نقابة الصحفيين المصرية تصدر قرارا بمنع بلوجر من دخول النقابة.    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    محافظ مطروح يناقش استعدادات الاشتراك في المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية    تراجع جديد لسعر الدولار في البنوك خلال التعاملات المسائية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    مصر للمقاصة تفوز بجائزة أفضل شركة للمقاصة في الوطن العربي    البيت الأبيض: احتمال تغيير سياستنا في حال اقتحام رفح الفلسطينية دون تأمين المدنيين    «بلومبرج»: «تركيا تعلّق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل»    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 Tom and Jerry لمشاهدة حلقات توم وجيري الكوميدية    "برنامج علاجي لتجهيزه".. الأهلي يكشف حجم إصابة أحمد عبدالقادر    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    ظاهرة جوية تضرب البلاد خلال ال72 ساعة المقبلة.. 10 نصائح للتعامل معها    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    أحمد السقا عن مشهد الرمال بفيلم السرب لفاطمة مصطفى: كنت تحت الأرض 4 ساعات    ارسم حلمك ب«الكارتون».. عروض وورش مجانية للأطفال برعاية «نادي سينما الطفل»    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    «مايلستون» تنطلق بأول مشروعاتها في السوق المصري باستثمارات 6 مليارات جنيه    الصلاة والقراءات الدينية والتأمل في معاني القيامة والخلاص أبرز أحداث خميس العهد    بالصور.. كواليس حلقة "مانشيت" من داخل معرض أبوظبي الدولي للكتاب غدًا    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة فرضت عقوبات ضد 280 كيانا روسيا    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    نادي الأسير الفلسطيني يعلن استشهاد معتقلين اثنين من غزة بسجون الاحتلال    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    إمام الحسين: كبار السن يلاقون معاملة تليق بهم في مصر    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    كريم بنزيما يغادر إلى ريال مدريد لهذا السبب (تفاصيل)    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوزك منكد عليك.. اعملي مدونة!!
نشر في الوفد يوم 22 - 06 - 2011

لو جوزك منكد عليكِ.. اعملي "مدونة" واشفي غليلك فيها من صنف الرجال !.. ولو مراتك منكده عليك أنت كمان أعمل مدونة تحدث فيها عن شرور النساء وأكنس فيها عليها السيدة ! ،
ولو كنت مطلقة و"مفروسة" من ظلم الرجالة.. دشني مدونة فضفضي فيها واشرحي تجربتك وخبراتك مع الزواج لبنات حواء كي لا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعت فيه وانصحيهم أزاي يختاروا !.
أما لو كنتِ مغتاظة من الأزواج وتجاهلهم لمشاعر ورغبات الزوجات والزواج عليهن أحيانًا مثنى وثلاث، ونفسك تشوفي فيهم يوم.. اعملي أيضًا مدونة أتكلمي فيها براحتك عن "جنس الرجالة الطفسين إياهم" ، واخطبي فيها عن حرية المرأة وحكمة الدين في تعدد الزوجات لا فتحه علي البحري لمن يشاء !.
ولو هتتجنني بقى من طمع بعض الأزواج في مرتبات زوجاتهم وأخذها منهم تحت شعار "ثقل حمل الأسرة عليهم وضرورة تعاون الزوجة في النفقات"، بحجة أن "القُفّة أم ودنيين يشيلوها أتنين".. فلا تترددي.. خشي اعملي مدونة فورًا وتحسري على "انتهاء عصر الرجولة"!.
وطبعًا لو سنك كبر ولم يتقدم لك أحد من العرسان ، أو كنتِ مطلقة ومطمع لطلبات زواج غريبة مثل رعاية أبناء الزوج أو زواج المسيار أو الزواج السري وغيره ، أو هتتجنني من تصرفات "خطاب" اليومين دول ، وطريقتهم الغريبة في طلب عروسة كاملة الأوصاف بشقتها ولوازمها وفوق البيعة ولد وبنت لو أمكن.. فأكيد لازم تعملي برضه مدونة تشرحي فيها تجاربك مع "عرسان" آخر زمن وطلباتهم العجيبة كما فعلت أحدي المدونات وأصبحت مدونتها فكرة للمسلسل الاجتماعي الكوميدي (عايزة اتجوز)!!.
المدونات الاجتماعية تكسب!
هذه ليست نكتة ولكنها حقيقة.. وماذ ذكرته سابقا هو بعض ما تكبته بعض الفتيات والسيدات علي مدوناتهم النسائية الاجتماعية ، فليس صحيحًا أن المدونات -"البلوجرز"- في العالم العربي أغلبها سياسية.. لا.. العكس هو الصحيح علي الأقل قبل ثورة 25 يناير بسنوات ، فأغلب المدونات خصوصا النسائية تبدو اجتماعية أو شخصية ، وهي عبارة عن "هايد بارك" خاص بكل فتاة أو سيدة، أو مذكرات علنية مكتوبة - بدون الاسم الحقيقي طبعًا لصاحبتها- تفضفض فيها وتشكو وجيعتها من الرجال، سواء كانوا الأزواج أو الخطاب الذين لم يأتوا أو الوحدة والغربة والوحشة.
فبحسب دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في أبريل 2008 المصرية جاء أن : 18.9 % من جملة المدونات المصرية فقط ذات طابع سياسى ، و30.7% تهتم بمجالات متنوع ، و15.5 % من المدونات معنية بالشأن الشخصي و14.4 % مختصة بالفنون والثقافة و7 % ذات طابع دينى و 4.8 % اجتماعية ولا يتجاوز حجم المدونات المهتمة بالعلم والتكنولوجيا الحديثة 4 % من مجموع المدونات المصرية.
ومن غرائب هذه المدونات المصرية – والعربية - التي انتشرت بشكل موسع وبلغت في مصر فقط قرابة خمسة آلاف مدونة في غضون ثلاثة أعوام حتي 2005 أرتفعت إلي 160 ألفا في عام 2008 ، ويرجح أنها تضاعفت الآن عن هذا الرقم مرتين علي الأقل، أن هذه المدونات انتشرت بسبب ما نشر في بعض المدونات ذات الطابع السياسي لنشطاء سياسيين أو شباب فتحوا مدونات لنشر ما تخفيه وسائل الإعلام الرسمية ورفعوا سقف الحرية ، وتبادل الأفكار والآراء حول الإصلاح والحريات، وكانت أوائل هذه المدونات التي تناولت هذا الطرح مدونات شخصية أو نسائية واجتماعية باتت تحتل النسبة الأكبر من هذه المدونات في النقد السياسي ثم النقد المجتمعي .
ومع انتشار المدونات السياسية وظهور فوائدها في الكتابة بحرية وبدون قيود أو خشية معرفة من وراءها في أغلب الأحيان بسبب إخفاء اسماء المدونين غالبا وإتخاذ اسماء مستعارة ، بدأت تظهر (المدونات الاجتماعية) التي تحررها غالبًا نساء متزوجات أو آنسات عوانس أو مطلقات، يناقشن فيها قضايا اجتماعية خطيرة مثل الزواج والطلاق وشئون الأسرة والزواج العرفي والسري وأسباب الخيانة الزوجية وغيرها، والعلاقة بين الزوج والزوجة والحب والرومانسية ومشاكل الأسرة، بأساليب طريفة وهزلية وجدية في آن واحد!.
27 مليون مدونة شخصية
وأهمية هذا النوع الاجتماعي أنه عبارة عن "مفكرات" إلكترونية على شبكة الإنترنت تروي فيها فتيات وسيدات وشبان ورجال تجاربهم الشخصية الاجتماعية الحقيقية بحرية وبلا رتوش.. ويدوّن فيها الجمهور - زملاء المدونين من أصحاب المدونات الأخرى غالبًا- تعليقاتهم التي تبث بشكل مباشر ولحظة بلحظة على هذه المواقع الخاصة التي يسهل الإطلاع عليها، سواء عن الحب أو الزواج أو مشكلات الحياة وبلغة عامية ساخرة جذابة للغاية!.
والمدهش أنه كلما كان المجتمع أكثر انغلاقا من الناحية السياسية كلما زادت المدونات خصوصا النسائية ، حيث كشفت دراسة بعنوان (خارطة التدوين العربي) أعدها مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع التابع لجامعة هارفارد الأمريكية ونشرت عام 2009 ، أن السعودية تقع في المركز الثاني – بعد مصر - على مستوى الوطن العربي من حيث عدد المدونين، وأن عدد النساء السعوديات المدونات يزيد عن عدد المدونين الرجال ، وكشفت الدراسة أن معظم المدونات العربية ذات طابع شخصي، تتخذ أسلوب الملاحظة وكتابة اليوميات .
وقد أشارت دراسات السوق - وفقًا لموقع Zdnet الألماني- أن عدد هذه المدونات الشخصية التي يتم إنشاؤها يتزايد بشكل سريع حول العالم، حيث تشير آخر إحصائية أن هناك الآن ما يقرب من 27 مليون مدونة شخصية حول العالم، أغلبها أشبه باليوميات الشخصية التي تجذب قليلاً من القراء.
وإذا كانت المدونات السياسية تعبر عن أحوال وتطورات سياسية معروفة، فالأكثر أهمية منها هو هذه المدونات الاجتماعية الشخصية التي تكشف بطن المجتمع العربي والمشكلات الخطيرة التي تواجه الأسرة المصرية، خصوصًا ما يتعلق بالعلاقة الأسرية والخيانة والزواج العرفي وخلافه بلا رتوش.. وإخفاء ما يرشحها لمادة جاهزة للتشريح من قبل بعض المحللين النفسيين والاجتماعيين.
فأهمية هذه المدونات الاجتماعية تنبع من أنها تنقل الواقع الاجتماعي الحقيقي بلا رتوش لحد استخدام ألفاظ عامية وخارجة أحيانًا أو منفتحة بصورة مبالغ فيها، وبالتالي فهي تنقل واقع المجتمع الحقيقي من داخله، وتعطي صورة عن الأمراض الاجتماعية المنتشرة، وتكاد تكون معين لا ينضب للباحثين الاجتماعيين لدراسة أمراض وأوجاع المجتمع الحقيقية.
بل إن بعض هذه المدونات يتضمن أقوال وحكم معبرة عن مشكلات المرأة، مثل قول مدونة: "لن أكون الرمال الثابتة التي تزورها الأمواج حين تشاء فقط"، و"ارحموا المرأة يرحمكم الله"، و"يا رجال العالم رفقًا بالقوارير.. حرام عليكو بقى أرجوكم الست مش ملطشة ولا حقل تجارب لتجاربكم"، والبعض منها يناقش مطالب متحررة للفتاة العربية، وأخرى تشرح العيوب الخطيرة في بعض الأزواج بما قد يدفع المرأة لهدم الأسرة أو طلب الطلاق أو قتل الزواج أو حتى الخيانة!!.
وربما لهذا يقول خبراء اجتماع وأطباء نفسيون أن بعض هذه البلوجرز أو المدونات التي تتنوع ما بين السياسة والثقافة والحب والمذكرات الشخصية تندرج تحت ما يمكن تسميته "التنفيس" أو الفضفضة" أو "الهرتلة" -أي كلام للتفريج عن الهم- أو "طق حنك" - أي كلام يرغب الشخص في التعبير عنه بالكتابة لإخراج ما بداخله.
ومن متابعتي لهذه المدونات أستطيع القول أن بعض هذه (المدونات) يُعَدّ نوعًا من التنفيس، ومحاولة للهرب من إحباط الحياة السياسية والاجتماعية، وضيق أماكن النشر، ومحاولة للقفز على الواقع الجامد والمتكرر أو "التابو" في حياة الإنسان، وأن الكتابة تفيد بالفعل في تحسين الحياة النفسية لهؤلاء، خصوصًا السيدات اللاتي يشعرن بالاضطهاد أو ظلم الأزواج أو اللاتي يقبلن بالعيش "في ظل رجل بدلاً من ظل حيطة"، وفي هذه الحالة ينطبق على البعض منهم بالفعل تعبير أن "الكتابة بديل عن الانتحار"!.
حيث تنشأ حالة من التضامن "الإلكتروني" بين هؤلاء الفتيات والسيدات المدونات، وحالة من الألفة والتضامن بين نساء عدة مدونات نتيجة تعقيب كل واحدة منهن علي أي "بوست" - مقال أو تدوينة- جديدة لزميلاتهن، بحيث تخفف كل منهن عن صاحبة المدونة وتشرح لها تجاربها بما يؤدي في نهاية الأمر لشعور المدونة المضغوطة والمحبطة بحالة من الحب المحيط بها، والاهتمام الذي تفقده ما ينعكس في نهاية الأمر على الشعور بعدم الوحدة في هذا العالم.
المدونات.. مشاريع أديبات!
والمثير أنني لاحظت أن مدونات السيدات والفتيات، تتميز - مع سخونتها وسخريتها وتعبيراتها الصادمة- بالاعتدال وتحديد حدود الحلال والحرام، وذكر الموبقات الاجتماعية كنوع من التحذير المبكر منها ، لا كدعوة لها، بصرف النظر عن مدونات قليلة أكثر تحررًا في الكلام ونشر فضائح صاحبتها، والأهم أن لغة الكتابة تجزم بأن صاحبات بعض هذه المدونات هن "مشاريع أديبات"؛ بسبب اللغة الرفيعة التي يكتبن بها واحترافهن أسلوب الكتابة حتى لو كانت باللغة العامية.
وربما هذا هو ما دفع ثلاث مدونات نسائية للصدور العام الماضي وهي : "ارز باللبن لشخصين" لرحاب بسام و"عايزة اتجوز" لغادة عبد العال ، و"اما هذه فرقصتي انا" لغادة محمد محمود ، وإن اثارت هذه المدونات فور طرحها في الاسواق جدلا بين النقاد حول قيمتها الأدبية والتجاوز في قواعد اللغة العربية فيها (الكتابة بالعامية وبألفاظ الإنترنت).
ويبرر العديد من مشاهير المدونات أسباب هذا الاعتدال في الأسلوب -برغم أنهن يفضفضن في المدونة بحرية وبكلمات مبتذلة أحيانًا- بأن تفاعل جمهور المدونين والمدونات مع المشاكل المطروحة عبر هذه التدوينات وضع قيدًا على هذه الفضفضة والاسترسال في الشكوى بتعبيرات خارجة.
وقد عبرت صاحبة مدونة (أيوه خدامة) عن هذه القيود التي فرضها النشر بقولها: "المدونة ولدت بشكل غير اللي في بالى تمامًا، يوم كتبت لأول مرة لم أقصد التواصل بل قصدت البوح - وددت أن أفسح المجال لإفرازات طبيعية دون مجاملات أو انتقاء ألفاظ.. كنت سعيدة جدًّا لأني أستخدم ألفاظًا دخيلة على الذوق العام والآداب الرفيعة، وفي نفس الوقت تعبر عما تعجز عنه الألفاظ المنتقاة.. باختصار ظننت أني وجدت مضمارًا أكشف فيه عن الجزء القبيح الذي يحوم حبيسًا بداخلي".
ولكن - تضيف- "حدث ما لم يكن في الحسبان ووجدت جمهورًا راقيًا يصفق ويهلل وينتقد، ووجدت رقابة على خواطري ولغتي.. كنت أحسب أن التدوين هو البوح أكثر منه التواصل؛ لأن البوح يعني: التحرر من الأساتك (الروتين) ومساحيق التجميل - يعني الظهور بالوجه المغسول من دون "البان كيك" و"الآي لاينر".. أحيانًا يكون جميلاً، ولكنه غالبًا ما يكون قبيحًا أتحرج من مواجهة الآخرين به، ولكنه وجهي الحقيقي، أما التواصل فإنه يعني أطرافًا كثيرة وللكل حقوق عليك - حقوق الجيرة التدوينية، حقوق الدين والإنسانية، حقوق المجاملات، حقوق رد الزيارة"...
واللافت هنا ليس فقط اللغة الراقية والحرفية الرشيقة التي يكتب بها أصحاب المدونات الاجتماعية والتي تشي بأن كل واحدة أو واحد منهم هو بمثابة "مشروع" أديب أو أديبة أو كاتب سيناريو مدفون لا تظهر موهبته إلا في المدونة ويصعب إخراجه منها؛ لأنه أو أنها اختارت لنفسها الحديث من وراء حجاب، ويصعب أن تخرج هذه التعبيرات الجميلة إلا من خلال سرد معاناتها سرًّا!.
أنواع المدونات
وتختلف هذه المدونات الاجتماعية أو الشخصية – بخاصة النسائية- بحسب طبيعة المرأة خصوصًا المتزوجة في إخفاء نفسها، وتتنوع ما بين مدونات لسيدات متزوجات يشكين من مشكلات الحياة المختلفة (استيلاء الزوج على راتب الزوجة - مشاكل خروج الزوجة للعمل طوال اليوم - تجاهل الأزواج لمشاعر الزوجات العاطفية - جفاف الحياة الزوجية)، ومدونات لفتيات غير متزوجات يشكين صعوبة الزواج، وطرائف عن من تقدمن لهن من الرجال للزواج، فضلاً عن مدونات عامة تفيض حبًّا وحنانًا وأشواقًا وغرامًا لا يجد أصحابها -ربما لمكانتهم الاجتماعية والأدبية- مكانًا للتعبير عنه سوى في عالم التدوين!.
على أن هذا لا ينفي أن العديد من المدونات النسائية الاجتماعية تزخر بقصص أخرى غير ذاتية تتعلق بالتعليق على شئون المجتمع الأخرى مثل الحجاب في السينما أو التحرش الجنسي في الشوارع أو بعض الشئون السياسية الداخلية والخارجية أحيانًا بطريقة ساخرة للغاية ، وبعضها يربط بين المشاكل الاجتماعية والمشاكل السياسية.
ولكن بشكل عام المدونات النسائية تركز على مشاكل العلاقة بين الزوج والزوجة وشكاوى النساء من تجاهل الأزواج لهن، ومشاعر الفتيات مع تقدم العمر بهن دون عمل أو زواج، وثالثة تهتم بالحب والعشق والغرام وتروي تجارب حقيقية .
مدارس لتعليم الأزواج!
ونصيحتي للرجال هي أن يقرءوا هذه المدونات النسائية باهتمام ويتعلموا منها، فدروسها التي تلقيها المدونات بطريقة طريفة أشبه بالمدارس لتعليم الأزواج فن التعامل مع الزوجات أو النساء عمومًا!.
فهي تعكس وتصنف المشكلات العاطفية بين الزوج والزوجة وتحدد مواطن الخلل فيها، كما تشرح للرجال ببساطة "ما الذي تريده النساء؟"، ورغم أنها تسخر من الرجال وعدم اهتمامهم بكل ما تفعله النساء في أنفسهن للتجميل إرضاء للزوج، فهدفها يظل -كما تقول إحدى المدونات- هو: "معالجة العلاقة بين الأزواج ومحاولات إصلاح ذات بينهم هي النواة الأولى للنهوض بالمجتمع مما يترتب عليه تنشئة جيل خال من الأمراض والعقد يستطيعون الرفعة بشأن بلدهم.. وإننا كمدونين مصريين نحاول الاتفاق على أساليب راقية تقام بها البيوت".
مدوِّنة مثلاً مغتاظة من مشاعر الرجالة كتبت تقول: "هو فيه إيه؟؟ الله يخرب بيت الجواز .. البنت من قبل ما تبلغ الحلم وهي كل اللي فدماغها الفستان النيلة الأبيض والطرحة، وكل أحلامها في اليقظة والمنام الراجل اللي حتتجوزوا.. وبعدين تتحول المرأة إلى شيء هلامي لا يمكن توصيفه تحت أي كاتيجوري: كل صباح يا فتاح يا عليم تلبس أي حاجة من قعر الدولاب وطيران عالشغل وهي بنص دماغ... بعد الدوام تجري طايرة يا حبة عيني عشان تلحق الغدا بتاع اللافندي (الزوج) ولو كان فيه حتة عيل أو أتنين تلمهم في سكتها من عند أمها أو من حضانة الإيواء، ثم تدلف إلى سوق الخضار تجيبلها كيلو بسلة وفرخة وطيران عالبيت بهدومها وعرقها عالمطبخ؛ لأن الباشا (الزوج) في طريقه إلى العش الجميل.. يدخل الوحش (الزوج) فين الغدا... لسه عالنار؟ دانا على لحم بطنى من صباحية ربنا وهي يا عيني بتحايلو معلش يا "نظمى" ثواني وهيكون جاهز... يأكل سي نظمى ويتكرع ويدخل ينام ومش عايز أسمع حس حد من عيالك أنتِ فاهمة؟؟ "
وتضيف : "صحى الباشا: فين الشاي؟؟ ما تقوم... تعملو لروحك دي الولية من ساعة ما نمت وهي حمت وغسلت المواعين وغسلت ونشرت ورضعت وذاكرت للواد وأنت قافل على روحك ومشغل التكييف!...يقوم من النوم ويخرج... ويرجع الباشا الساعة 12 من... : قهوة, نادي, أمه, عزا, زوجة ثانية... المهم أنه عمل اللي هو عايزه وراجع يكمل عالفرخة المسكينة اللي لا يمكن تقدر ترفع أي حاجة حتى حواجبها ويبدأ في المطالبة بحقوقه الشرعية - نهار أسود ما حنا عارفين إنها شرعية بس فين الإنسانية؟" .
وتكمل صاحبة مدونة (أيوه خدامه) في سخرية : "كالعادة تنتهي القصة إنها (الزوجة) مابقتش رومانسية !
آه يا رجالة !
وفي "بوست" – تعليق- آخر تقول مدونة غاضبة على تجاهل الرجال لمشاعر الزوجات: "سهرنا الليالي.. وصرفنا دم قلبنا.. الست أم سارة رهنت النحاس عشان تركب شعر اصطناعي لأبو حسام.. وأم نور بقت تاخد ورديات زيادة في المستوصف عشان تجيب طقم سنان جديد عالزيرو لزوم إغراء أبو سعيد.. ومع هذا وجدنا أن نأبنا جه على شونة (أي بلا فائدة) وعاد جميع الرجال إلى سوء المعاملة بعدما سلبونا أعز ما نملك من نحاس وألمونيوم وأشياء أخرى لا تقدر بثمن (أهئ أهئ).. حتى طقم الأنترية اللي كان نفسي أنجده من أربعتاشر سنة فرتكت فلوس الجمعية بتاعته لزوم (الجيم) لأبو علاء ويا ريت تَمَر (جاء بفائدة)... ولذلك ولما سبق قررنا أن (نتنحى) تمامًا ونهائيًّا"!!
وتضيف احدي الغاضبات من الرجال : "الرجالة - أيتها الأخوات- دول عايزين الغجرية: فالغجرية.. أعزكم الله.. ست إن ما خافوا منها يخافوا من لسانها.. يعني ولية زي (كوندوليزا ريس) دي .. يقدر جوزها يرفع عينه فيها ولا يتجوز عليها؟؟ يستجري يخليها تخرج ويفتح روتانا كليب يتفرج على "بوس الواوا"؟ دي كانت شردحتلو وجابتلوا خالها اللي بيضرب بانجو في "هارلم" يقطعه خمسين حتة عالخمسين ولاية.. آه يا رجالة مالكومش إلا جوانتانامو؟!".
أما نصيحتي أنا الأخيرة فهي : اقرءوا المدونات النسائية عشان تعرفوا ما الذي تريده النساء؛ لأنهن يقلن فيها هذا بشفافية ووضوح وبلا رتوش أو ماكياج أو أسماء .. اقرءوا قبل ما تروحوا جوانتانامو !.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.