استقبل العاملون بمحطة «راديو مصر» خبر تكليف الإذاعى ماهر عبد العزيز بمنصب مدير المحطة بترحاب واضح، كونه ليس غريباً عليهم، حيث عمل بإذاعة الأخبار التى تحولت لراديو مصر ووصل حتى منصب مدير عام إدارة البرامج ثم مدير المندوبين والمراسلين فى قطاع الأخبار. يؤكد ماهر عبد العزيز فى حواره مع «أكتوبر» أن إذاعة راديو مصر لم تشهد حالات فساد خلال الفترة السابقة، إنما توجد خصومات بين بعض العاملين بها وسيسعى لحلها، فيما يشير إلى زوال كل الخطوط الحمراء التى كانت متبعة أيام النظام السابق، وأن المحطة أصبحت لكل المصريين، وستفتح الهواء فى كل الاتجاهات.. وفى سياق الحوار التالى يكشف عبد العزيز عن أسرار تفوق راديو مصر على التليفزيون فى تغطية أحداث ثورة يناير، واستعداده لجولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية وخريطة برامج رمضان. * كيف استقبلت قرار توليك منصب مدير محطة راديو مصر؟ ** أنا لست غريباً عن راديو مصر، فقد عملت بإذاعة الأخبار التى أنشئت عام 1999، وراديو مصر اعتمد فى الأساس على مجموعة كبيرة ممن كانوا يعملون معى بإذاعة الأخبار فهم زملائى وأصدقائى الذين عملت معهم من قبل والآن عدت لأعمل معهم مجدداً، وبالتالى لا توجد غربة بينى وبينهم، وبالتأكيد سعدت والحمد لله أننى حققت نجاحا فى إدارة المندوبين والمراسلين ووُضعت على الخريطة الإذاعية بصورة لافتة بفضل الجهد الكبير الذى بذله المندوبون والمراسلون فى تغطية كافة التظاهرات والمليونيات والأحداث بكل أنحاء الجمهورية وشهد الجميع بكفاءة هذه التغطيات وبالتالى أحمد الله أننى تركت إدراة جيدة وأتيت لإدارة ناجحة. * إذن فلم تفاجأ بتوليك هذا المنصب؟ ** لم أفاجأ.. لكننى سعدت لأننى كنت أبحث عن التغيير والتجديد فلقد ظللت لمدة 4 سنوات أؤدى نفس العمل حتى لو كان هناك نجاح وتطوير فكنت سعيداً لذهابى لراديو مصر لأننى سأبدأ تجربة جديدة. * ما الأهداف التى استطعت أن تحققها فى إدارة المندوبين والمراسلين؟ ** واجهتنى صعوبات أهمها الفضائيات والمحطات التليفزيونية وجرى المسئولين وراء الكاميرا، فكان التحدى هو أن يتم بذل جهد كبير ليفرض المندوب نفسه على المصدر الذى يكلف بتغطيته ولا يحدث تجاهل لأى شىء ومع قيام ثورة يناير كانت فرصة لإطلاق مهارات وقدرات المندوبين فنزلوا الشارع وقاموا بتغطية الأحداث الملتهبة فهم كانوا العصب الأساسى الذى يغذى كافة الشبكات الإذاعية من الإسكندرية حتى حلايب وشلاتين ومن مرسى مطروح حتى العريش والتليفزيون المصرى وقناة النيل للأخبار استعنا بمندوبى الإذاعة فى الوقت الذى فشلت فيه كاميرا التليفزيون الوصول للحدث وهى فرصة لأشكر زملائى فى الإذاعات الإقليمية لما بذلوه فى تغطية الأحداث. * إذن فأنت راض عن فترة توليك إدارة المندوبين والمراسلين؟ ** لا أحد يحقق كل ما يريده.. لكن الأهم أنه تم رفع سقف الحرية، فأنا ظللت مديرا عاما لإدارة المندوبين والمراسلين قبل وبعد الثورة.. وكانت هناك خطوط حمراء قبل الثورة لا نقترب منها.. الآن تغيرت الأمور، ولا يوجد ضغوط أو خطوط.. وأصبحت مهمتنا نقل الصورة الموجودة بالشارع ولن يغضب مسئول من أى شىء يذاع لأننا اتفقنا فى الميدان أننا عين وأذن المستمع فى ميدان التحرير ومحمد محمود وماسبيرو فأنا مجرد ناقل ولست محللا سياسيا للأحداث والمستمع له كل الحق فى الحصول على أفضل خدمة إذاعية. * راديو مصر يعد فوق صفيح ساخن من المشكلات المالية والإدارية وتبادل الشكاوى بين العاملين به.. كيف تواجه هذه التحديات؟ ** لا توجد مصلحة حكومية ليست بها مشكلات ولكنها تختلف من موقع لآخر، وهدفى الأساسى بعد تكليفى بهذا المنصب هو عودة العلاقة الجيدة بين كل الزملاء. مثلما كانت قبل أن أتركهم ويسود بينهم الحب والعمل بروح الفريق.. ونكون سعداء عند ذهابنا للعمل.. لأننا سنعمل ونؤدى واجبنا ولا يكون هناك زميل متضرر من العمل، أما المشاكل المالية فهى ليست غريبة وموجودة فى كافة قطاعات مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون. * ألا تعد الأزمة المالية الطاحنة عائقاً أمام التطوير الذى تنشده براديو مصر؟ ** نحن سنعمل وجهدنا سنقدمه للإذاعة المصرية وراديو مصر وقطاع الأخبار وكلنا متأكدون أنه بمجرد زوال الأزمة وانقشاع هذه الغمة سنحصل على حقوقنا. لكن لن نتخلى عن الإذاعة الآن بحجة أنه «مفيش فلوس» ليس أمامنا سوى العمل لأن هذا هو قدرنا. فلسفة التغيير * ما هو شكل التغيير الذى سيحدث براديو مصر.. وهل سيكون هناك تغيير جذرى فى شكل ومضمون البرامج؟ ** لا يوجد تغير لمجرد التغيير.. وفلسفة أننى آت الآن لكى أهدم كل ما سبق فلسفة أرفضها خصوصاً أن المحطة ناجحة بالعكس سبقنى ثلاثة من كبار الإذاعيين ذوى كفاءة افضل عنى وهدفى تكملة عملهم ومشوارهم ولن أهدم أى شىء مما حققوه.. لمجرد أن يقولوا إننى أعمل تغيير.. ومسألة تطوير الخريطة الخاصة بالراديو ستكون من واقع المستجدات اليومية لأننا فى مرحلة متقلبة والتطوير سيتم لكن بهدوء وخطوة بخطوة. لكن أؤكد أن راديو مصر سيكون لكل مصر ولسنا مع طيف ضد طيف ونفتح الهواء لكافة الاتجاهات. * وما هى خطتكم لزيادة الجذب الإعلانى؟ ** الاستمرار فى العمل على مزيد من الصدق والإخلاص. * كونك صاحب خلفية صحفية كمراسل هل ستغّلب الطابع الخبرى لديك على الجانب الفنى فى تقديم الخبر بالمحطة؟ ** كله سيسير بجوار بعض لكن المستمع سيعرف كل شىء فى وقته من أخبار ولا يؤثر ذلك على أن يسمع أغنية أو موسيقى جميلة أو برنامجاً مثل من «قلب القاهرة» أو «كلام وسط البلد» وسيجد كافة الأشكال التى ترضيه. خصومات وليس فساداً * قيل إنه كانت هناك فترة فساد فى الفترة السابقة على توليك المنصب براديو مصر.. فهل يقلقك ذلك؟ ** لا يوجد فساد فى راديو مصر.. ولم يكن هناك شىء من ذلك. ثم أية مصلحة توجد بها خصومات والحمد لله بدأت فى حلها جزئياً وسأحاول إصلاح العلاقة الإنسانية وقضية الفساد من عدمه لا أحب الحديث فيها لأنها ليست مواضيع خاصة بى ولا أحب أن أتهم زملائى السابقين الذين تولوا المنصب الذين بالتأكيد كانوا أفضل منى سواء طارق أبو السعود أو سهير جرجس أو د.سعيد الجمل وأعتز بزمالتهم. * وماذا عن الشللية؟ ** لن تكون هناك شللية وأذنى خلقت لشىء واحد فقط أن ترفع النظارة. وسنطور فى أدائنا لتأكيد الحيادية ونقف على مسافة واحدة، فراديو مصر هو محطة مصر كلها وإذا استطعت المحافظة على ذلك فى الوقت الحالى الذى نجد فيه كل شخص منحازاً لطرف وتغييب معايير الموضوعية وإذا استطعنا أن نحافظ على أن راديو مصر يتبع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارة الإعلام ولكن «احنا بتوع كل المصريين» نصبح ناجحين. * راديو مصر له «ستايل خاص» من حيث الإيقاع السريع والخبر المختصر.. هل سيختلف المنهج فى عهدك؟ ** الجمهور متفاعل مع ذلك المنهج والمسئولون لا يتأخرون ويظهرون معنا على الهواء.. وهذا تأكيد لمصداقية راديو مصر وسنستمر فى ذلك ونفتح الهواء للجميع ولا نأخذ تعليمات بالمعنى الإيجابى.. لكن أرفض التعليمات بمعنى قل ذلك ولا تقل ذلك.. أو سجل مع ذلك ولا تسجل مع هذا.. ولا أحد يراجعنا فى اختيار ضيوفنا ولا عملنا فقط يراجعنا ضميرنا المهنى والتزامنا بميثاق الشرف الإعلامى. * زيادة الإعلانات فى راديو مصر سببه قوة الأحداث الحالية أم قوة المحطة؟ ** مصداقية راديو مصر.. المعلن يذهب للمحطة المسموعة وسبب أنها مسموعة لأن الجمهور يجد عندنا الحقيقة رغم أن الحقيقة ليست مطلقة، لكن سبب تنامى الإعلانات أننا نبحث عن الصدق قدر الإمكان.. لذلك فالمعلن يأتى إلينا لأنه يثق أننا نؤدى عملنا بأمانة. * ما هى الاستعدادات لجولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة؟ ** لم يكن لى الشرف فى العمل أثناء الجولة الأولى والشباب فى راديو مصر غطوا كافة برامج المرشحين ال 13 واستضافوهم ورئيس الإذاعة وكبار المذيعين فى أحد الاجتماعات أبدوا إعجابهم بما قام به راديو مصر.. أما فى الإعادة فهناك مرشحان ونحن لن ننحاز لأى منهما، سواء أحمد شفيق أو محمد مرسى، ولكن سننحاز لمصر وللنائب وسنعرفه بالمرشح وبرنامجه وله حرية الانتخاب. * هل هناك تقييم لأداء البرامج التى تعاملت مع انتخابات الرئاسة فى الجولة الأولى؟ ** ليس تقييماً بمعنى التقييم، ولكننى أعتقد أنهم عملوا بمهنية واحتراف واستطاعوا المحافظة على الحيادية. * وماذا عن الاستعداد لخريطة رمضان؟ ** ستكون مفاجأة ولن أتحدث عنها الآن وملفها أمامى الآن لكن سنجد أشهر النجوم والإعلاميين ونجوم المجتمع فى كافة المجالات على راديو مصر وسيكون هناك اختلاف كامل عن الخريطة السابقة. * هناك مشكلة كبيرة ستتعلق بضعف التغطية الخاصة لراديو مصر فى بعض المحافظات.. كيف ستتعامل معها؟ ** سأتغلب عليها بالمراسلين من خلال تجربتى فى الإدارة العامة للمندوبين والمراسلين أعطيتنى الفرصة لأن تكون لى علاقة جيدة مع جميع المراسلين الذين يعملون فى الإذاعة المصرية فى قطاع الإذاعة وفى الأقاليم وبعد أن أستأذن رئيس قطاع الأخبار سأجلس مع رئيس الإذاعة لأحافظ على هذا التوجه فى كل أنحاء الجمهورية وأطمع فى أن يكون لدى شبكة مراسلين خاصة براديو مصر وحتى يتحقق ذلك سأتعاون مع إدارة المندوبين والمراسلين. * وبماذا تعد مستمع راديو مصر؟ ** أعده أنه لن تأتى عليه اللحظة لكى يمد يديه ويغير مؤشر المحطة. وسيظل دائماً على «887» راديو مصر. * وكيف تنظر لمشروع نقابة الإعلاميين المزمع تأسيسها؟ ** حلم كل الإذاعيين منذ دخولنا ونحن نسمع عن نقابة لنا ونرجو أن يتحقق وتكون لنا نقابة تدافع عن حقوقنا ومصالحنا ونحن كنا تائهين بدون نقابة.. وأتمنى أن تكون نقابة قوية وأعتقد أن ذلك يتم لأن كل الأساتذة القائمين على عمل النقابة يتشرف بهم أى إذاعى.