينا صلاح الدين ورامي سعد وسامح رجب وسارة عبد الباري وشهاب شعلان وطاهر ابو زيد واحمد المصري ودينا صلاح الدين .. وغيركم كثر وكلكم ورد اعلامي ومعكم سنقاوم هجمة تتار الفساد وإفساد الذوق والخلق السياسي.. وسألتقيكم الأسبوع القادم في قول جديد..